في البداية أعرفك بنفسي أنا رجل في الخمسينيات من العمر مضت حياتي في مسارين. مسار الوظيفة "الميري" التي تدرجت فيها حتي وصلت إلي درجة مدير عام بإحدي شركات النقل والمسار الرياضي الذي قطعته من أوله كلاعب كرة قدم حتي صرت مراقباً ومحاضراً بلجنة الحكام الرئيسية.. وما دفعني للكتابة إليك لا علاقة له بالوظيفة أو بالرياضة إنما يتعلق بالزلزال الذي تعرضت له مؤخراً وجعلني أسترجع شريط الذكريات وأستغرق فيه إلي مالا نهاية!!. لا أدري من أين أبدا هل من يوم أن نصحني صديقي المسيحي بالزواج منها أم من قبل ذلك قليلاً حين اختطف الموت شقيقتي الوحيدة وكانت عروساً"؟!" وقتئذ تحمل والداي الصدمة بقلوب مؤمنه محتسبة ما هون علي وأشقائي الأربعة من عذاب فراقها قليلاً.. لكنني ظللت أطارد ملامحها في وجوه كل من أقابلهم فوجدتني كمن يبحث عن شبيهتها التي تقاسمها في الأوصاف والأخلاق ويبدو أن صديقي تفهم ما أريده لتأتي نصيحته لي بالزواج من إحدي الزميلات في الشركة فهي فتاة رقيقة مهذبة من بيت طيب كريم.. و.. وفي أقل من خمسين يوماً من مصارحتي لها وطلبي موعداً لمقابلة والدها تم عقد قراني عليها في أجواء تغمرها الفرحة والحزن معاً فقد كان أبي في مرضه الأخير لذا لم يمض شهر علي زواجنا حتي توفي وهو الأمر الذي دعاني وزوجتي إلي الانتقال لنعيش مع أمي حتي نؤنس وحدتها ونملأ عليها المكان بالبنين والبنات.. في البداية كنت أخشي أن تختلف الطباع وترفض زوجتي العيش مع أمي لكن خابت كل ظنوني وأنا أرصد هذا الانسجام بينهما الذي زاد منه قدوم الأبناء حيث رزقنا الله بثلاثة أولاد.. وبنفس الروح المتفاهمة كانت علاقتي بأبيها "حماي" لذلك عندما علمت بمرضه الأخير قطعت زيارتي بالإسكندرية وظللت بجواره حتي أسلم الروح وهو علي صدري.. ولم يكن غريباً علي زوجتي ايضا أن تشمل أمي بكل رعايتها حينما أخذت أمراض الشيخوخة تتسلل إليها.. وكان علي زوجتي الحبيبة أن تسارع الزمن بعد ذلك وتقسم وقتها بين أمي.. وأمها التي شاءت الأقدار أن تصاب بمرض خطير وتخضع للعلاج الكيماوي وفي تلك الأثناء شعرت زوجتي ببعض الآلام في منطقة الصدر لكنها لم تلق لها بالاً مع تدهور حالة أمها التي ظلت تصارع المرض حتي رحلت في يناير 2010... وبعد وفاه "حماتي" بوقت قصير تعرضت لمغص شديد دخلت علي أثره المستشفي وتبين أنني أعاني من حصوات بالحالب.. وأثناء قيام الطبيب بفحص حالتي أخبرته بالآلام التي تشكو منها زوجتي فما كان منه أن طلب سحب عينة منها فوراً!!. و