لا حديث في مصر الآن إلا عن مباراتي مصر وغانا في التصفية النهائية للوصول لكأس العالم بعد أن واصل الفريقان اجتيازهما لكل أدوار التأهل إلي أن وصلا حتي الموقعة التي تؤهل أحدهما لحجز تذكرة الوصول إلي البرازيل ضمن خمسة فرق تمثل قارتنا الافريقية. ولأن القرعة اختارت لنا فريقا يمثل أحد نجوم القارة وأشهر فرقها حتي أطلقوا عليه النجوم السمراء وهو فريق غانا فإن الأوساط الكروية علي كل المستويات قد اهتمت تماما بهذه المواجهة بين الفراعنة أصحاب التاريخ العريق ومحققي الانتصارات وحاصدي بطولات القارة حتي تصدروا المشهد الافريقي سنوات طويلة منذ تأسيس اتحادهم في عاصمتها القاهرة.. وجاء اهتمام الوسط الإعلامي المحلي والقاري والعالمي في الاتحاد الدولي ليقدم المزيد من المعلومات عن المتنافسين لذا رأيت ان أشارك في هذه الابحاث من أجل تقديم المزيد عن فريق غانا منافسنا الأول والأخير إلي طريق المونديال تحت شعار اعرف منافسك.. وليقف قارئنا العزيز علي معرفة بعض احداثه التاريخية وليكن ذلك أيضا شعاع ضوء لفريقنا عن هذا المنافس الشرس ليستعد جيدا ويحذر ولا يتهاون به. يلعب منتخبنا مباراته الأولي أو الذهاب في مدينة كوماسي أو كما يطلق عليها الغانيون "جاردن سيتي" نظرا لكثرة حدائقها ونباتاتها وزهورها وهي عشق منتخب النجوم السوداء التي أطلقوا عليها الجنة حيث شهدت انتصاراتهم دون خسارة واحدة لأي مباراة علي ملعبهم.. وإذا نجح منتخب الفراعنة في الفوز أول أيام عيد الأضحي بعد الوقوف بعرفات والدعاء المستجاب فسيكون أول فريق يحول هذه الجنة إلي جحيم. وإذا رجعنا للتاريخ الذي أبرزه موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا سوف نجد أن غانا بدأت مبارياتها في كوماسي في الثاني من يوليو عام 1972 عندما فازت علي بنين 5/1 في التصفيات المؤهلة لمونديال 1974 في ألمانيا ومنذ 41 عاما لم تخسر غانا مطلقا علي ملعب كوماسي بعد أن خاضت 17 مباراة حققت الفوز في 14 وتعادلت في ثلاث مباريات فقط.. وخلال تلك اللقاءات استطاع منتخب النجوم السمراء احراز 42 هدفا في حين تلقت شباكه 8 أهداف فقط.. وكانت أبرز النتائج التي حققتها غانا علي ملعب بابا يارا الفوز 5/1 في المباراة الاولي علي بنين واكتساح ليستو 7/صفر في العام الماضي وعلي جانب آخر فقد كانت أسوأ النتائج علي نفس الملعب هو التعادل أمام المغرب 2/2 في عام 1997 وهي نفس النتيجة التي انتهت اليها مباراة مالي في عام .2009 وإذا انتقلنا للقاءات المنتخب المصري امام غانا فتقول الاحصاءات أن الفريقين التقيا من قبل في 21 مباراة منها سبع مباريات رسمية منها مباراة في نهائيات الالعاب الاوليمبية في طوكيو عام 1964 حققت فيها مصر أكبر فوز لها بنتيجة 5/1 وسجل كل من محمد بدوي ورفعت الفناجيلي هدفين ومصطفي رياض هدفا.. وكذلك مباراتان في تصفيات اولمبياد روما 1960 فازت مصر في الأولي 2/1 بهدفي رأفت عطية وفازت غانا 2/صفر لتطيح بالمنتخب المصري وثلاث مباريات في كأس الأمم الافريقية انتهت واحدة بالتعادل 1/1 في واد مدني بالسودان عام 1970 سجل الهدف سيد عبدالرازق وفازت غانا 1/صفر في بطولة السنغال 1992 ثم في نهائي البطولة الافريقية 2010 عندما سجل جدو هدف الفراعنة ليحافظ علي البطولة. أما لقاءات مصر وغانا في كوماسي فتأتي تأييدا للاحصاءات بأن النجوم السمراء لم تهزم علي ملعبها فقد جاء لقاء 6 ديسمبر 1959 لتفوز غانا 2/صفر في تصفيات اولميباد روما ولقاء 29 ديسمبر 1993 الودي لينتهي بالتعادل ثم مباراة 2 يناير 94 الودية لتفوز غانا ولقاء ودي آخر في أكرا 26/5/96 فازت مصر وديا 2/صفر بهدفي أحمد ساري واسماعيل يوسف وهو آخر لقاء مع النجوم السمراء في بلادهم.. ضمن 14 مباراة ودية بين الفريقين حققت مصر الفوز في عشر مباريات مقابل 6 لصالح غانا و5 تعادلات وسجلت مصر 31 هدفا مقابل 22 لغانا لتكون مباراة أبو ظبي في 3 يناير هذا العام هي الأخيرة حتي الآن والتي فازت فيها غانا 3/صفر. أما عن منتخب غانا حاليا فهو يعد فريقه أشبه بمنتخبات الامم حيث ان لاعبيه منتشرون في دول العالم يلعبون كمحترفين في أغلب الدول الاوروبية والعربية ما بين ألمانيا وفرنسا وانجلترا والنرويج وقبرص والبرتغال وتركيا وايطاليا وروسيا والامارات. وأخيرا لعل هذه الفكرة البسيطة والمعلومات الغزيرة عن منافسنا في اللقاء الاول يوم الثلاثاء القادم يؤكد لفريقنا ان اجتيازهم لهذه المباراة ثم لقاء الاياب في القاهرة ووصولهم الي المونديال يكون قد جاء علي حق بفضل جهدهم وعقيدتهم وثقتهم بالله.. وما النصر إلا من عند الله.