رفض نادي برشلونة الإسباني العقوبة التي وقعها عليه الاتحاد الدولي لكرة القدم بحرمانه من التعاقدات الجديدة لمدة عام صيفاً وشتاء بسبب مخالفته التعاقد مع اللاعبين "قصر" تحت 18 عاماً ووصل عددهم إلي 12 لاعباً. أعلن جوسيب ماريا بارتوميو رئيس النادي أن ناديه سيتظلم ضد القرار وسوف يرسل خلال الأيام العشرة وسيطعن علي القرار كما سيطالب بتعليقه ليتمكن من إبرام صفقات في الأشهر المقبلة. وفي حال رفضت لجنة الاستئناف بالفيفا الطعن قال رئيس النادي إنه سيلجأ إلي محكمة التحكيم الرياضية. وأشار أيضاً إلي أن الطعنين سيقدمهما النادي بجانب الاتحاد الإسباني لكرة القدم. وشدد بارتوميو علي ان نادي برشلونة يشعر بالغضب بسبب العقوبة التي اعتبرها ظالمة حيث يرجع تاريخ المادة التي اتهم بانتهاكها من قوانين الفيفا ل 35 عاماً مؤكداً ان ناديه يسعي دائماًَ لحماية ورعاية اللاعبين الناشئين. من ناحية أخري أكد التشيلي خوان بابلو مينيسيس أحد خبراء سوق انتقالات الأطفال بين أندية كرة القدم ان نجاح صفقة انتقال الأرجنتيني ليونيل ميسي إلي برشلونة في سن صغيرة هو السبب الرئيسي لازدهار صفقات التعاقد مع القصر داخل النادي الكتالوني والتي تسببت في نهاية الأمر إلي فرض عقوبات علي النادي الإسباني من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا". وقال مينيسيس صاحب كتاب "أطفال في عالم كرة القدم" التجارة هي القيام بشراء أطفال من البلاد الفقيرة بثمن بخس ثم تأهيلهم ليصبحوا بعد ذلك منجم ذهب مثلما حدث مع ليونيل ميسي. وأضاف دائماً كنت أقول ان ميسي هو السبب في كل ما يحدث الآن لنادي برشلونة يعتبر ميسي نموذجاً حياً للصفقات الناجحة التي تتميز بالربح السريع فهو مثال لشراء لاعب فقير من قرية فقيرة داخل بلد فقير مقابل بضعة آلاف من اليورو يصبح ثمنه بالملايين خلال وقت بسيط. وأشار الخبير التشيلي إلي أن هذا النموذج بدأ يظهر نسخة منه في ألمانيا بفضل جوسيب جوارديولا وأخري في انجلترا بفضل مدربي برشلونة الذين يعملون مع فرق الدوري المحلي هناك فريق مانشستر سيتي. وتمكن نادي برشلونة من التربع علي عرش الكرة الأوروبية بفضل اللاعبين الذين نشأوا في أحضان النادي منذ الصغر مثل ميسي وتشافي هيرنانديز وأندريس انيستا وسيرخيو بوسكيتس وكارلوس بويول وجيرارد بيكيه وفيكتور فالديس. وأكد مينيسيس أنه لا يوجد لاعب في العالم يبلغ من العمر 10 أو 12 عاماً ولديه موهبة في كرة القدم إلا وقد قام نادي برشلونة بمتابعته ووضعه تحت المجهر. وأشار مينيسيس إلي أن الفيفا عاقب برشلونة بسبب ابرامه تعاقدات مع لاعبين صغار في السن ما بين 15 و16 عاماً بالرغم من ان هؤلاء اللاعبين يعيشون داخل النادي منذ ان كانت أعمارهم سبع أو ثماني سنوات ولكن ليس جميعهم يمكنهم الوصول إلي مرحلة إقناع إدارة النادي بالتعاقد معهم فما مصير الباقين إذن؟ وأوضح الخبير التشيلي الذي طاف قارة أمريكا الجنوبية كلها لدراسة حالات التعاقد مع الأطفال في سن صغيرة لممارسة كرة القدم ان العقوبة التي وضعها الفيفا علي نادي برشلونة يمكن ان تشكل علامة فارق في مصير هذا النوع المحموم من التجارة. واختتم حتي إذا فشلت العقوبات التي وقعها الفيفا علي برشلونة من الوهلة الأولي في ايقاف هذا النوع من التجارة فإنها علي أقل تقدير ستطلق جرس إنذار عن حدوث شيء غير قانوني خارج عن السيطرة هذه مجرد بداية.