وسط حالة من الحزن الشديد خيمت علي أكاديمية الشرطة بالعباسية تم تشييع الجثمان الطاهر للشهيد العميد أحمد زكي لطيف الضابط بالأمن المركزي بالجيزة في جنازة عسكرية مهيبة خرجت من مسجد الاكاديمية وحرص فيها زملاء وتلاميذ الفقيد علي حمل الجثمان الملفوف بعلم مصر علي الأعناق. تعالت صرخات بناته وجيرانه من السيدات في حالة من الغضب ورددوا الهتافات ضد جماعة الإخوان الإرهابية وطالبوا بالقصاص العادل من كل من تلوثت يده بالدماء. كان الجثمان الطاهر للضابط الشهيد قد وصل مسجد كلية الشرطة القديمة بالعباسية في سيارة إسعاف قادمة به من مستشفي الشرطة وهو ملفوف بعلم مصر واقيمت صلاة الظهر وبعدها صلاة الجنازة علي الفقيد وتقدم الصفوف المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية والدكتور علي عبدالرحمن محافظ الجيزة ولفيف من كبار قيادات وزارة الداخلية وضباط الأمن المركزي من زملاء وتلاميذ الضابط الشهيد وقد تم وضع الجثمان ملفوفاً بعلم مصر علي سيارة المطافئ التي تقدمتها حملة الورود والموسيقات العسكرية التي عزفت الموسيقي الجنائزية وعقب انتهاء مراسم الجنازة العسكرية قدم رئيس الوزراء ووزير الداخلية ومحافظ الجيزة والقيادات الشرطية العزاء لأسرة الضابط الشهيد وتم حمل الجثمان إلي مثواه الأخير بمدافن الأسرة بالفيوم. قال إبن الشهيد الضابط بالشرطة انه علي الرغم من الشهيد كان والده فان هذا الأمر لن يثني من عزمه من رجال الشرطة عن اداءها مهامتهم في مكافحة كافة صور الخروج عن الشرعية والمواجهة الحاسمة لعناصر الإرهاب وأشار إلي ان رجال الشرطة اقسموا اليمين علي حماية أرواح المصريين ولن يتراجعوا. أكدت ابنتا الضابط الشهيد أنه كان مؤمنا إلي أقصي درجة وهذا الإيمان جعله عاشقاً لمهنته ويدرك قيمتها وانه كان دوماً يكرر لهم ان عينين لا تمسهما النار التي تبكي من خشية الله والتي باتت تحرس في سبيل الله واوضحتا انه كان يوقظ الأسرة بالكامل لاداء صلاة الفجر جماعة وبعدها يتفرغ لقراءة القرآن ثم يخرج إلي عمله ما بين السابعة والثامنة صباحاً في الأيام التي لا يكون فيها نوبتجياً في العمل. قال أدهم حسام شاب من جيران الضابط الشهيد انه كان يري فيه المثال الرائع للضابط المنضبط الذي يحب عمله ولا يتعالي علي أحد ومحبوباً من الجميع وأشار إلي ان مرتكبي هذه الواقعة لا يعرفون شيئاً عن الدين ولا الاخلاق وطالب بضرورة الاسراع في محاكمة كل من يتورط في سفك الدماء الطاهرة. ويري نادر صبحي ان الضابط الشهيد كان محباً للخير ومجاملاً ولم يره أبداً منفعلاً ولا غاضباً. أشارت أم محمد إحدي سكان المنطقة التي كان يقيم فيها العميد الشهيد وهي موظفة بالتربية والتعليم ان جماعة الإخوان الإرهابية التي تدعي الإسلام كاذبون ويسعون إلي خراب البلاد. شهود العيان روي بعض المتواجدين في جنازة العميد الشهيد ما حدث في الواقعة حيث قال أحد المواطنين انه يسكن بالقرب من العقار الذي يقيم فيه الشهيد وانه سمع في الثامنة والنصف صباحاً تقريباً دوي صوت انفجار مروع فقفز إلي الشرفة حيث شاهد سيارة الضابط وقد تحطمت والعميد أمد زكي ملقي علي الأرض والدماء تسيل بشكل كبير حول جسده فارتدي ملابسه ونزل إلي الشارع. قال آخر انه هرع إلي مكان الحادث فور وقوع الحادث وكان الضابط الشهيد حياً رغم بتر بعض اجزاء جسده وكان يتمتم بالشهادتين وبعض الآيات ويحمد الله في مشهد لا يمكن ان يخرج من الذاكرة مدي الحياة. كانت وزارة الداخلية قد أصدرت بياناً أكدت فيه استشهاد العميد أحمد زكي الضابط بقطاع الأمن المركزي إثر انفجار قنبلة استهدفت سيارته من اسفل أمام مسكنه بمدينة 6 أكتوبر وإصابة كل من المجند محمود خيري جاب الله والمجند محمد السيد عبدالسلام وانه تم نقل الضابط والمجندين إلي المستشفي حيث لفظ الضابط انفاسه الأخيرة ويتلقي المجندان المصابان العلاج. علي جانب آخر أصدر اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية قراراً بترقية اسم العميد الشهيد إلي رتبة اللواء وشمول أسرته بكامل الرعاية الصحية والاجتماعية وتكريمه.