** المخرج المبدع "حسن عبدالسلام" شيخ المسرحيين واحد من رموز الفن في مصر والوطن العربي.. علامة مضيئة وهامة بارزة. ساهم بإبداعاته في تطور الفنون من خلال الاخراج وتولي مسئولية العديد من المواقع.. رحلة طويلة تمتد ل "84" عاما من عمره المديد.. لم يكلف الدولة شيئا رغم تعرضة للاصابة بمرض السرطان ويسير متحركا فوق كرسيه.. يعتصره الألم.. حزين من الجحود والنكران. قال: لم أكلف الدولة شيئا لا في اصابتي بمرض السرطان أو بساقي وعدم القدرة علي الوقوف عليهما وخدمت بلدي في 5 مجالات. * ما هي هذه المجالات؟ أولها المسرح كمصدر أساسي للترفيه والتعليم والاستثارة وليس التسلية أو التسطيح.. خدمت كمفتش للمسرح المدرسي ومخرج بالفرقة النموذجية التابعة لمصلحة الفنون بوزارة الارشاد انا وزميلاي نجيب سرور وكرم مطاوع رحمهما الله. أضاف: عملت علي مدي 10 سنوات مشرفا علي الادارات الفنية الثقافة الجماهيرية حيث انتقلت بعروض المسرح للمحرومين في القري والنجوع كما قدمت أول ملحمة شعبية عام 1973 تم اختيارها لتمثل مصر في أول مهرجان يقام للملاحم الشعبية بمدينة نانس بفرنسا. * وماذا أيضا عن رحلتك مع المسرح؟ قدمت أول كوميديا موسيقية هي "سيدتي الجميلة" والتي تعتبر اضافة للحركة المسرحية. وقمت بتقديم مسرحية آسيوية يابانية منذ 45 عاما وهي "ماشافون" وأعدت للحركة المسرحية فن الأوبريت الذي غاب عنها 20 عاما وبعد ذلك توليت العمل مديرا للمسرح الحديث ثم مديرا للمسرح الغنائي بعد ذلك توليت مسئولية قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية في عام .1979 * يبقي المجال الخامس ما هو؟ عملي مخرجا بالقطاع الخاص أكثر من 40 عاما قدمت خلالها عروضا مسرحية تناولت هموم الانسان مثل "المتزوجون" التي عالجت قضايا الشباب المتعلم الذي لا يجد مكانا ليشق طريقه و"أهلا يادكتور" التي تطرق موضوعها لبعض المؤسسات الطبية التي تتاجر في صحة الانسان ومسرحيات عن الأيتام مثل "هالة حبيبتي" لفؤاد المهندس و"حضرات السادة العيال" ليحيي الفخراني و"موسيقي في الحي الشرقي" لسمير وجورج ثم قدمت مسرحيات تعالج ادمان المخدرات مثل "فارس بني خيبان" وتعالج قضايا العلم والمال "أخويا هايص وأنا لايص" و"القشاش" ثم قدمت مسرحيات تعالج الأمية مثل "العالمة باشا" لسهير البابلي ومن أعمال نجيب محفوظ عرضت "زقاق المدق" في اطار غنائي.. يواصل: لقد قدمت ما يزيد علي 150 عرضاً مسرحياً وخططت وأدرت مؤسسات مسرحية طوال 60 عاما ولم أجد من المسئولين في بلدي عن صناعة الفن ما يقدمونه لي كما قدموه لغيري وهم أصغر مني سنا وأقل مني حجما في الأعمال.. يوضح: نال البعض جائزة الدولة التقديرية. الأمر الذي يجعلني أحس بأنني أعطيت لبلدي كل شيء عصير حياتي.. فكري وموهبتي وصحتي وحياتي كلها وأحلامي وأنا في هذه اللحظة في انتظار تركي هذا العالم بكل ما فيه وأنا حزين لما يفعله المسئولون عن الفن بمثلي ممن لا وساطة لهم إلا الله. وليس لي قرابة بواحد من المسئولين أو صداقة حتي أخطر علي بالهم أو اشغل حيزا من أفكارهم لأخدمه ويخدمني!! * وهل انتابك احساس بالتهميش والتجاهل والنسيان ممن بيدهم مصير الفن؟ أنا سعيد بما أنا فيه.. ولكن سأكون أكبر سعادة عندما أبارح هذه الدنيا وأنا لم آخذ أي شخص يعطيني قدري الذي استحقه! ينهي حواره متسائلا: أين الضمير.. كررها 3 مرات.. يا من تجلسون علي كراسي الضمير ضمير المسئولية حيال بلدكم والشموع التي اضاءت وانارت العقول أقولها ولا أمل "كل راع مسئول عن رعيته" أين من يراعيني أنا؟! أهو نائم؟ أم هو بعيد حتي يغفل عن حقي ولي الله. لي الله. هنا غالبته الدموع وغاب صوته!!