ولد الفنان أحمد عبدالوهاب في مدينة طنطا يوم 27 يونيه 1932 وتخرج في قسم النحت بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1957 ثم حصل علي منحة داخلية بمرسم الأقصر عام 1958 ثم منحة تدريبية علي الخزف بتشيكوسلوفاكيا عام .1959 وقد عين لتدريس فن النحت بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1960 ثم حصل علي منحة التفرغ من وزارة الثقافة من عام 1962 إلي عام 1964 وسافر في نطاق التبادل الثقافي لزيارة فناني تشيكوسلوفاكيا عام 1966 وكذلك منحة دراسية للنحت بأكاديمية الفنون بروما من عام 1968 إلي 1971 حيث نال دبلوم أكاديمية الفنون بروما ودبلوم فن الميدالية من دارسك النقود بروما. وقد شارك الفنان في معظم المعارض الجماعية بالقاهرة والاسكندرية منذ عام 1956 وفي الجناح المصري ببينالي الاسكندرية دورات الأعوام 1960- 62- 64- 66- .1973 كما شارك في العديد من المعارض الدولية مثل مينالي فينيسيا عام 63- 71- 1975 بمينالي الشباب فرنسا عام 1974 كما أقام معرضاً خاصاً لأعماله في تشيكوسلوفاكيا عام .1966 أما أعماله فتقتنيها إدارة التفرغ ومتحف الفن الحديث بالقاهرة ومتحف كليتي الفنون الجميلة بالقاهرة والإسكندرية وأكاديمية الفنون المصرية بروما ومتحف الفن الحديث في تشيكوسلوفاكيا وله مقتنيات في مجموعات خاصة بمصر والخارج "انظر شكل رقم 136". اهتم الفنان أحمد عبدالوهاب في بداية حياته الفنية باكتساب مهارات تكنيكية فكان تلميذاً مخلصاً لجمال السجيني حتي استوعب طريقته في التشكيل ثم اتجه عندما سافر إلي مرسم الأقصر إلي خامة الفخار يقيم منها تماثيل ذات طابع معماري يحاكي البيوت الصغيرة لأهالي قرية "القرنة" بالأقصر وكان يشاركه في هذا الاتجاه الفنان ناجي كامل الذي توقف عن النحت منذ مدة طويلة. وفي سبيل اكتساب المهارات اتجه أحمد عبدالوهاب إلي الخزف ليدرسه دراسة متخصصة حتي تم تعيينه بمصنع الخزف والصيني وحصل علي منحته في تشيكوسلوفاكيا ليعود بعد هذه المنحة للعمل في مصنع الخزف والصيني.. ولكنه عندما عاد وجد أن الفنان أحمد عثمان قد أسس كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية ففضل العمل بها علي الاستمرار في عمله بمصنع الخزف والصيني. وقد انتقل بعد ذلك إلي عمل تجارب هامة في إقامة التماثيل الفخارية الملونة وتوصل إلي نتائج موفقة. ومن التجارب الهامة التي تذكر في تاريخه الفني محاولته إدخال أسلوب الفن البصري في النحت عن طريق عمل عدة نسخ من التمثال الواحد ثم تثبيتها إلي جوار بعضها بنظام إيقاعي يجعل المشاهد يحرك بصره بين هذه التماثيل ذات الصفة التعبيرية. يقول حسين بيكار في تعليقه علي الجوانب التعبيرية التي يحققها الفنان في أعماله: وقد ورث الفنان السكندري أحمد عبدالوهاب تلك السمات النحتية العريقة والنبيلة التي رافقت فن النحت في رحلته الطويلة عبر العصور فهو يتشبث بالمسحة الكهنوتية التي تغلف كتلة النحت وتكسبها بعداً ميتافيزيقياً يطل من الجسم المصمت ويخفف من ثقله المادي وكثافته النوعية. فتماثيله ترغمك علي مبارحة عصرك وعالمك وبيئتك وتنقلك إلي مناخ مغاير تماماً.. آدميوه غير أولئك الذين ألفتهم في حياتك وفي دنياك.. عالمهم عالم معبدي ساكن غير ذلك العالم الذي تطحنه الضوضاء والضجيج والحركة المسعورة.. وجوههم "احناتونية" فيها صفاء أثيري غامض ونقاء روحي لم تلوثه الغرائز وشئون الدنيا. إنهم فصيلة من البشر أنقياء كالجوهر.. حياتهم كريستالية التركيب والنسق.. ينتظمها قاموس صارم رغم رقته. وتتمثل صرامته في الإيقاع المثلث الذي تردده وحدات العمل وأجزاؤه.. وإذا كان الهرم هو قمة الاستقرار فإن التشكيل الهرمي هنا يتحول إلي مضمون يكسب العمل صفة الاستقرار الشكلي الذي يوحي بالتالي إلي الاستقرار النفسي والتسامي الروحي وجميع قيم الفضيلة. إنه عالم من الرعبان والكهنة من فصيلة "اللاما" لفتهم الصمت بطيئو الحركة شريعتهم التأمل العميق والنظرة التي تتخطي الماضي والحاضر وما تحت الأقدام لتلتقي بما وراء كل ذلك.