عندما تدق عقارب الساعة السابعة مساء اليوم يمتطي النادي الأهلي فارس الكرة المصرية جواد أحلامه وطموحاته لمواجهة زيسكو بطل زامبيا الخطير في المعركة الفاصلة والمرتقبة التي تجمعهما باستاد القاهرة الدولي في إطار مباريات العودة لدور 16 لبطولة الملايين الافريقية للأندية الابطال.. وخلف الفارس الأحمر يزحف عشرات الألوف من كتائب عشاقه ومؤيديه لمناصرته ودعمه في تلك المعركة الكروية المصيرية التي لا بديل فيها عن تحقيق النصر ليصعد أهلي القرن وأسد القارة السمراء لدوري المجموعات كخطوة لاستعادة أمجاده الافريقية لتحقيق هدفه الأكبر وحلمه الأغلي بالوصول للعالمية واللعب مع عظماء الكرة العالمية ببطولة كأس العالم للقارات للأندية الابطال والتي ستعود هذا العام لليابان بلاد الشمس المشرقة.. لذلك فإن لقاء الليلة يقام علي صفيح ساخن جدا. يعلم نجوم الأهلي وفي مقدمتهم الثلاثي بركات وأسامة حسني وجدو الذين استقر عليهم جوزيه لمهاجمة زيسكو وجهازهم الفني بقيادة مانويل جوزيه البرتغالي المخضرم وصاحب الخبرة الطويلة في الملاعب الافريقية ان معركة الليلة لن تكون سهلة لأنهم يواجهون منافسا شابا غاية في الخطورة ويعرف لاعبوه طريق مرمي منافسه وهو ما اتبعه البطل الزامبي خلال مباريات المسابقة في بطولة الملايين الافريقية حتي صعد مع النادي الأهلي أسد الكرة الافريقية وصاحب الرقم القياسي في الفوز بكأس افريقية لبطولة الملايين ست مرات.. وتلك الحقيقة تجعل جوزيه مطالب باستدعاء كل خبراته السابقة في ادغال القارة السمراء لوضع عدة سيناريوهات ومناورات لحسم تلك المعركة الحاسمة امام البطل الزامبي والذي حضر للقاهرة ولديه ثقة كبيرة وطموح لا حدود له لانتزاع بطاقة الترشيح لدوري المجموعات من انياب أسد الكرة الافريقية غير عابيء بأن المعركة التي ستجمعه بفارس الكرة المصرية ستدور رحاها بساحة قلعة استاد القاهرة الاحمر والذي طالما يبث حالة من الرعب والضغط النفسي علي ضيوفه خاصة وانه عندما يمتليء بجماهير الاهلي بأعلامها الحمراء وهتافاتها المدوية وتلك الجماهير لا يرضيها دائما من لاعبيها سوي الانتصارات والبطولات ولذلك فهي تريد اليوم عبور عقبة البطل الزامبي. وهناك حقيقة تفرض نفسها علي معركة الاهلي اليوم وتزيد من شراستها وخطورة البطل الزامبي.. وتتمثل في انتهاء مباراة الذهاب التي جرت بمدينة نرولا معقل فريق زيسكو بالتعادل السلبي وتلك النتيجة التي وصفها جوزيه بأنها أسوأ نتيجة ايجابية تجعل البطل الزامبي يتمسك بحقه في امكانية الاطاحة بالأهلي ولو بهدف خاطف مثلما تردد جماهير الاهلي أنه هدف واحد يكفي. لتحقيق حلم استكمال رحلة العودة لليابان عبر الأدغال الافريقية.. وهذا الواقع دفاع المدير الفني لزيسكو الزامبي فايتدي سيوكندا للتأكيد علي أن فرصة فريقه قائمة.. وبقوة لحسم المباراة لصالحه نظراً لتساوي ظروف وموقف الفريقين بعد التعادل السلبي في لقاء الذهاب. وهنا تكمن خطورة تلك المواجهة لأنها باتت تحمل كل الاحتمالات فالبطل الزامبي جاء للقاهرة وهو يعلم ان الاهلي فارس الكرة المصرية ليس له أفضلية سوي انه يلعب وسط جماهيره بل أن أرضية استاد القاهرة قد تكون في صالحه وعاملا مساعداً للاعبيه للاجادة والتألق لأنها أفضل من ارضية ملاعب نرولا كما شاهدنا وكانت تمثل عقبة امام لاعبي الاهلي للتحدي بجدية في الملعب والتحكم والسيطرة علي الكرة بسهولة ويسر.. والتاريخ يقول ان كثيراً من الفرق الافريقية طالما أجادت باستاد القاهرة نظرا لسوء حالة ملاعبها. وإذا كانت تلك هي الأجواء التي تفرض نفسها علي تلك المواجهة الكروية الشرسة وتمثل تحديات كبيرة أمام نجوم الاهلي.. فماذا عن الجوانب الفنية.. الاجابة تقول ان الظروف داخل الملعب حرمته من جهود نخبة مميزة من نجومه الكبار والمؤثرين وهو يخوض تلك المعركة الكروية حيث يغيب عن اللقاء محمد أبو تريكة ومحمد ومثل المهاجمين الخطيرين وحسام غالي قائد وقلب دفاع الفريق بسبب الاصابة والايقاف ناهيك عن غياب لاعبين منذ فترات طويلة سواء بسبب الاصابة أو عدم القيد افريقيا أمثال عماد متعب وأحمد حسن وفرانسيس وسعيود وهو خطأ إداري وفني وعدت لجنة الكرة بتداركه في القائمة الافريقية الثمانية إذا نجح الاهلي اليوم في الفوز وصعد لدور الثمانية.. المهم أن جوزيه وجد نفسه في مأزق غريب حيث لم يتبق لديه سوي 16 لاعب فقط ومعهم ثلاثة حراس للمرمي.. مما وضع جوزيه ومعاونيه تحت ضغط وحالة من القلق بسبب الحد من حريته في الاختيار للتشكيل الذي يخوض به المباراة والمناورة اثناء سير وتطورات احداثها. ورغم هذا التحدي الذي يواجه الاهلي والمتمثل في غياب بعض نجومه البارزين فإن استعدادات الفريق للقاء الليلة حفل بالعديد من المظاهر الايجابية التي بعثت حالة من التفاؤل والثقة لدي مجلس ادارته ولاعبيه وجهازه الفني وتذكر انه بات جاهزاً للعبور لدوري المجموعات الافريقية واستكمال مشواره بقوة في البطولة الافريقية كان في مقدمتها الفوز الكبير الذي حققه فريق الاهلي في الدوري العام علي الجونة بقيادة الشيخ أسامة حسني للاعبي الأهلي لأنه أعاد الثقة في أنفسهم بعد ثلاث تعادلات سلبية في الدوري مرتين.. والثالثة كانت مع زيسكو الزامبي.. وجاء هدف الجونة ليؤكد ان الفريق قادر علي غزو شباك المنافسين.