حفل افتتاح مسرح معهد الموسيقي العربية برمسيس بعد طول إغلاق!! وحفل فرقة "أوتار ذهبية" علي مسرح الجمهورية يعدان من أهم الأحداث الفنية في الآونة الأخيرة.. الأول لأنه نافذة تحمل أصالة وتعبر عن تاريخ عريض في النهضة الموسيقية المصرية. أما الحدث الثاني تكمن قيمته في أن آلة العود كانت بطلاً متوجاً استمتع الجمهور بنغمات هذه الآلة الشرقية بالإضافة إلي أنه لأول مرة يحدث تزاوج بين الغناء والعود بالإضافة لفقرات وأصوات تم اختيارها بعناية فائقة. حفل الافتتاح أحيته الفرقة القومية للموسيقي العربية بقيادة المايسترو سليم سحاب وهي من الفرق التي لها جمهورها الخاص ولكن تجلي ذكاء القائد في أنه جذب هذا الجمهور ليشاهد الفرقة المصاحبة للنجمة مي فاروق التي تنتمي لفرقة عبدالحليم نويرة وايضا لنجم الفرقة خالد عبدالغفار.. والاثنان لهما تقدير في مجال أغاني التراث. الحفل أقيم في ذكري الاحتفال بموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب ولهذا اقتصر الحفل علي ألحانه. تضمن برنامج الحفل أغنيتين لكوكب الشرق أدتهما مي فاروق والتي تعد من أجمل وأقدر الأصوات علي الساحة في أداء أغاني أم كلثوم فلديها مقدرة كبيرة علي حفظ الكلمات واللحن بتفاصيله الدقيقة وصوتها مدرب بالإضافة لميزاته الفطرية من صوت عريض المساحة قادر علي التنقل بين المقامات بسهولة ولديه قدرة علي التلوين وايضا تؤدي التطريب بتمكن وجودة شدت مي بأغنية أمل حياتي واختتمت بقصيدة "أغداً ألقاك" وهي من الأعمال النادر أداؤها وتمثل إضافة لرصيد مي لكن الفقرة الهامة كانت في البداية حيث استمعنا إلي أغنية فايزة أحمد "خاف الله" وهي من الأغاني الهامة والصعبة في التناول والتنفيذ الموسيقي وايضا تمثل تجديداً لمي من ناحية وللفرقة من ناحية أخري والأغنية تم أداؤها لأول مرة في فرقة أوبرا الإسكندرية تحت قيادة جورج بشري الذي ينسب إليه الجرأة في أداء أغان جديدة تماماً علي فرق الموسيقي العربية. أما الفاصل الثاني فكان خالد عبدالغفار بأدائه المتنوع والجميل والذي اشتهر بنجاحه في أغاني محمد عبدالوهاب وقد استمتع الجمهور بجميع الفقرات التي أداها هذا الفنان الموهوب. الأوتار الذهبية أما الحفل الثاني أحيته فرقة "الأوتار الذهبية" التي أسسها الفنان سيد منصور عازف العود المتمرس والذي بدأ ظهوره مع بدايات الفرقة القومية للموسيقي العربية عام 1989 وأصبح من أعمدتها الأساسية وقد أسس فرقته منذ فترة ولكن يعد هذا حفلها الأول للجمهور العريض. بدأ الحفل بفقرة غنائية متنوعة تضمنت 8 أغان استطاع منصور أن يقدم فيها كل الأصوات المتميزة علي الساحة منها: محمد الشامي الذي يعد من أحسن الأصوات التي تؤدي أغاني كارم محمود ومحمد رشدي وعبدالعزيز محمود فاستمتعنا بأغاني "عيني بترف" وعدوية أما ياسر سليمان وسعيد عثمان فتبادلا سوياً أغاني محمد قنديل ومحمد عبدالمطلب والاثنان برعا في أدائهما وكان هناك توفيق في اختيار ألحان متنوعة سبق لهذين الصوتين اداؤهما فاسمتعنا من ياسر إلي لحن رياض السنباطي "شفت حبيبي" وإلي لحن محمود الشريف "3 سلامات" ومن سعيد عثمان إلي لحن محمد فوزي الشهير "ساكن في حي السيدة" ولحن محمد الموجي "يا حلو صبح".. والمفاجأة كان مروان المنياوي وهو صوت جديد علي الفرقة وأدي لعبد الوهاب أغنية "امتي الزمان" وكان الختام من عفاف رضا التي أدت لحن رياض السنباطي "لعبة الأيام".. الجميع أدوا الأغاني بجمال واقتدار ولهذا حصلوا علي تصفيق حار وهتافات من جمهور الحفل. البطل ويأتي الفصل الثاني ليتألق العود علي أنامل سيد منصور ونستمع إلي مجموعة متنوعة من ألحان غلب عليها أعمال عبدالوهاب ربما احتفالاً بذكراه فقدم تحت عنوان وهابيات "حبيبي لعبته والفن ودارت الأيام" ولفريد الأطرش الذي ينتمي سيد إلي مدرسته في الفرقة علي آلة العود استمعنا إلي أغاني "الربيع" و"يا جميل يا جميل" وبين هذين القطبين كان هناك تنوع فاستمعنا إلي ألحان لسيد مكاوي ومحمد فوزي وكارم محمود ومحمود الشريف - كوكتيل من زمن الفن الجميل تسيد فيه العود وكان بطل الحفل المتوج. هذا الحفل يؤكد أن فرق الموسيقي العربية خرج من عباءتها مجموعة من الفرق الصغيرة التي تمثل إضافة جديدة علي الساحة سواء الأصوات أو الأغاني ولكن الأمنية أن تسعي هذه الفرق إلي تطور الأغنية ونستمع منها إلي أعمال جديدة تقدم للساحة كاتب الأغاني والملحن وتمثل إضافة للمكتبة الموسيقية العربية.