قيام الولاياتالمتحدة مؤخراً بإدراج جماعة "أنصار بيت المقدس" ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية الدولية جعلها تبدو للوهلة الأولي دولة مناهضة للإرهاب بل ومحاربة له ومكافحة ضده إلا أنه في نفس الوقت أيضاً يثير العديد من الشكوك ويطرح العديد من الأسئلة خاصة أن مصر التي تتخذ هذه الجماعة من أراضيها مقراً لها في شمال سيناء والوحيدة التي انكوت بإرهابها تعتبر "أنصار بيت المقدس" إحدي الأذرع العسكرية لجماعة الإخوان المسلمين تماماً مثل حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة وإن اختلفت المسميات ولهذا صنفت مصر جماعة الإخوان كجماعة إرهابية بينما واشنطن لا تريد الاعتراف بذلك بل أعلنت قبل أسابيع أنها لاتزال تتواصل مع جماعة الإخوان!! إن القرار الأمريكي بتصنيف "أنصار بيت المقدس" كمنظمة إرهابية محظورة لم يشر من قريب أو بعيد إلي جماعة الإخوان وجاء بيان الخارجية الأمريكية خالياً تماماً من ذكر اسم جماعة الإخوان حيث أوضح أنه بمراجعة القوانين الأمريكية رأت أن "أنصار بيت المقدس" منظمة إرهابية أجنبية وكيان إرهابي عالمي يحظر التعاون معها أو دعمها أو الانخراط في أي تعاملات من أي نوع معها.. ورصد بيان الخارجية الأمريكية قائمة الهجمات الإرهابية التي تورطت فيها وخططت لها "أنصار بيت المقدس" ومن بينها محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية والهجمات علي خطوط الغاز في سيناء وتفجير مديريتي أمن الدقهليةوالقاهرة واستهداف السائحين الأجانب!! فإذا كانت كل الهجمات الإرهابية التي نفذتها جماعة أنصار بيت المقدس وأشار إليها بيان الخارجية الأمريكية جرت علي أرض مصر واستهدفت مصريين في المقام الأول ووقع معظمها وهذا هو الأهم الذي أغفلته واشنطن ولم تشر إليه عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي وخلع جماعة الإخوان من الحكم باستثناء الهجمات علي خطوط الغاز في سيناء التي بدأت عقب سقوط نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك ثم توقفت عند تولي "مرسي" الحكم ثم عادت مرة أخري بعد عزله وهو ما يعني أن هناك علاقة بين عزل جماعة الإخوان عن الحكم وإرهاب "أنصار بيت المقدس" وهو ما فسره عدد من المحللين السياسيين بأن تجاهل واشنطن تلك العلاقة كان "مقصوداً" حتي تبعد الإدارة الأمريكية شبهة الإرهاب عن جماعة الإخوان ويبدو أن هذا السيناريو متفق عليه!! مصر بدورها بل وباعتبارها المتضرر الأول من إرهاب جماعة أنصار بيت المقدس ولأنه حسب القول الشائع "أهل مكة أدري بشعابها" أول من صنفت جماعة الإخوان كجماعة إرهابية وهو قرار اتخذته حكومة الببلاوي ونفذته نهاية الأسبوع الماضي حكومة إبراهيم محلب الذي أصدر قراراً بتنفيذ الحكم الصادر من محكمة القاهرة للأمور المستعجلة باعتبار جماعة الإخوان المحظورة "منظمة إرهابية".. فهل تجرؤ واشنطن علي اتخاذ تلك الخطوة وتعلن وضع تنظيم الإخوان علي قائمة الإرهاب أم أن المسألة من وجهة النظر الأمريكية مجرد توزيع أدوار؟! عموماً مواقف واشنطن المقبلة في هذا الصدد ستجيب عن هذا السؤال.. هل أمريكا حقاً دولة محاربة للإرهاب أم دولة راعية له؟!