أعتقد ان الحالة الصحية العامة للشعب المصري لا يمكن أن تفرز لنا رئيسا بالشروط التي ستضعها اللجنة العليا للانتخابات تنفيذا لقانون الانتخابات الرئاسية الذي اشترط حصول المرشح علي شهادة طبية من لجنة ثلاثية تحددها لجنة الانتخابات تفيد بسلامة المرشح من الناحيتين البدنية والنفسية. معروف ان الشعب المصري يعاني من كثير من الأمراض الحادة المستعصية والمزمنة نتيجة لسوء التغذية والتلوث البيئي والفقر وتدني مستوي الخدمات الصحية التي تقدم للمواطنين علي مدي عشرات السنين. ومن هنا انتشرت الكثير من الأمراض ويكفي أن نعرف ان مرضي فيروس "c" يبلغ عددهم أكثر من عشرة ملايين فرد.. فإذا أضفنا إلي ذلك مرضي القلب والسكر والأورام الخبيثة والضغط والصدر والربو والأمراض الجلدية والكلي وغيرها لن نجد مواطنا واحدا خاليا من هذه الأمراض أو أحدها.. فضلاً عن الأمراض النفسية والذهنية وجنون العظمة الذي يتنابنا أحيانا ونحن مشهورون بعبارة "انت مش عارف أنا مين"؟! والسؤال هنا: هل لا يوجد عدد من المصريين أصحاء البنية من كل هذه الأمراض؟ والإجابة: نعم يوجد ولكن ربما من تنطبق عليه هذه الشروط لا يصلح رئيساً.. أي ليس لديه مؤهلات قيادة شعب.. فإذا وجدت الصحة لا توجد الشخصية الصالحة وإذا وجدت الشخصية المؤهلة للقيادة لا توجد الصحة التي تعينها علي أداء مهام الرئاسة. لقد ذكرت صحيفة "اليوم السابع" علي موقعها الالكتروني ان كلا من أيمن نور وحمدين صباحي والمستشار هشام البسطويسي والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح والفريق سامي عنان يعانون من أمراض تمنع ترشحهم لمنصب الرئيس فمنهم من هو مريض بالضغط والسكر أو بالروماتويد أو من أجري جراحة بالقلب أو من لديه نقص في الأوكسجين بالقلب. وعلي كل حال فلم يعلن كل من أيمن نور وهشام البسطويسي والدكتور أبو الفتوح نيتهم للترشيح.. وكل الأحاديث تجري حاليا حول ترشيح السيد حمدين صباحي والفريق سامي عنان للرئاسة ونرجو أن يمر كل منهما من الاختبار الصحي بسلام. وبالمناسبة.. إذا كانت اللجنة العليا للانتخابات محصنة من الطعن علي قراراتها. فهل اللجنة الطبية الثلاثية التي ستشكلها للكشف عن صحة المرشحين قابلة للطعن علي قراراتها أم لا؟ أي انها سوف تستمد حصانتها من حصانة اللجنة العليا أم يجوز الطعن عليها؟! سوف أضع أمام القارئ قائمة بالأمراض التي يجب أن يخلو مرشح الرئاسة من الإصابة بأحدها كما جاءت في "اليوم السابع" لنعرف جميعا ان المطلوب أن يكون رئيسنا القادم من النوع "السوبر". * ألا يعاني المرشح من أمراض بالقلب أو قام بإجراء جراحة قلب مفتوح أو عدم انتظام ضربات القلب أو تعرض لذبحة صدرية. * ألا يكون مصابا بفيروس "c" أو بمرض نقص المناعة "الإيدز". * ألا يكون مريضا بالضغط أو السكر أو يعاني من ارتفاع ضغط الدم أو لديه أمراض وراثية بالعائلة. * ألا يكون خاضعا للعلاج من الأنيميا الحادة أو السرطان بجميع أنواعه. * ألا يعاني من الأمراض النفسية والعصبية مثل الصرع والشلل الرعاش والتهاب الأعصاب "الزهايمر" والأمراض النفسية الوراثية والفصام "الشيزوفرينيا" والرهاب والاكتئاب وباركسون والتخلف العقلي والإعاقة العقلية. وهنا لابد أن نطرح سؤالا: ماذا لو أصيب الرئيس بمرض من هذه الأمراض بعد توليه الرئاسة؟! خاصة انه من المؤكد سيصاب بمرض ضغط الدم علي الأقل نتيجة لكثرة المشاكل التي سيواجهها وهي المشاكل المتراكمة منذ مئات السنين؟ وبعضها أصبح مستعصيا علي الحل مثل رغيف الخبز مثلا؟ أقول: ماذا لو حدث ذلك؟ هل سيتخلي عن كرسي الرئاسة بمقتضي القانون؟ أم سيتم التغطية علي مرضه وعدم الاعلان عنه بحكم انه الرئيس ولا يصح المساس بشخصه.. وكلنا نذكر كيف ان أحد العاملين بجامعة الزقازيق أفشي سر العملية الجراحية التي أجراها الرئيس السابق محمد مرسي في المخ وكيف حورب هذا الشخص؟! علي كل حال.. بمقتضي هذه الشروط سوف نضمن سلامة صحة رئيسنا القادم نفسيا وبدنيا.. ونعرف اننا نتعامل مع شخص سوي وألا يتحول إلي ديكتاتور لأن الديكتاتورية مرض نفسي بالأساس.