أكد المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء أنه سيتم تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول فتنة أسوان تمهيداً للقصاص لدماء الضحايا الذين سقطوا في الاشتباكات بين قبيلتي الهلايل والدابودية وحصر التلفيات والخسائر التي نجمت عنها. أكد رئيس الوزراء أنه تم نشر قوات من الجيش لمساندة رجال الشرطة في حفظ الأمن داخل المناطق التي شهدتها اشتباكات بين الأهالي لمنع تجددها مرة أخري مؤكداً أن دماء الضحايا لن تذهب هدراً وسوف يتم القصاص من جميع المتسببين في الأحداث الدامية. جاء ذلك خلال تفقد المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء للمنطقة التي شهدت الأحداث المؤسفة ولقائه بكافة الأطراف وبصحبته اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية واللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية واللواء مصطفي يسري محافظ أسوان مع قيادات ورموز القبائل بمحافظة أسوان لإنهاء الأزمة بين قبيلتي النوبيين وبني هلال التي راح ضحيتها 23 قتيلا وعشرات المصابين. طالب رئيس الوزراء بضرورة تكاتف أبناء أسوان جنبا إلي جنب لنزع فتيل الفتنة التي تشهده المحافظة حاليا حفاظا علي الترابط الاجتماعي بين أبناء المحافظة وأيضا حفاظا علي السمعة السياحية التي تحظي بها محافظة أسوان علي مستوي العالم. أوضح أن أهل أسوان يتسمون بالأخلاق الرفيعة وبشاشة الوجوه وحسن التعامل وتحدي الصعاب لأنهم مثل جبال الجرانيت التي يمتاز بها هذا الإقليم الذي يعتبر مصدر النماء لمصر كلها وأحد المقاصد السياحية الهامة علي خريطة السياحة الدولية. في سياق متصل استمرت المحاولات طوال الليل لاحتواء فتنة غرب السيل.. حيث طالبت عواقل وقيادات القبائل الأسوانية من رئيس الوزراء بضرورة فرض السيطرة الأمنية من خلال مواجهة أوكار المخدرات وتجار السلاح مع العمل علي تفريغ مدن وقري المحافظة من كافة أنواع الأسلحة التي بحوزة بعض العائلات لبسط الأمن والاستقرار والسلام المجتمعي. أكدوا علي أهمية الدعم الحكومي لجهود التنمية الحقيقية علي أرض المحافظة من خلال إزالة العشوائيات والقضاء علي البطالة سواء طرح الأراضي علي الشباب لزراعتها علاوة علي ضخ المزيد من الاستثمارات لتوفير فرص عمل حقيقية لأبناء المحافظة. قرر محافظ أسوان تعليق الدراسة لمدة يومين ب25 مدرسة ومعهداً أزهرياً تقع في محيط الأحداث والمناوشات بين القبيلتين ومنها 9 مدارس ابتدائية و11 مدرسة إعدادية و3 مدارس ثانوي وفني. بالإضافة إلي معهدين أزهريين. مشيراً إلي أن ذلك يأتي كإجراء احترازي للحفاظ علي أرواح وسلامة الطلاب والعاملين بهذه المدارس والمعاهد بجانب منع حدوث أي مناوشات أو احتكاكات بين الطرفين مرة أخري. عقب الاجتماع قام المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء وبصحبته اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية واللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية واللواء مصطفي يسري محافظ أسوان بزيارة منطقة السيل الريفي شرق مدينة أسوان لتفقد الحالة الأمنية هناك والاطمئنان علي أهالي المنطقة. كان رئيس الوزراء قد وصل إلي محافظة أسوان عصر اليوم في طائرة خاصة لنزع فتيل الأزمة التي تشهدها محافظة أسوان بسبب نشوب مواجهات دامية بين أبناء قبيلتي بني هلال والنوبيين والتي راح ضحيتها 23 قتيلا وعشرات المصابين. عقد رئيس الوزراء اجتماعات مغلقة مع طرفي المشكلة علي حدة في مبني محافظة أسوان وبدأها بلقاء قيادات النوبة ثم التقي مع قيادات بني هلال للاستماع إلي رؤيتهم لحل الأزمة الحالية ثم التقي رئيس الوزراء بعد ذلك مع القيادات ورؤساء القبائل بالمحافظة في قاعة المؤتمرات بالمحافظة. أكد المهندس عبده سليم أحد القيادات النوبية أنهم طالبوا رئيس الوزراء في الاجتماع المغلق بضرورة نزع السلاح غير المرخص من الطرفين أولاً والقضاء علي جميع البؤر الإجرامية ومناطق بيع المخدرات والتي تعتبر سببا رئيسيا في تداعي هذه الأزمة وطالبوا أيضا بإجراء حظر تجوال في المنطقة التي شهدت اشتباكات بين النوبيين وبني هلال نظرا لتداخل السكن بين أبناء القبيلتين علاوة علي تكليف محافظ أسوان بتوصيل الخبز إلي الأهالي بواسطة سيارات تابعة للمحافظة عقب إغلاق جميع المخابز بالمنطقة ولمنع حدوث اشتباكات. أشار إلي أن بعض المشاركين في الاجتماع وجهوا اتهاما مباشراً لمدير أمن أسوان بسبب تقصيره وتخاذله في التعامل مع الأزمة ووعد وزير الداخلية بمحاسبة المقصرين في الأحداث بمديرية أمن أسوان. أوضح عبده سليم أن أبناء النوبة يرحبون بالصلح مع أبناء بني هلال ولكن بشرط نزع السلاح غير المرخص بين الطرفين. في حين أكد المهندس أحمد سيد من قيادات أبناء قبيلة بني هلال أن ما يحدث في أسوان هي فتنة غريبة علي المجتمع الأسواني الذي يشتهر بالتعايش السلمي بين أبنائه والجميع يستنكر حالات القتل المكثف منها مصرع أسرة كاملة مكونة من خمسة أشخاص ومصرع طفلين عمرهما 3 سنوات و9 سنوات علاوة علي حرق 16 منزلا علي الأقل. وقال إن قيادات بني هلال عرضوا علي رئيس الوزراء عدة مطالب من أهمها تشكيل لجنة تقصي حقائق تحت إشراف رئيس الوزراء شخصيا للقصاص لدماء الضحايا وحصر الخسائر في هذه الأحداث. مؤكدا أن الأحداث الحالية ليست من شيمة أهالي أسوان وغريبة عنها والجميع يشجب ويدين هذه الأحداث المؤسفة. قال إن أبناء قبيلة بني هلال سوف يلتزمون بالتهدئة وحفظ النفس عقب لقائهم مع رئيس الوزراء بشرط أن يلتزم أبناء النوبة أيضا بالهدوء حتي يحصل كل صاحب حق علي حقه.