قرار رئيس مجلس الوزراء بإقالة مدير مستشفي الزهراء الجامعي وإحالة جميع المسئولين بالمستشفي للتحقيق لسوء الأداء والإهمال هذا القرار لا يعني ان هذا المستشفي هو الوحيد الذي يعاني من الاهمال وسوء الإدارة بل 90% من المستشفيات في مصر لا تصلح لتقديم خدمات طبية للمريض المصري والاهمال وسوء الإدارة يفوق الوصف في المستشفيات الحكومية. إذا كان رئيس الوزراء قد كشف سوء الأداء والإهمال في هذا المستشفي فما هو المستشفي الجيد الذي يستحق الاشادة في مصر.. لو كان هذا القرار من أجل صالح المريض المصري فيجب اقالة جميع المسئولين في المستشفيات الحكومية وأولهم وزير الصحة. هل يعلم رئيس الوزراء ان هناك مستشفيات في وزارة الصحة قد تحولت إلي مقبرة للمرضي ومستشفيات لا توجد بها امكانيات أو تجهيزات أو كوادر طبية مدربة. لقد لفت نظري أمر خطير في أفضل مستشفيات وزارة الصحة حيث ان المرضي الذين يعانون من أمراض الدم يتعرضون للموت بسبب وجود مرضي آخرين يعانون من تلوث في الجروح وخلافه مجاورين لهم في غرف العلاج مما يهدد حياتهم وبالفعل توفي أكثر من مريض بسبب هذه العدوي هل مثل هذه الأمور يعلم بها رئيس الوزراء. يا سيادة رئيس الوزراء ما خفي كان أعظم في مستشفيات وزارة الصحة لو كان اصلاح حال المستشفيات بإقالة المدير ونوابه كان الأولي أن يتم إقالة وزير الصحة فإنه كان يشغل منصب مساعد وزير الصحة للطب العلاجي قبل أن يكون وزيرا وكان يعلم ان المستشفيات مجرد خرابة ولم يقدم أي جديد أو يضع خطة للإصلاح مما دعا د. فؤاد النواوي وزير الصحة الأسبق إلي إقالته من منصب مساعد الوزير. الغريب ان رئيس الوزراء كلفه بإصلاح مستشفي الزهراء الجامعي مع ان مستشفيات الصحة تحتاج إلي إزالة بالكامل فالمستشفيات الجامعية هي الأمل الوحيد للمريض المصري في الوقت الحالي. أعتقد ان اختيار المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء لوزير الصحة الحالي في الحكومة الحالية جاء بالصدفة أو بعد زهق وملل من الاعتراضات التي واجهت الأسماء التي كانت مرشحة والوقت كان لا يسمح بالتأخير. أناشد رئيس مجلس الوزراء إذا كان يهمه المريض الغلبان أن يتوجه إلي مستشفي أحمد ماهر التعليمي أو معهد القلب أو معهد السكر أو أي مستشفي آخر ويقابل المرضي علي الطبيعة ويسألهم عن مستوي الخدمات التي تقدم لهم والمعاناة التي يشاهدونها في المستشفي. هل يعلم رئيس الوزراء ان قوائم الانتظار في جراحات القلب والعظام والمخ والأعصاب وصلت إلي أكثر من عام في مستشفيات وزارة الصحة فإذا كان القصد من زيارة المستشفيات مصلحة المريض المصري فهذه المشاكل هي الأهم لأن سوء الأداء والإهمال لا يقتصر علي النظافة أو طوابير الانتظار أمام العيادات الخارجية في المستشفيات بل يشمل كل النواحي الطبية التي تهم المرضي. هل يعلم رئيس الوزراء ان هذا هو حال المستشفيات في المدن الحضارية فما بالك في المستشفيات في الريف والمحافظات النائية. أرجو من المهندس محلب أن يزور إحدي مستشفيات محافظة سوهاج وفي هذه الحالة سوف يقدم هو استقالته وليس إقالة مدير المستشفي. أبناء الصعيد يموتون علي أبواب المستشفيات خاصة حالات الطوارئ الذين يتعرضون لحوادث سيارات أو جلطات فالمستشفيات المركزية في المراكز والمدن لا يوجد بها أي أذون طوارئ أو أطباء متخصصين كما ان غرف المرضي يسكنها الفئران والحشرات والمستشفيات العامة بالمدينة مجرد ديكور. أما المستشفيات الجامعية فما زالت هي المنقذ للمريض المصري رغم تدني مستوي الخدمات بسبب ضعف الامكانيات المادية والضغط الرهيب من المرضي علي هذه المستشفيات. أرجوكم إذا كانت لديكم رغبة أكيدة في اصلاح حال الصحة في مصر عليكم بالبعد عن المجاملات في اختيار وزراء الصحة وأن يتم التدقيق في اختيار هذا الوزير بالذات حتي لا نحمل المسئولية لمدير مستشفي أو نائبه. فالأمر يحتاج إلي نظرة أعم وأشمل من الذي يحدث الآن.