بعد دعوة 7 أحزاب للرئيس عدلي منصور لإجراء حوار جاد حول قانون الانتخابات البرلمانية قبل اقراره.. قررت المساء الأسبوعية فتح هذا الملف مبكرا قبل تحديد موعد اصدار القانون وإجراء الانتخابات حتي يتسني للمسئول عن اتخاذ القرار معرفة كل الآراء واتخاذ القرار المناسب. "الحياة السياسية" حاورت حسام الخولي سكرتير عام مساعد حزب الوفد الذي يمتلك رؤية مميزة في هذه القضية تستحق التوقف عندها. * في البداية نتوقف عند البيان الصادر من الأحزاب السبعة بدعوة رئيس الجمهورية لحوار حول قانون الانتخابات خاصة وان الاجتماع عقد في حزب الوفد؟ ** القصة باختصار أننا اكتشفنا وجود "اياد غريبة" تروج لأفكار مغلوطة وتريد أن تثبت تلك الأفكار في اذهان المسئولين والمواطنين مفادها ان "القائمة" هي التي أتت بالإخوان إلي البرلمان وان النظام الفردي هو الأفضل والأنسب لمنع وصول الإخوان إلي البرلمان وانه الأنسب لمصر وشعبها.. وهذه أفكار مغلوطة منافية للحقائق وهو الأمر الذي دفع الأحزاب للاجتماع في مقر حزب الوفد لايصال الرسالة إلي رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور قبل التسرع في إصدار قانون الانتخابات بالنظام الفردي حيث طالب رؤساء وقيادات الأحزاب بإجراء حوار مع الأحزاب المعنية بالأمر وحضر هذا الاجتماع عمرو موسي رئيس لجنة الخمسين ود.السيد البدوي رئيس حزب الوفد والسفير محمد العرابي رئيس حزب المؤتمر وأحمد فوزي امين عام الحزب المصري الديمقراطي ومحمود العلايلي القيادي بالمصريين الاحرار وفؤاد بدراوي سكرتير عام حزب الوفد وطلعت فهمي امين عام حزب التحالف الشعبي وعاطف مغاوري القيادي بحزب التجمع وعدد من قيادات الاحزاب والذين أعربوا عن قلقهم الشديد من الاعلان عن الاستقرار علي الفردي كنظام انتخابي وقرب الانتهاء من مشروعات تنظيم مجلس النواب وقانون تقسيم الدوائر وطالبوا الرئيس اما بالاستماع إلي آرائهم أو تأجيل البت في هذا الموضوع لحين انتخاب رئيس جمهورية دائم يدير الحوار حول هذه القضية ويستطيع اتخاذ قرار بدون أي ضغوط. * تحدثت عن الأفكار المغلوطة ما هو ردك عليها؟! ** ببساطة البعض يروج ان القائمة هي التي أتت بالإخوان إلي البرلمان وان أقصر طريق لمنع تسللهم إلي البرلمان القادم هو النظام الفردي وهذه عكس الحقائق التي أفرزتها الانتخابات البرلمانية الماضية فالارقام لا تكذب والارقام تؤكد ان معظم المقاعد الفردية اكتسحها الإخوان والسلفيون وان الاحزاب المدنية لم يتم تمثيلها في البرلمان إلا عن طريق القائمة وهذا عكس ما يسوقه البعض.. اما الفكرة المغلوطة الثانية فالبعض يقول ان الاحزاب تطالب بنفس الدوائر الواسعة وهذا خطأ فمطلبنا القائمة والدائرة الصغيرة.. قائمة تتكون من 4 مرشحين في دائرة صغيرة وليست متسق وميزة القائمة انها تحدد هوية المرشحين فهذه قائمة حزب الوفد وتلك قائمة المصريين الأحرار والثالثة للناصريين والرابعة للاشتراكيين وهكذا وبالتالي إذا ظهرت قائمة للإخوان حتي ولو كانت مستترة وراء أي حزب سيعرفها الناس.. علاوة علي هذا فإن الأحزاب ستدفع في القائمة الصغيرة بمرشحين اكفاء يعرفونهم ابناء دوائرهم علاوة علي انه يمكن اختيار الكفاءات والخبرات العلمية والاقتصادية وغيرها في القائمة وهي القيادات التي تعزف عن خوض الانتخابات الفردية وبالتالي يمكن الجمع