أمر المستشار هشام بركات النائب العام بفتح تحقيق موسع في الحادث الإرهابي الذي استهدف كمين صفط الشرقية ببني سويف وراح ضحيته 5 شهداء ومصابان بإشراف المستشار هاني البحيري المحامي العام الأول لنيابات استئناف بني سويف وبرئاسة المستشار محمد بسيوني المحامي العام لنيابات بني سويف.. حيث تم تشكيل فريق من النيابة ضم شريف عمرو مدير نيابة الواسطي وخالد أبوزينة ويحيي محرز وكيلا نيابة الواسطي. انتقل فريق النيابة إلي موقع الكمين المطل علي الطريق الزراعي السريع مصر- أسوان وشاهدت النيابة آثاراً للطلقات النارية علي جدران مبني الكمين والتلفيات به. وآثار الدماء التي نزفت من ضحايا الهجوم الإرهابي. كشفت معاينة النيابة أن الكمين مكون من 13 فرد شرطة يرأسهم ضابط برتبة ملازم أول يعمل معاون مباحث مركز الواسطي يدعي أحمد الشوكي. وكشفت التحقيقات أنه لم يكن موجوداً وقت الحادث. كما كشفت أن الهجوم المسلح علي الكمين أسفر عن استشهاد خمسة من أفراد الكمين واصابة اثنين آخرين. وتبين عدم تعامل أفراد الكمين مع الجناة ولو برصاصة!! قامت النيابة بمناظرة الجثث الخمسة وقررت ندب الأدلة الجنائية لإجراء معاينة تصويرية للحادث وانتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثث وبيان أسباب الوفاة وما بها من اصابات ثم التصريح بالدفن. استمعت النيابة لشهود الواقعة وهما رامي صابر سيد وعصام محمد تهامي "تباعان" يعملان علي سيارة نقل يقودها محمد محمود ابراهيم. قال الشاهدان: أثناء قدومنا من المنيا في طريقنا للقاهرة وعند كمين صفط الشرقية الحدودي توقفت السيارة بالكمين لزوم اجراءات التفتيش والسؤال عن التراخيص. إلا أننا فوجئنا بدراجة بخارية ماركة دايو ذات تنك أزرق دون لوحات معدنية يقودها شخص ملثم ممتلئ الجسم ويرتدي قميصاً أبيض وبنطلوناً أسود اللون تتوقف أمام الكمين وخلفه شخص آخر ملثم وعلي كتفيه عباءة سوداء اللون ألقي بها علي الأرض وأخرج بندقية آلية كانت مخبأة أسفل العباءة وكان يرتدي جاكت جلد أصفر وبنطلوناً أسود وأطلق من البندقية الآلي العديد من الطلقات بكثافة تجاه أفراد الكمين حتي فرغت خزينة البندقية ثم فرا هاربين للناحية البحرية شمال الواسطي في اتجاه حدود الجيزة. كما طلبت النيابة سماع أقوال باقي أفراد الكمين وهم حمدي عشري علي "عريف شرطة" وشريف ربيع عبدالتواب "عريف شرطة" ونصر سيد عبداللطيف "عريف شرطة" وعاشور ممدوح قرني "عريف شرطة" وأحمد محمود محمود "عريف شرطة" وجمال أحمد سيد "مساعد شرطة" سائق سيارة الشرطة الخاصة بالكمين والملازم أول أحمد الشوكي معاون مباحث مركز الواسطي والمعين رئيساً لكمين صفط الشرقية الحدودي. ومن المنتظر سماع أقوالهم اليوم نظراً لانشغالهم بتشييع جنازة زملائهم. ونظراً لتواجد الشرطي مصطفي عليان "29 سنة" من قرية الزيتون بمركز ناصر بمستشفي بني سويف العام تحت العلاج. حيث قامت نيابة قسم بني سويف بالانتقال إلي المستشفي وسماع أقواله. حيث قرر أنه كان متواجداً أعلي البرج الملاصق للكمين للحراسة وفوجئ بالجناة الذين يستقلون دراجة بخارية أطلقوا صوبه 3 طلقات