مأساة اسمها "وفاء" جار عليها الزمن ورمي أثقاله وحموله عليها. تراكمت عليها كل أنواع العذاب التي لا يتحملها بشر ومثل أي فتاة تزوجت فأرادت أن تعين زوجها. ساعدته كثيراً في تحمل المعيشة الصعبة واستدانت من كل مكان حتي تراكمت عليها الديون. دفعتها الحاجة والتهديد بالجوع إلي الاقتراض من إحدي جمعيات تنمية المجتمع. فلم تستطع السداد حاولت لكن ما باليد حيلة. تخلي عنها زوجها وأبي أن يقف بجوارها وهي في أمس الحاجة إليه وطردها وبناتها السبع أصغرهن طفلة رضيعة. الدائنون توجهوا إلي الشرطة والنيابة وقدموا أوراقاً تفيد بحصول وفاء علي مديونيات يجب سدادها. والقانون لا يعرف إلا الورق. تم الحكم عليها في "14" قضية تبديد وإيصالات أمانة لم تستطع أن تسددها. يد الشرطة ذهبت إليها لتنفيذ الأحكام التي تتراوح ما بين أسبوع وشهر وشهرين وستة أشهر والدائنون يطالبونها بالمبالغ التي وصلت إلي ما يفوق 12 ألف جنيه. في سجن أخميم تم وضع وفاء لتنفيذ الأحكام الصادرة بحقها حتي يتم السداد لم تصدق ما يحدث لها كانت الصدمة أقوي من كل شئ. انهارت عصبياً ووصل الأمر إلي اصابتها بشلل نصفي لم تستطع خلاله أن تقضي حاجتها ولكن برحمة القانون سمحت لها شرطة أخميم بقيادة العقيد أحمد الراوي رئيس الفرع والمقدم أحمد شوقي رئيس المباحث بأن تمكث معها والدتها بالحجز بإحدي غرف المركز لمساعدتها. قالت ل "المساء" اسمي "وفاء محمد حسن" عمري حوالي 32 سنة" أسكن ببندر أخميم وتحديداً بشارع التأمينات حاصلة علي دبلوم فني. تزوجت منذ 13 عاماً من شخص يعمل حلاقاً عشت معه علي الحلوة والمرة. كان حلاقاً متنقلاً ولم يكن دخله كافياً الأسرة. خاصة أنني أنجبت منه "7" بنات وتغيرت معاملته لي مع مرور السنين لأني لم أنجب له الولد. لكنها إرادة الله. المهم عملت في البيوت أتنقل ما بين بيت وآخر حتي أستطيع سد رمق أفواه أسرة مكونة من 9 أفراد. تحملت كثيراً من أجل بيتي وكثرت أعباء الحياة علينا. أراد زوجي أن يستأجر محلاً خاصاً للحلاقة وافقته علي ذلك واضطررت إلي الاقتراض من إحدي الجمعيات بسوهاج. الاتفاق أن القرض 7 آلاف جنيه من خلال شخص يدعي "أ.خ" بالجمعية لكنه أعطاني 3 آلاف جنيه فقط وطلب مني دفع 318 جنيهاً شهرياً وبالفعل أعطيته القسط كل شهر لمدة عام كامل ولم أحصل منه علي أية إيصالات بالدفع علي أساس أنه يقيد في الدفتر أولاً بأول. ومع نهاية المدة ذهبت إلي الجمعية وطلبت مخالصة نهائية بالسداد. إلا أنني فوجئت بتعرضي لعملية نصب وأنني وقعت علي مبلغ 7 آلاف جنيه ولم يتم دفع منه أي شئ منه وطلبت مني الجمعية سداد 720 جنيهاً كل شهر وإلا!!. أضافت: لم استطع مجاراة ظروف وأعباء الحياة التي أثقلت كاهلي ما بين مصاريف البيت وسداد القسط. فتراكمت علي الفوائد. استدنت من جمعيات وأشخاص لكي أسدد ووقعت لهم علي بياض من خلال إيصالات أمانة. أغلقت في وجهي كل أبواب الرحمة حتي أن زوجي طردني أنا والسبع بنات. تكالبت علينا الظروف فالمصاريف كبيرة والبنات معظمهن في المدارس أسماء "12 سنة" وداليا "10 سنوات" وفاطمة "9 سنوات" وعزة "8 سنوات" ودعاء "6 سنوات" وآيات "4 سنوات" و جنا "9 شهور" ذهبت وبناتي للعيش مع والدي المسن الذي يعول أسرتي ابنيه المتوفيين وطالبت بمسكن ملائم لبناتها السبع إلي جانب معاش للانفاق منه علي أسرتي.