هناك خيط رفيع غير ملموس بين الحرية والانفلات. لذلك تضع وسائل الإعلام المحترمة إطاراً للنشر من خلال سياسة تحرير معتدلة ومتزنة تحافظ علي قيم وثوابت المجتمع. البعض يبالغ في الأمر ويصل به الحال إلي وضع قيود تمنع وصول الحقائق للناس. في حين يترك البعض الآخر الحبل علي الغارب فيسعي وراء السبق حتي لو أدي ذلك إلي مخاطر تهدد البلاد والعباد. ورغم الاعتراض والتحفظ علي أداء النوع الأول إلا أنه يبقي أقل ضرراً من الثاني خاصة في تلك الأيام التي يسعي فيها الكثيرون لتمرير أشياء مريبة وخطيرة مستغلين حالة المنافسة الشرسة بين الفضائيات والصحف وسعيها للحصول علي انفرادات دون التأكد من صحة ما ينشرونه أو تأثيره السلبي علي الناس. من هنا أتساءل: ما فائدة إثارة موضوع ما يسمي بجيش مصر الحر الذي تزايد الحديث عنه خلال الفترة الماضية دون الاستناد إلي مصدر واحد يقول لنا ما حقيقة هذا الجيش المزعوم أو حجمه أو قدرته علي زعزعة الاستقرار. وهل يليق اعتبار الإرهابيين ومن يتحدث باسمهم مصدراً للمعلومات والأخبار؟! هذا ما فعله المسئول السابق لملف الإرهاب بالكونجرس الأمريكي "يوسف يودانسكي" الذي تحدث لصحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية بشيء من التفصيل عن هذا الجيش وقال إن لديه معلومات تؤكد قيامه بعمليات كبري بهدف منع إجراء الانتخابات الرئاسية ومن ثم إفشال خارطة الطريق. مرجعاً معلوماته لمصادر من الإرهابيين علي حد قوله!! ثم هل يمكن اعتبار الأخ "يودانسكي" طرفاً محايداً وهو الذي أمضي ستة عشر عاماً كاملة يخدم المصالح وأيضاً المخططات الأمريكية؟!.. أي أنه معجون بالسياسة الأمريكية ولا نستبعد مشاركته وربما قيادته للمخططات الرامية لاحداث الفوضي "الخلاقة" في مصر وغيرها. المؤسف أن الكثير من وسائل الإعلام المصرية من فضائيات وصحف ومواقع الكترونية بلعت الطعم وتسابقت في إعادة نشر ما ذكره كاملاً وكأنه حق مبين دون التوقف أمامه وتحليله مثلما تنساق دائماً وراء موضوعات أخري مشابهة يكون الهدف منها تمرير أخبار معينة عبر إعلامنا ليتم الاستناد إليها والترويج خارجياً للأمر علي أنه حقيقة وأمر واقع. كلامي لا يعني أن هذا الجيش غير موجود إلا في خيال من يتحدثون عنه. لكنني ضد تضخيمه والحديث عنه من منظور أعدائنا الذين يحاولون تصويره علي أنه جيش مواز للجيش النظامي الوطني. وهو نفس السيناريو الذي حدث في سوريا وقادها للوضع الراهن. ولا يجب استدراجنا إلي هذا الفخ بحجة المنافسة والسبق الإعلامي. تغريدة: الفارق الوحيد بين فيلم "حلاوة روح" الممنوع عرضه و"مالينا" الإيطالي هو أسماء الممثلين فقط. من هنا يقول المنتج إنه لا يتضمن مشاهد خارجة.. يعني بالقدر الموجود في الفيلم الإيطالي!!!!