كأن دولة البلطجة مازالت تحكم الإسكندرية في ظل عجز الجهات التنفيذية عن إزاحة غول التعديات عن شوارع الثغر وأبرزها "خالد بن الوليد" أحد أشهر الشوارع.. تحول إلي ساحة للمبارزة علي التعديات بين شاغلي المحلات الذين لجأوا لتأجير الأرصفة للباعة الجائلين وكأنها ميراث شرعي لا حقوق للمواطنين فيها.. وامتدت الظاهرة إلي شارع المعهد الديني القريب بمنطقة العصافرة.. بينما مسئولو الاشغالات في حي المنتزه يكتفون بالفرجة والتسوق من المخالفين. يشكو محمد إسماعيل "مهندس" من ضعف القبضة التنفيذية والأمنية في مواجهة التعديات يقول: أصبحنا نسير في الشوارع بصعوبة بالغة بعدما تحولت كلها إلي زنقة ستات بعدما احتل الباعة الأرصفة علي الجانبين.. مشيرا لما تتعرض له الأسر من مضايقات البلطجية الذين يفرضون اتاوات علي البائعين. يتهم ياسر جمال "محاسب" مسئولي وموظفي الاشغالات والتموين بأنهم يضعون تنفيذ القانون في ذيل اهتماماتهم.. يقول إن معظم بضائع الرصيف إما مهربة أو مستعملة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي.. يضيف أن حوادث السرقة والنشل تزيد بصورة ملحوظة بسبب الزحام.. وان الضحايا يمتنعون عن تحرير محاضر يأساً في استعادة المفقود والتوصل للجناة بعدما وجدوا أن الشارع أصبح خارج السيطرة الأمنية. يلوم عمرو حبشي "صاحب مطعم أسماك" إدارة المرور بسبب انتشار "الموتوسيكلات" غير المرخصة والتي يستغلها المجرمون في سرقة المارة ويهربون في الشوارع الجانبية الضيقة المتفرعة من شارع المعهد الديني حيث ينتشر ترويج المخدرات والمشاجرات التي تنتهي غالبا بدماء علي الأسفلت. يقول أيمن كمونة "موظف بشركة غرب الدلتا للنقل العام" إن الفترة الأخيرة شهدت نزوحاً جماعياً لعدد من القاطنين بشارع خالد بن الوليد بعدما ضجروا من الأزمات التي يعاني منها الشارع الذي كان حتي الماضي القريب مزارا سياحيا.. وطالب بتنظيم دوريات أمنية تعيد النظام. يعترف بخيت عبدالحافظ "صاحب محل ملابس بشارع خالد بن الواليد" بأن غالبية أصحاب المحلات قاموا بتأجير الأرصفة المواجهة لمحلاتهم مبررا ذلك بتعويض الخسارة التي لحقت بهم وحالة الركود. قال مسئول بحي المنتزه إنه صدر منذ فترة قرار بتغيير الموظفين عن الاشغالات بالحي واستبدالهم بآخرين.. لكن الجدد ساروا علي نهج السابقين.. أضاف أن الموقف يتجاوز قدرات الحي.