بين الشعبية والكفاءات.. اضف إلي ذلك ان القائمة ضرورة لافراز احزاب لها نواب في البرلمان وهو الأمر الذي يساعد في تشكيل الحكومة.. أما الادعاء بغير ذلك فهو قول غير دقيق وللعلم فإن النظام الفردي هو أقصر الطرق لوصول الإخوان إلي البرلمان وكما ضربت مثالا باكتساحهم جميع أو أغلب المقاعد الفردية في الانتخابات البرلمانية الماضية فالامر سيتكرر في الانتخابات القادمة حيث سيدفعون بعناصر من الصف الثالث أو العاشر لا يعلم احد شيئا عن انتماءاتهم وسيقومون بتمويل حملات البعض أو شراء الأصوات والناس لاكتساب نواب في البرلمان في الوقت الذي ستتصارع فيه الاحزاب مجبرة علي المقاعد الفردية مما سيؤدي الي تفتيت الاصوات لصالح الإخوان ناهيك عن ان الاحزاب لن تستطيع الدفع بالكفاءات في المعركة الفردية وبالتالي ستبحث عن عناصر تمتلك القبلية والاموال والعصبيات.. اضافة إلي أن الناس لن تقبل علي الأحزاب سواء للعمل السياسي أو للترشيح وبالتالي سيتم القضاء علي الاحزاب وانقراضها خلال سنوات بسيطة وبالتالي ايضا لن تستطيع تكوين نظام سياسي مستقر فما هو الحال بعد 4 سنوات أو 8 سنوات من غياب الكوادر والقيادات لقد عانينا طوال السنوات الماضية ونعاني حاليا من عدم وجود البديل.. فهل نريد استمرار تلك الحالة.. ان الأخذ بالنظام الفردي فقط لا يحقق تمثيل كافة فئات المجتمع وفقا للاستحقاق الدستوري الذي وافق عليه المصريون والذي نص علي التعددية الحزبية بل ان الفردي يفتح الباب للقضاء علي التعددية الحزبية التي نص عليها صراحة الدستور الجديد. * ولكن البعض يتهم الأحزاب بانها ضعيفة بدون شعبية وتحتمي في نظام القائمة للوصول للبرلمان؟ ** هذه هي الحملة الموجهة ضد الأحزاب والديمقراطية فهذه الأحزاب هي التي واجهت بشجاعة فاشية جماعة الإخوان منذ الاعلان الدستوري الباطل الذي اصدره الرئيس المعزول محمد مرسي وهي التي شاركت وقامت بدور تاريخي في الجمعية التأسيسية للدستور حتي تم الخروج بدستور توافقي ضامن للحريات العامة والحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين وحقق المساواة وقضي علي التمييز علي أساس اللون أو الدين أو النوع وكفل تمثيلا لكل الفئات المهمشة في المجتمع.. وبالتالي يجب دعم هذه الاحزاب وتعزيز الديمقراطية والحياة الحزبية باعتبارها الضامن الرئيسي لمواجهة القوي الفاشية من ناحية ومن ناحية أخري عدم عودة رموز الانظمة السابقة وفي نفس الوقت ضمان وجود كفاءات قادرة علي سن تشريعات تحقق مباديء دستور 2014 وكما قلت فالاحزاب هي المنوط بها تخريج قيادات وكوادر للعمل العام والسياسي يمكن ان يختار من بينها الشعب رئيسة بعد عدة سنوات كما انها الوسيلة الوحيدة لتمثيل الشباب الذي لن يستطيع الوصول للبرلمان من خلال النظام الفردي ثم كيف ستشكل حكومة من المستقلين واصحاب انتماءات مختلفة. صورة البرلمان القادم * كيف تري صورة البرلمان القادم في ظل النظام الفردي؟! ** بصراحة باختصار شديد إذا أجريت الانتخابات البرلمانية القادمة بالنظام الفردي فلن يصل إلي البرلمان الا الإخوان ورموز الحزب الوطني وساعتها انتظروا ثورة ثالثة. * والحل؟! ** لا بديل عن النظام المختلط 50% قائمة و50% فردي مع إعادة تقسيم الدوائر لتكون صغيرة ومحدودة فهذا النظام يكفل اختيار افضل العناصر في الفردي والقائمة معا حتي