أم رومان الكنانية زوجة أبي بكر الصديق - رضي الله عنهما - كانت ذات جمال وأدب وفصاحة عرفت بالصلاح والصدق والوفاء.. وقفت بجوار زوجها بعد الإسلام وآزرته وخففت عنه صعوبة الأيام القاسية وما كان يواجهه المسلمون الأوائل من صلف قريش فكانت نعم الزوجة والأم والمربية... وكانت تلقي كل التقدير من الرسول الكريم وقد وصفها صلي الله عليه وسلم بقوله "من سره أن ينظر إلي امرأة من الحور العين فلينظر إلي أم رومان". ويذكر التاريخ لأم رومان موقفها من حادثة الإفك التي حاكها المنافقون لأم المؤمنين ابنتها عائشة - رضي الله عنها - بهدف الإساءة لبيت النبوة حيث وقفت موقف الصابرين المحتسبين ورغم أنها وقعت مغشيا عليها عند سماعها بالنبأ الخبيث إلا أنها كتمت الخبر عن ابنتها إشفاقا عليها لكن ما لبثت أن علمت عائشة بالخبر وظلت تبكي ولامت أمها لإخفائها المكيدة عنها فقالت لها والدتها: "أي بنية هوني عليك الشأن فوالله لقل ما امرأة حسناء عند زوج يحبها ولها ضرائر إلا كثرن وكثر الناس عليها".. إلي أن أنزل الله - سبحانه وتعالي - البراءة من السماء ورد كيد المنافقين إلي نحورهم وجعلهم الأذلين. توفيت أم رومان في ذي الحجة سنة ست من الهجرة فنزل سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - في قبرها واستغفر لها وقال: "اللهم لم يخف عليك ما لقيت أم رومان فيك وفي رسولك".