تعرف الحياة السياسية في الولاياتالمتحدة عدداً من المتعصبين من الشخصيات العامة المشهورة التي تناصب الإسلام العداء وتسعي إلي النيل منه والتحريض علي اتباعه. وبعضهم للأسف من أصول عربية مثل الطبيبة السورية وفاء سلطان. لكن لا يكاد أحد من هؤلاء يصل في عداوته للإسلام والسعي إلي تشويهه والإساءة إليه مثلما وصلت تلك الأمريكية اللبنانية المولد المتعصبة الحاقدة بريجيت جابرييل. ويكفي ان نطالع بعض عباراتها التي تتهجم فيها علي الإسلام. فذات مرة قالت "في العالم الإسلامي يصبح التطرف هو الأصل. وهناك سرطان يصيب العالم اسمه الفاشية الإسلامية وتلك الفاشية تستمد أفكارها من مصدر واحد هو القرآن". وفي عبارة أخري تقول "ان الولاياتالمتحدة مخترقة علي كل المستويات بمتطرفين مسلمين يريدون إلحاق الأذي بها. وهؤلاء المتطرفون اخترقوها علي كل المستويات.. المخابرات المركزية.. مكتب التحقيقات الفيدرالي.. ووزارة الداخلية.. والبنتاجون. ولا تمل بريجيت من رواية أسباب كراهيتها للإسلام والتي تزعم أنها تعود إلي نشأتها كمسيحية مارونية في قضاء مرجعيون جنوب لبنان حيث تعرضت للإرهاب والترويع علي ايدي المسلمين!!! وقالت ان المسلمين قصفوا مرجعيون يوماً ما وهدموا بيتها خلال الحرب الأهلية وظلت تحت الأنقاض مع أفراد أسرتها لعدة أيام حتي تم انتشالهم. وتقول ا نها سألت أباها بعدها.. لماذا يفعلون بنا ذلك يا أبي.. فرد قائلاً: "لأننا مسيحيون يا ابنتي". هذه الرواية رددتها بريجيت بلا ملل أو كلل أو حياء مئات المرات. فقد رددتها في مئات الكنائس والمعابد اليهودية وقاعات المؤتمرات بل وفي محطات التليفزيون. ومن الغريب ان البنتاجون سمح لها بإلقاء محاضرات تتهجم فيها علي الإسلام في عدد من القواعد العسكرية!!! ولا بأس من اللعب علي وتر الوطنية كما تلعب علي وتر الإرهاب. فهي تقول ان حملتها علي الإسلام لا تنبع فقط من خوفها من هذا الدين الذي "يرفض التسامح" بل أيضاً من حبها لوطنها الذي احتضنها "أمريكا" بعد أن فقدت وطنها الذي ولدت فيه "لبنان". كما تؤكد في كل مناسبة ان المسلمين يسعون إلي إلغاء الدستور الأمريكي واحلاله بالشريعة الإسلامية!! كانت برجيت قد تركت لبنان إلي إسرائيل وعملت لعدة سنوات في تليفزيون الشرق الأوسط الذي يملكه المبشر "بات روبرتسرن" ثم هاجرت إلي أمريكا بعد ان تزوجت من أمريكي كان يعمل معها في المحطة. وكانت تقدم برامجها فيه تحت اسم نور سمعان. وهاجرت إلي الولاياتالمتحدة وانشأت مع زوجها مكتباً للإنتاج السينمائي والتليفزيون. ولا تتميز بريجيت "47 سنة" عن غيرها ممن يناصبون الإسلام العداء بمجرد هذه العبارات النارية والقصص المختلفة فقط. بل تتمتع في الوقت نفسه - أو من يقف ورائها - بقدرة تنظيمية كبيرة ساعدتها علي نشر فكرها المشوه بين قطاعات عريضة من الرأي العام الأمريكي. فقد انشأت منظمة مناهضة للإسلام باسم "اكت". وهذه المنظمة أصبح لها حالياً نحو 155 ألف عضو موزعين علي 500 مكتب في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة. ومن بين أنشطة هذه المكاتب تدريب الأعضاء علي إقناع المسلمين بالتحول عن دينهم. وقد لعبت هذه المنظمة دوراً كبيراً في اجهاض محاولات مسلمي أوكلاهوما لتعديل قانون الولاية ليتم تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في المعاملات الخاصة بين المسلمين. كما منعت تدريس محاضرات عن الإسلام في اوريجون. وآخر ما تمخضت عنه قريحة بريجيت الشريرة هو "افتح القرآن". وهذا هو اسم حملة تزمع بريجيت القيام بها في سبتمبر القادم. وفي هذه الحملة سوف توضع موائد امام 750 مكاناً تتراوح بين كنيسة ومعبد يهودي ومكتبة ومكتب بريد في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة. حيث توضع علي كل مائدة منشورات تتضمن آيات القرآن التي تحث علي العنف والاستعباد واذلال المرأة!!! وإذا اتهم أحد بريجيت بالتعصب. يأتي الرد جاهزاً أنا أعادي الإسلام المتعصب فقط وليس الإسلام كله. وأعادي المسلمين المتطرفين.. وليس المسلمين جميعاً" لكن الواقع يشير إلي غير ذلك.