معاناة المواطنين التي زادت خلال السنوات الأخيرة في غياب استراتيجية حكومية واضحة ومستقرة للتعامل مع المشكلات الهامة والجماهيرية أدت إلي تحويل أكثر من 60 ألف فدان قابلة للزراعة في مركزي سيدي سالم والرياض إلي مزارع سمكية بعد ان طرق المزارعون جميع الأبواب وأرسلوا شكاوي واستغاثات والجميع ودن من طين وأخري من عجين. الغريب ان المياه المستغلة تبلغ 3 ملايين من الأمتار المكعبة لو اشتغلت بمساعدة المسئولين لنجحت في زراعة هذه الآلاف من الأفدنة ولكنه التقاعس الذي كان السبب في إنشاء هذه المزارع السمكية. أحمد جلال عبدالفتاح وإبراهيم الشحات محمد من أصحاب المزارع السمكية بدمرو يقولان: الأفراد بقريتي الشخلوبة بمركز سيدي سالم والعديد من قري مركز الرياض بمحافظة كفر الشيخ يمتلكون مساحات تبدأ من 10 أفدنة إلي 50 فداناً وكان العقد المبرم أيام المهندس يوسف والي وزير الزراعة الأسبق ينص علي أنها مساحات زراعية وعلي أن يتم توفير مياه الري ولكن بسبب تقاعس المسئولين وغياب القوانين أصبحت هذه الأراضي بور فكان مصيرها تحويلها لمزارع سمكية واستخدمت مياه الصرف والمصارف المختلفة وتركونا نغرق وتضاعفت الديون خاصة بعد رفع إيجار الفدان إلي 2000 جنيه بعد ان كان 50 جنيهاً فقط. سرور طه صاحب مزرعة: قمنا باستضافة اللواء صلاح سلامة محافظ كفر الشيخ الأسبق لزيارة المزارع السمكية بقريتي دمرو والشخلوبة بمركز سيدي سالم لكي نثبت له نجاح هذه المزارع وزيادة كثافة الإنتاج من الأسماك وقام بعض أصحاب المزارع السمكية بتجميع أسماك ثلاثة أحواض وتم وضعها في حوض واحد وتم استعراض الإنتاج بالطبل والمزمار والرقص البلدي فتأكد المحافظ والمسئولون ان هذه الأحواض بها إنتاج غزير وكانت الضربة الكبري القاضية حيث قرر المحافظ زيادة إيجار الفدان من 50 جنيهاً إلي 2000 جنيه ومن هذا التاريخ أصبحنا مدانون بآلاف الجنيهات وصدرت ضدنا أحكام بالسجن ولا أحد يسأل فينا. * ربيع السعيد صاحب مزرعة: لو وفرت الحكومة مياه الري منذ البداية لكان في الإمكان زراعة هذه الآلاف من الأفدنة بالمحاصيل المختلفة ولكن نقص المياه كان السبب في تحويلها لمزارع سمكية وبسبب زيادة الأعلاف والجاز والزيت وأجور العمال أصبحت المزارع لا تحقق مكاسب مالية وأصبحت علينا ديون متراكمة ولكن واصلنا العمل لأنه عيب كبير ان نترك أرضنا وعندما نسدد ما علينا من مصروفات يكون يوم عيد. المهندس محمود عبدالعزيز محمود صاحب مزرعة: منظومة المزارع السمكية بدون دعم والناس مهددة بالإفلاس حيث ارتفعت المطالب اللازمة للمزرعة بشكل كبير ومطلوب رقابة ودعم من الحكومة حتي تغلق المزارع السمكية بسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار خاصة مكونات العلف فلابد من دعم حكومي لهذه المكونات والأخطر من ذلك ان هناك أمراضاً بالأسماك غير معروفة تؤدي إلي موتها خاصة في أشهر ابريل ومايو وأغسطس وسبتمبر من كل عام والغريب لا يوجد طبيب بيطري لهذه الأسماك ورغم ذلك لم يتحرك سعر السمك حتي الآن كما ان هناك تقلبات مناخية تؤدي لموت الأسماك. محمود خليفة صاحب مزرعة سمكية: هناك معاناة لأصحاب المزارع السمكية ولابد من تمليك المساحات المؤجرة علي 10 سنوات لأننا مهددون بالحبس وكل واحد عليه 40 قضية أمام المحاكم ندفع جزءاً من المبالغ المطلوبة حتي يخرج من الحبس ولابد من توفير المياه اللازمة من ري وصرف ويمكن تحويل هذه المزارع السمكية إلي أرض زراعية لو تم توفير مياه الري حيث إنها أصبحت هي الأفضل لأن المزارع السمكية قابلة للانقراض وإذا تم ذلك فسيرتفع سعر السمك إلي 50 جنيهاً للكيلو وتنتهي الثروة السمكية. ياسر كاتشن مؤجر مزرعة: الأرض الزراعية التي كانت تنتج وتزرع القطن والأرز والبنجر والقمح في طريقها للبوار حيث يقوم الفلاح بتبوير فدان من الأرض ليحوله إلي ترعة أو مصرف خاص يحفظ فيه المياه ليزرع منها لعدم وجود مياه الري والعديد من الفلاحين يفكر في التحويل إلي مزارع سمكية ويعتمد علي مياه الصرف ولو تمت المقارنة بين الزراعة والمزارع السمكية تقول الأرض بارت والمزارع ضاعت ولذلك فالصيادون أصبحوا أداة لأصحاب مكاتب السمك منذ سنوات وأصبحنا نصرف علي بيوتنا بالأجل وما أدراك ما الأجل وأصبحنا في خطر وعلي مشارف السجن لأن هناك أحكاماً نهائية بسبب تراكم الديون والحكومة السبب. إبراهيم كمال شعبان صاحب مزرعة: غالبية أصحاب المزارع السمكية قاموا بتأجيرها حتي يمكن تسديد الديون كما يقوم البعض الآخر بالتوقيع علي شيكات علي بياض أو علي المنزل لأن هذا مرهون علي صاحب مكتب الأسماك الذي يسيطر علي الصيادين لكي يسدد ما عليه أو يشتري العلف والسولار ويدفع ما عليه للصيدلي أو البقال أو مصروفات الأبناء المختلفة. الدكتور رمضان خميس والدكتور أحمد أنور الدين بمعهد أبحاث الأسماك يؤكد ان تربية الأسماك في بيئة غير نظيفة تضع الأسماك في حالة استعداد لتقبل الاصابة بالأمراض المختلفة ومنها مرض الاستربتوس المعوي ولابد من معالجة المياه المستخدمة في الاستزراع السمكي بطرق علمية حديثة وكما يقوم بعض أصحاب المزارع بتغذية الأسماك علي السبلة وهي فضلات الطيور وروثها حيث وصل ثمن سيارة السبلة إلي 400 جنيه وهي بديل للعلف.