دائماً ما ننظر إلي الغرب بإعجاب شديد نتحاكي بنظامه والتزامه وأساليب معيشته من خلال ما يصدرّه لنا من أفلام ومسلسلات.. ويتضاعف الإعجاب إذا ما زرنا هذه الدول ولمسنا علي أرض الواقع مقومات نجاحهم.. ونعود لبلدنا نعقد المقارنات بكثير من الانبهار بتجاربهم.. والحقيقة أن الأوروبيين والأمريكان ليسوا بأذكي منا والدليل أن علماءنا عندما يسافرون لهذه الدول في بعثات علمية يبدعون ويتألقون ويتفوقون عليهم أنفسهم والنماذج كثيرة نعرفها جميعاً بالاسم وإذا ما حاولنا الاقتراب للاستفادة من تجارب هذه الدول نجد أنهم يتفقون جميعاً في احترامهم للإنسان وتقديره كقيمة وأنه صانع الحضارات وصاحب المعجزات ومعهم كل الحق فهم لا يحقّرون من شأنه ولا يقللون من مكانته أو مهنته أياً كانت فتتعجب مثلاً أنهم في الصين شيدوا تمثالاً لعامل النظافة تقديراً للمهمة الصعبة التي يقوم بها.. وهنا في مصر حدث ولا حرج!! عموماً الدول أصحاب التجارب الناجحة يقفون ويدعمون الفاشل حتي ينجح ولعل قصة الطبيب الأمريكي تيدي استوارد صاحب أكبر مركز لعلاج السرطان في العالم تؤكد صدق كلامي فالطبيب الشهير مر بتجربة مريرة وهو طفل في الصف الثالث الابتدائي عندما فقد والدته بسبب اصابتها بالسرطان لتتبدل أحواله من طفل ذكي وموهوب وعبقري ومجتهد إلي طفل منطو لا يعرف معني للنظام أو الالتزام.. ينام في الحصص الدراسية ويهمل واجباته حتي تأخر دراسياً عندما وصل الصف الخامس الابتدائي وتكتشف بالصدفة مدرسته ظروفه النفسية الصعبة وتحاول مد يد المساعدة له وبالفعل نجحت في أن تُعيد له نبوغه وتفوقه الذي فقده مرحلياً.. ولأن المدرسة صاحبة فضل.. اعترف التلميذ بالجميل وذات يوم كتب لها رسالة بأنها أفضل معلمة قابلها في حياته فردت عليه بمشاعر صادقة أنه هو من علمها كيف أن تكون معلمة جيدة وتمر السنوات سريعة لتتلقي المدرسة دعوة من تلميذها يدعوها لحضور حفل تخرجه في كلية الطب.. وليصبح الآن من مشاهير الطب في العالم.. بفضل مدرسته التي احتضنته ونجحت في تغيير مساره من إنسان منطو فاشل إلي طبيب مشهور يفخر بنفسه ويفيد غيره وهي قصة مهداة لمدرس البرسيم. الشهير في مصر الذي أجبر تلاميذه علي أكل البرسيم إلي المدرسة التي أجبرت تلميذها علي مسح حذائها.. وغيرهما من النماذج التي تهدر كرامة أولادنا وتقتل فيهم الأمل والطموح. كلمات لها معني: * إذا أحسست بالألم فأنت حي أما إذا أحسست بألم الآخرين فأنت إنسان. * الباب الذي يُغلق في وجهك عمداً اياك أن تطرقه ثانياً. * إذا أردت أن تعيش حياة سعيدة فاربطها بهدف وليس بأشخاص أو أشياء.