أصدر البنك العربي الافريقي الدولي تقريره الأول للاستدامة بمصر عن عام 2010 تحت عنوان "التمويل وتحقيق القيمة" والذي يعتبر أول تقرير يصدر علي مستوي القطاع المصرفي في هذا الشأن.. والمقصود بالقيمة هو ما يضاف للمجتمع ماديا وخدميا. قال حسن عبدالله الرئيس التنفيذي للبنك العربي الافريقي الدولي إن هذا التقرير يؤكد جدية البنك نحو تبني المسئولية الاجتماعية وتنمية وتطوير الوعي بالاستدامة علي أساس محاور التنمية المستدامة وهي.. التقدم الاجتماعي.. وحماية البيئة مع الالتزام بمبادئ الحوكمة مشيراً إلي أن أهمية هذا التقرير تكمن في كونه يربط بين التمويل والاستدامة ويعزز أهمية العلاقة التبادلية بين الربح المادي للمؤسسات والقيمة المضافة إلي المجتمع والبيئة ومبادئ الحوكمة. أضاف ان هذا التقرير يمثل اضافة نوعية بارزة في مسيرة البنك نحو تضمين منهج وفكر الاستدامة في نشاطه المصرفي.. ويعكس رؤية وسياسة البنك لتنمية المجتمع المصري والمساهمة في تطويره مع تحقيق هدف استدامة التنمية الذي يؤكد نشاط البنك الاقتصادي كأحد البنوك الأكثر نموا وفاعلية في الاقتصاد القومي المصري منذ نشأته عام 1964 مؤكدا قناعة البنك بأهمية الربط بين التمويل والمجتمع والبيئة في اتساق متوازن يساعد الاقتصاد علي تحقيق نمو مستدام. أوضح أن التقرير يشكل رسالة واضحة تعكس جهود البنك المبذولة والتزامه بدوره نحو الأطراف المعنية من المساهمين والعملاء والموظفين والموردين والبيئة والمجتمع ككل.. كما يهدف التقرير إلي سرد إنجازات البنك والتزاماته حول قضايا المسئولية المجتمعية والتنمية المستدامة التي يتبناها البنك داخليا وخارجيا.. ويوضح المبادرات التي أطلقها البنك منذ عام 2002 وأهدافه المستقبلية وموقفه الرائد كمؤسسة مصرفية تؤدي دورا فاعلا اجتماعيا ومؤسسيا. أكد حسن عبدالله علي أن مفهوم المسئولية الاجتماعية للشركات له أبعاد أخري بجانب العمل الخيري مشيراً إلي أن الجزء الأهم والفعال يتمثل في القدرة علي دمج مبادئ تنمية المجتمع والحفاظ علي البيئة في استراتيجية المؤسسات وآليات التعامل اليومية بهدف خلق قيمة مضافة لكل المتعاملين مع المؤسسة من مساهمين وعاملين وعملاء والمجتمع ككل. قال إن التقرير يشير إلي جهود البنك العربي الافريقي كأحد أنشط العاملين علي مستوي المساهمات المجتمعية حيث يولي اهتماما خاصا بمجالي الصحة والتعليم يركز علي استثمارات مجتمعية طويلة الأجل.. ويتميز البنك في ذلك في التفرقة بين الأعمال الخيري والنشاط التنموي حيث تأخذ اسهامات البنك التطوعية شكلا تنظيميا ومؤسسيا له خطة وأهداف يمكن تقديمها وقياس مردودها ويتبلور ذلك في مبادرة "وفاء لمصر" عام 2003 لتطوير الصحة والتعليم في مصر والتي نتج عنها إنشاء مؤسسة "وفاء لمصر" للتنمية المجتمعية في يناير 2007 كأول مؤسسة مجتمعية يؤسسها بنك في مصر.. وتعمل حالياً علي المساهمة في تطوير المستشفيات العامة ومنها: أبوالريش الياباني.. والمعهد القومي للأورام.. ومركز الكلي والمسالك البولية بالمنصورة.. بالاضافة إلي الوفاء باحتياجات المستشفيات الجامعية والعامة والتعليمية. أضاف ان التقرير يوضح ريادة البنك في إطلاق مسابقة البنك العربي الافريقي الدولي التعليمية منذ عام 2003 والتي تهدف إلي تفعيل التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والمالية لصالح طلاب الجامعات لتأهيلهم لمواجهة الحياة العملية بعد التخرج وسد الفجوة بين الدراسة الأكاديمية وتحديات سوق العمل. أكد عبدالله انه علي المستوي المهني فإن التقرير يوضح محاولات الربط بين نشاط البنك المصرفي وعناصر الاستدامة ومنها انه البنك الوحيد الذي طور سياساته التمويلية لتضمين المخاطر الاجتماعية والبيئية المرتبطة بتمويل المشروعات.. مشيراً إلي أنه أول بنك مصري يتبني المبادئ القارية في يناير 2009 وهي مجموعة من المبادئ التي وضعت لتقييم وإدارة المخاطر الاجتماعية والبيئية المرتبطة بتمويل المشروعات التي تزيد علي عشرة ملايين دولار أمريكي حرصاً علي تحمل أكبر للمسئولية الاجتماعية من البنوك من مجالات تمويل المشروعات. قال إن التقرير يوضح شراكات البنك الاستراتيجية مع مؤسسات ومنظمات عالمية أخري تعكس حرصه علي إنشاء شبكة علاقات دولية تساعده علي تبني أفضل الممارسات العالمية التي تمكن من تحقيق أهدافه.. كما يفتح المجال للمؤسسات المالية في مصر والتي تتمتع بشبكة واسعة من العلاقات مع الشركات لدفع المجتمع المصري ككل نحو تفعيل مبدأ المسئولية الاجتماعية والتنمية المستدامة كمفهوم وممارسة خاصة وان القطاع المصرفي المصري في مصر يتمتع بديناميكية وصلابة مكنته من أن يتفادي الكثير من الأزمات العالمية الطاحنة.. وانه مازال الأكثر قدرة علي دفع الاقتصاد نحو التنمية المستدامة.