مشهد جنائزي شهدته الاسكندرية امام مشرحة كوم الدكة بالاسكندرية انتظاراً لجثمان الشهيد ملازم اول احمد سعد محمد الديهي "23 سنة" ونجل العميد "سعد محمد محمد الديهي" مدير ادارة المرور بميناء الاسكندرية.. حيث تجمع العشرات من زملاء الشهيد بالاضافة إلي مدير امن الاسكندرية والقيادات الامنية. والدة الشهيد كانت في حالة انهيار تام لاتصدق ما يحدث وحولنا اشقائه الصغار "16 سنة" وطالبة بالمرحلة الثانوية "18 سنة" يقومون بمواساتها.. علي الجانب الآخر كان العميد اسعد محمد الديهي في حالة انهيار ايضاً وقام اقاربه بوضع الماء المثلج علي وجهه بسبب اصابته بارتفاع في درجة حرارته وقال والد الشهيد.. حسبي الله ونعم الوكيل احتسب ابني عند الله شهيداً.. اضاف تحدث معي احمد قبل خروجه لمأموريته ببضع ساعات وقال لي عندي مأمورية "في الفجر يا بابا وادعي لي" وانتابتني حالة من القلق وظللت في انتظار تليفونه ليطمئني علي عودته بالسلامة لكتيبته بالامن المركزي ولكن فوجئت بتليفون من زملائه يبلغوني انه مصاب وبمستشفي الشرطة ولكن احساسي ان هناك شأن آخر لحالة الانهيار التي كان فيها زملائه وسارعت للمستشفي لاكتشف وفاته.. موضحاً ان الشهيد هو "زهرة عمره" وكان يحلم بأن يخلفه في عمله الشرطي لخدمة الوطن ومؤكداً علي ان "احمد" كان يتمني ان يكون ضابط شرطة منذ ان كان طفلاً ولكن الله اراد ان يسترد وديعته ولانستطيع ان نعترض علي ارادة الله. واضاف لن اترك حق ابني يضيع وسأقاتل لاقتص من القتلة بالقانون واطالب المسئولين بالقصاص لنجلي وحسبي الله ونعم الوكيل في كل من يدمر البلاد ويسعي للخراب ويدمر اسر بأكملها. ولعل المشاهد الاكثر صعوبة كان زملاء الشهيد الذين اصروا علي وداعه داخل المشرحة في اعقاب انتهاء الطب الشرعي من المعاينة وذلك في اعقاب نقله من مستشفي الشرطة التي كان قد وصل اليها متوفياً متأثراً بأصابته حيث سادت حالة من الانهيار التام وظللوا يصرخون لوداعه مرددين "مع السلامة يا احمد" وانا لله وان اليه راجعون".. وخصصت مديرية امن الاسكندرية اتوبيساً لنقل زملاء الشهيد وافراد اسرته إلي محافظة كفر الشيخ لمثواه الاخير. من ناحية اخري قامت نيابة غرب الكلية باجراء معاينة لموقع الحادث حيث تبين ان الارهابيين الثلاثة قاموا بالاختفاء داخل منطقة مهجورة "لمحاجر الطوب" بالقرب من سجن الغربانيات مما يعني ان هناك من كان يأتي لهم بالطعام والشراب في تلك المنطقة المهجورة خاصة وانهم من ابناء الاسماعيلية والدقهلية وهو ما طلبت النيابة التحري عنه وعن وسائل تنقلهم من المنطقة المهجورة إلي وسط مدينة برج العرب. وكشفت التحقيقات عن وفاة الشهيد ملازم اول "احمد سعد" باربع رصاصات في الوجه والرقبة والذراع الايمن والصدر بالرغم من انه كان يرتدي الدرع الواقي.. كما تبين وفاة الارهابي "حسن عبدالعال محمد عبدالناصر" "25 سنة- من مركز السنبلاوين بالدقهلية" اثناء قيامه بتبادل النيران مع قوات الشرطة وعثر معه علي بندقيته الآلية وحزام ناسف. كما كشفت التحقيقات ان المتهمين الثلاثة من اخطر "عناصر بيت المقدس" وأنهم زحفوا للاسكندرية بالقرب من سجن الغربانيات حيث رصدتهم الاجهزة الامنية وان المتهمين شاركوا في محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء "محمد ابراهيم" وايضاً اغتيال ضابطي شرطة وجيش.. وتبين ان المتهمين وهم "تامر حسني قدري" "25 سنة" دبلوم زراعة من منطقة القنطرة بالاسماعيلية.. و"صبحي عبدالعال" من السنبلاوين بالدقهلية وشقيق القتيل "حسن عبدالعال" وعثر بحوزتهم علي "3 بنادق آلية حديثة" و"4" خزائن طلقات و"93" طلقة و"3" احزمة ناسفة و"4" قنابل دفاعية خرشوفية مكتملة الاجزاء ومعدة للانفجار مما يشير إلي عزم المجموعة الارهابية علي ارتكاب جرائم ترويعية بالاسكندرية كمنطقة جديدة لعملياتهم. وامرت نيابة غرب الكلية بالتصريح بدفن جثة الضابط الشهيد بعد عرضه علي الطب الشرعي.. وجثة الارهابي بعد عرضه ايضاً علي الطب الشرعي مع التحفظ علي المضبوطات.. وتحريات الامن الوطني حول المتهمين واسباب تواجدهم بالمنطقة فيما توالي النيابة التحقيق مع باقي المتهمين.