ثلاثون عاما هي عمر الحلم الذي عاشه أهالي محافظة البحيرة حتي يروا جامعة تحمل اسم عاصمة محافظتهم تظهر للنور لتزيح عن كاهلهم الكثير من الأعباء التي كانوا يتكبدونها بسبب سفر أولادهم لتلقي التعليم الجامعي بعدد من محافظات الجمهورية بعيداً عنهم. "المساء" تنقل قصة ظهور جامعة دمنهور للنور والكفاح والمثابرة لفريق عمل تحدي نفسه قبل أن يتحدي الصعاب ويشق طريقه لتحقيق الحلم الذي ولد علي يد قائد فريق العمل الذي حمل لقب مؤسس جامعة دمنهور. انه الدكتور سعيد عبده نافع نائب رئيس الجامعة والقائم بعمل رئيس الجامعة الذي فتح لنا قلبه ليروي عن قرب قصة الكفاح لتكون مثالا يحتذي به للإخلاص في العمل. في البداية يقول د. سعيد نافع ان جامعة دمنهور ولدت عملاقة وتبوأت مكانتها بين الجامعات منذ اليوم الأول لان الأفكار التي صاحب انشاءها كانت من طراز فريد يختلف تماما عن جميع الأفكار التي صاحبت إنشاء باقي الجامعات التي سبقتها مشيرا إلي أن جامعة دمنهور هي الوحيدة التي ولدت علي فكرة المجمعات التعليمية والادارة الاقتصادية للجامعة والتوأمة بين كليتي الطب البيطري والزراعة. أضاف ان الجامعة بها ثلاث مجمعات الأول هو مجمع 25 يناير التعليمي بالابعادية المقام علي مساحة 13 فدانا بتكلفة 300 مليون جنيه والذي أعد تصميماته وأشرف علي بنائه المركز الهندسي بجامعة الإسكندرية ويضم الكليات النظرية "التربية. الاداب. التجارة. رياض الأطفال وإدارة الجامعة" والمجمع الثاني للعلوم الأساسية والطبية والهندسية ويضم كليات "العلوم. الصيدلة. التمريض. الطب. طب الأسنان والهندسة" والمجمع الثالث بالبستان الذي يجمع التوأمة بين كليتي الطب البيطري والزراعة والمدينة الجامعية. أوضح ان مجمع العلوم النظرية تم تطويره ليصل عدد المعامل به إلي 35 معملا وسيترتب علي ذلك زيادة القوي الاستيعابية للطلاب من 2000 إلي 5200 طالب وطالبة يوميا وقد بلغت تجهيزات المعامل بكلية العلوم 7 ملايين جنيه. أكد أن محافظة البحيرة تحتل المركز الأول بين المحافظات حيث تبلغ مساحتها 9122 كيلو مترا مربعا ويتجاوز عدد سكانها ال 5 ملايين نسمة وتقدر نسبة التعليم العالي بها بحوالي 13% للشريحة العمرية من 18 23 سنة. في حين ان نسبة التعليم الجامعي علي مستوي مصر 28% وهناك جهودا لزيادتها إلي 50% عام 2020. ومن هنا كان وجود الجامعة حتمياً علي أرض المحافظة حيث ان الجامعة هي العمود الفقري للتنمية المستدامة. خاصة وان هناك تزايدا في الطلاب الحاصلين علي الثانوية العامة سنويا والتي تتجاوز 20 ألف طالب وطالبة فضلا عن ان حوالي 40% من طلاب جامعة الإسكندرية من أبناء البحيرة. و60% من طلاب المدينة الجامعية بالإسكمدرية هم من محافظة البحيرة مما يكلف جامعة الإسكندرية ملايين الجنيهات سنويا لاعاشة هؤلاء الطلاب. ومن هنا كان لابد من إنشاء جامعة دمنهور. تابع قائلا انه بالفعل وضعنا عددا من الأهداف الاستراتيجية لتكون منهج عمل بناء بالجامعة. وهي تتضمن خمسة مجالات: الأول يهتم ببرامج التعليم الجامعي من حيث التطوير والارتقاء بمواصفات الجودة في كافة البرامج التعليمية وربط برامج الدراسات العليا بأولويات التنمية بالمحافظة. والمجال الثاني يهتم بخطة استراتيجية شاملة تكفل اسهام الانتاج البحثي والمصرفي في دعم التنمية واشراك مؤسسات المجتمع المصرفي علي دعم مشروعات البحث العلمي والاستفادة من نتائجه ومخرجاته. والمجال الثالث يهتم بالخدمات المهنية والمجتمعية من خلال تبني مفهوم "الجامعة بيت الخبرة" الذي يهدف إلي التوسع في الخدمات المهنية المؤثرة علي قطاعات ومؤسسات المجتمع المدني ودفع التنمية المستدامة تحت شعار فعال "جامعة بلا أسوار" حتي نضمن التحسين المستمر في مواصفات الجودة. والمجال الرابع يهدف لتوسيع القاعدة الطلابية المشاركة في الأنشطة المختلفة. والمجال الخامس يخص الناحية الادارية والمالية ونحن نتبني ثقافة الادارة الموجهة بالأهداف والنتائج ونعمل علي تنمية موارد التمويل الذاتي للجامعة وتوظيفها لدعم مشروعات التطوير. قال إن أفضل لقب حصلت عليه طوال مشوار عمله الجامعي هو لقب مؤسس جامعة دمنهور وأشار إلي أنه تسلم عمله عام 2006 نائبا لرئيس جامعة الإسكندرية لشئون فرع دمنهور وكان الفرع آنذاك يضم 4 كليات فقط هي: "التربية والاداب والزراعة والتجارة". وهذه الكليات الأربع تم انشاؤها بداية من عام 1979 فقمت بوضع رؤية مستقبلية لتطوير الفرع تمهيدا لانشاء الجامعة. وأثمرت هذه الرؤية عن اضافة 5 كليات جديدة هي: "التمريض. ورياض الأطفال. والصيدلة. والعلوم. والطب البيطري" ليصل عدد الكليات إلي 9 كليات. فضلا عن تطوير المعامل القديمة والمتهالكة التي لم تكن تصلح للعملية التعليمية علي الاطلاق وتطوير الكليات القديمة أيضا. كل هذه الإنجازات تمت خلال ثلاث سنوات حتي صدر قرار إنشاء جامعة دمنهور تضم 12 كلية. وسيتم افتتاح الثلاث كليات الباقية وهي الطب البشري والأسنان والهندسة العام الدراسي بعد القادم عام 2013 وهي تحت الإنشاء حاليا. أكد ان سعادته لا توصف بعد أن كلل الله هذا النجاح بمولد جامعة دمنهور الذي جاء بعد رحلة من الكفاح.