نصل الي اليوم الذي تجري فيه الانتخابات بالقائمة مثل الدول المتقدمة. عبدالغفار شكر: القائمة النسبية هي الحل عبدالغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبي قال ان الوقت ليس مبكراً علي فتح هذا الملف مشدداً علي أهمية التوصل إلي توافق حول النظام الانتخابي الجديد حتي يتسني للاحزاب الاستعداد بشكل جاد للانتخابات البرلمانية مشيراً إلي انه مع نظام القائمة النسبية في الانتخابات القادمة من أجل تمثيل عادل للشباب والنساء مؤكداً ان النظام الفردي يهدد بانقراض الاحزاب نهائياً علي المديين القريب والبعيد. السفير محمد العرابي:عفواً الفردي يتماشي مع مزاج الناخب المصري السفير محمد العرابي وزير الخارجية الاسبق ورئيس حزب المؤتمر يقول مع احترامي لمطالب بعض الاحزاب بإجراء الانتخابات القادمة بالقائمة الا انني اري ان مزاج الناخب المصري لا يزال مرتبطاً بالفردي الذي يقوم علي تاريخ المرشح وانتمائه وهو النظام الامثل حالياً لمنع تسلل البعض ممن لا نرضي عنهم لمستقبل مصر إلي البرلمان القادم. أضاف: ولكن الأمر الذي يجب وضعه في الاعتبار هو الحوار الجاد والسريع لمعرفة ايجابيات وسلبيات كل نظام حتي ننتهي من هذا الجدل. د. محسن شلبي: دعونا ننتهي من الرئاسية أولاً د. محسن شلبي رئيس حزب الثورة الوطني يقترح عدم التسرع في اصدار قانون مجلس النواب لنظام الانتخابات في الفترة الحالية حتي لا نفتح الباب للنزاعات والخلافات بين الاحزاب والقوي السياسية وغيرها خاصة ونحن مقبلين علي الانتخابات الرئاسية التي يجب ان نعطيها الاولوية في الاهتمام والتركيز ويجب علينا الا ننسي محاولات جماعة الإخوان الإرهابية في اشاعة الفوضي وشق الصفوف.. كما انه يجب اعطاء الفرص للرئيس المنتخب القادم لطرح الموضوع للنقاش المجتمعي ومع الاحزاب والقوي السياسية المختلفة للوصول إلي النظام الامثل واقراره. فايق أخنوخ:وللمستقلين كلمة فائق أخنوخ وكيل مجلس محلي الساحل سابقاً والقيادي الشعبي بالساحل وروض الفرج وشبرا طالب بالاستماع إلي وجهة نظر المستقلين في قانون انتخابات مجلس النواب والنظام الانتخابي باعتبارهم شريحة كبيرة من المرشحين بل والنواب في المستقبل حيث إنهم لا يجدون ضالتهم في الأحزاب القائمة وبالتالي يجب الحرص علي السماح لهم لضمان تمثيلهم. أخنوخ يري أن النظام الفردي مازال هو الأنسب والأصلح حيث يزيد من الترابط بين النائب والمواطنين بعكس نظام القائمة الذي يفرز نواباً لا يعرفهم الناخبون ولا تربطهم بهم أي صلة في بعض الأحيان ولا يتواجدون في دوائرهم بعد النجاح وهو الأمر الذي عاني منه المواطنون في الدورات السابقة خاصة مع اتساع الدوائر. محمود فرغل: وللأحزاب الأخري رأي محمود فرغل عمران المنتخب رئيساً لحزب العدالة الاجتماعية طالب المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية بدعوة جميع الاحزب وليس مجموعة بعينها للحوار حول قانون الانتخابات حتي يتسني خروج قانون يكفل مصلحة الجميع وليس احزاب بعينها... علاوة علي ذلك طالب فرغلي بدعوة الشباب الذين قاموا وساهموا في ثورتي 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 للاستماع إلي رؤيتهم ومقترحاتهم بشأن كيفية تمثيلهم في البرلمان القادم وبناء الوطن وحتي لا نكرر خطأ استبعادهم وعدم تمثيلهم كما حدث في برلمان .2012