أصابت احداها الفخذ اليمني أحدثت فتحة دخول وخروج وبعدها سقط أرضا داخل البرج ولم يشاهد شيئاً بعد ذلك إلي أن جاءت سيارة الاسعاف وتم نقله إلي مستشفي الواسطي المركزي ومنه إلي مستشفي بني سويف العام. وقد أفاد المستشار محمد بسيوني المحامي العام لنيابات بني سويف بأن معاينة فريق النيابة كشفت العثور علي فوارغ طلقات آلية كثيرة منها مقذوفان لم يطلقا وهما من عيار 7/62 آلية. مما يؤكد أن الجناة قاموا بإطلاق نيران كثيفة.. حيث تبين أن الجناة أفرغوا خزنتين بهما 72 طلقة نارية قاصدين حصد أرواح أكبر عدد من أفراد الكمين. أفاد تقرير الطب الشرعي المبدئي أن حوالي 15 طلقة نارية تسببت في وفاة الضحايا رغم أن الجناة أطلقوا العديد من الطلقات. وأن الاصابات متفرقة في معظم أنحاء الجسم من الرأس والصدر والبطن والأقدام. من جانبه أصدر اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية قراراً بترقية استثنائية لأسماء شهداء حادث كمين بني سويف. ووجه الوزير برعاية أسرهم وتقديم كل أوجه الرعاية الصحية والاجتماعية لهم. ويأتي هذا القرار من منطلق أن جميع شهداء الشرطة هم شهداء للواجب الوطني. وأن جهاز الشرطة يقدم كل أوجه الرعاية لرجال الشرطة والشهداء وأسرهم. كما قرر وزير الداخلية وقف الملازم أول أحمد الشوكي معاون مباحث مركز الشرطة الواسطي والمعين رئيساً لكمين صفط الشرقية الحدودي عن العمل. حيث تبين عدم تواجده بالكمين وقت وقوع الحادث والتحقيق معه. وفي جنازة عسكرية مهيبة تقدمها اللواء إبراهيم هديب مساعد وزير الداخلية مدير أمن بني سويف والعميد أسامة حسن قائد قوات الجيش ببني سويف واللواء حمدي الجزار نائب مدير الأمن واللواء زكريا أبوزينة مدير إدارة البحث الجنائي وقيادات المديرية والآلاف من أهالي مركز الواسطي وناصر شيعت جنازة الجثامين الخمسة إلي مثواهم الأخير.. وندد الأهالي أثناء الجنازة بالإرهاب الغاشم والغادر الذي نال من أبنائهم. مطالبين بالقصاص.. كما رددوا هتافات "الشعب يريد إعدام الإخوان" و"حسبي ونعم الوكيل". من جانبه علق المستشار محمد مجدي البتيتي محافظ بني سويف علي الحادث بأنه عمل جبان وخسيس ويتصف بالغدر والخيانة من جانب مرتكبيه.. مضيفاً أن جماعة الإخوان غدروا برجال الشرطة. وأن تلك العملية خطوة من مخطط الجماعة الإرهابية في محاولة لإسقاط الدولة. كان المحافظ قد قام بزيارة مصابي الحادث بمستشفي بني سويف العام واطمأن عليهما.. حيث تبين نقل المصاب سيد حسين أبوسريع "40 سنة" رقيب شرطة من قرية الزيتون بمركز ناصر من قوة مركز شرطة الواسطي حيث أصيب بطلق ناري في اليد اليمني وأسفل الفخذ اليمني والظهر. مما أدي إلي نزيف بالصدر ونظراً لسوء حالته قرر المحافظ تجهيز سيارة اسعاف لنقله إلي مستشفي المعادي للقوات المسلحة لاستكمال العلاج.. واطمأن المحافظ علي صحة الشرطي مصطفي عليان علي "37 سنة" رقيب شرطة من الزيتون مركز ناصر المصاب بطلق ناري بالفخذ اليمني ويرقد حالياً بالمستشفي العام وحالته مستقرة. قرر المحافظ صرف إعانة عاجلة بواقع خمسة آلاف جنيه لأسرة كل متوفي وألفي جنيه لكل مصاب.