تشهد المنطقة العربية علي مدار الساعة عمليات إرهابية في دول عدة .. في مصر .. وليبيا .. وسوريا .. واليمن .. والعراق أول هذه الدول بكل تأكيد .. فلا يخلو يوم دون تشهد دولة أو دولتان أو أكثر عملية إرهابية تستهدف عسكريين ورجال أمن في المقام الأول وفي بعض الأحيان يسقط مدنيون ضحايا في تلك العمليات .. التنظيمات والجماعات الإرهابية في المنطقة العربية كثيرة ومتعددة ومتشعبة وإن اختلفت مسمياتها لكنها تمارس نفس العنف بنفس الاسلوب.. انتحاري يفجر نفسه أمام هدف معين.. سيارة مفخخة تنفجر لتخلف ضحايا.. عبوة ناسفة في مكان محدد تؤدي إلي انفجار هائل فتصيب ما تصيب!! والملاحظ أن معظم الجماعات الإرهابية تنضوي تحت لواء تنظيم القاعدة الذي يتزعمه المصري أيمن الظواهري الذي تولي زعامة هذا التنظيم بعد مقتل أسامة بن لادن قبل ثلاث سنوات.. فهذا التنظيم متواجد في اليمن والعراق وليبيا وسوريا ومصر تحت مسميات مختلفة .. ففي مصر توجد جماعة "أنصار بيت المقدس" وهي جماعة منبثقة عن تنظيم القاعدة وتؤتمر بأوامره .. وهي التي تقوم بأغلب العمليات الإرهابية في مصر سواء في سيناء أو في القاهرة أو في محافظات أخري حيث تستهدف تلك الجماعة رجال الجيش والشرطة والمنشآت العسكرية والشرطية بشكل شبه متواصل من خلال عملية انتحارية أو زرع قنبلة!! أما فيما يتعلق بسوريا طالب أيمن الظواهري "جبهة النصرة" ذراع التنظيم في سوريا بوقف المعارك القتالية ضد الجماعات الجهادية الأخري فيما طالب "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروف باسم "داعش" بتركيز نشاطه في العراق فقط.. إذن بات من الواضح أن تنظيم القاعدة له حضور ودور مؤثر في كل ما يجري من عمليات إرهابية في المنطقة العربية سواء داخل مصر أو اليمن وفي ليبيا أو سوريا وفي العراق.. ما يعني أن هذا التنظيم شهد تحولا جذريا في عملياته التي كانت تستهدف في السابق أهدافا ودولا غربية بينما صارت في الوقت الحالي تقتصر علي الدول العربية فيما يهنأ الغرب الآن بالأمن والأمان!! ويبدو أن الغرب يكرر نفس أخطائه التي ارتكبها في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي حينما كان يدعم تنظيم القاعدة في افغانستان لمحاربة السوفيت وعندما أصبح هذا التنظيم قوياً انقلب علي من كانوا يدعمونه وشن هجمات 11 سبتمبر التي هزت العالم من أقصاه إلي أقصاه .. واليوم بدأت واشنطن تخشي من تزايد أعداد المقاتلين الأجانب الذين يشاركون في القتال الدائر في سوريا حاليا وهو ما ألمح به جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي أي" حيث قارن كومي النزاع في سوريا بالحرب في افغانستان في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي عندما شكل المجاهدون بعد ذلك تنظيم القاعدة الذي أعلن الحرب علي أمريكا فيما بعد.. فهل تكتفي الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الأوروبيون بالقلق من تزايد المقاتلين الأجانب سواء في سوريا أو العراق واليمن ومصر إلي أن ينقلب السحر علي الساحر ويكتوي الغرب مرة أخري بنار الإرهاب؟!