لم تشهد الإسكندرية منذ سنوات احتفالات وطنية مثلما احتفلت أمس بشكل أعاد روح أكتوبر للأذهان وتواجد الشيوخ والأطفال قبل الشباب بالشوارع والميادين منذ الصباح الباكر متحدين الأنواء الباردة ومحاولات الإخوان المستميتة لإفساد بهجة الاحتفال. فمع الساعات الأولي من صباح أمس تجمع أبناء منطقة محطة الرمل والمنشية أمام ميدان الجندي المجهول ليشاركوا الفرقة الموسيقية العسكرية في احتفالها حاملين الأعلام وصور الفريق السيسي.. في الوقت الذي قامت فيه مقاهي منطقة بحري ورأس التين ومراكز الشباب بإذاعة الأغاني الوطنية القديمة التي ذاع صيتها أيام حرب أكتوبر وعادت للحياة من جديد مع الذكري الأربعين. بينما قامت القوات البحرية بمنطقة رأس التين بتوزيع الأعلام والمياه علي الأهالي الذين تجمعوا داخل سرادق كبير أقامه أحد أصاحب محل للأسماك بالمنطقة تتوسطه منصة قدم من خلالها عروض للفنون الشعبية وفرق للموسيقي العربية قامت بأداء الأغاني الوطنية طوال اليوم. أبناء شارع محرم بك قاموا بجمع الأموال من المحال التجارية لوضع "20 بانر لصور الفريق السيسي" احتفالا بانتصار أكتوبر كما قاموا بتوزيع كميات كبيرة من الصواريخ لاطلاقها طوال الاحتفال الذي استمر من الصباح حتي العاشرة مساء. وحرصت المشيخة الصوفية علي المشاركة في الاحتفالات بمسيرة انطلقت من ميدان سيدي جابر باتجاه شارع المشير حتي الكورنيش لإعلان تأييدها للقوات المسلحة وشارك في المسيرة الشيخ "جابر قاسم" وكيل المشيخة الصوفية وحمل المشاركون صور الفريق السيسي والأعلام الخضراء التي تحمل اسم المشيخة. الطريف كان في الاحتفالات الفردية حيث قامت الأسر باستقلال السيارات حاملين الأعلام مع إذاعة الأغاني الوطنية وعلي رأسها أغنية "تسلم الأيادي". بينما قام أبناء الطبقات الحرفية بالاستعانة بعربات التروسيكل المحملة بالأطفال والنساء مطلقين الزغاريد وحاملين الأعلام ومرددين الأغاني الوطنية.. بينما قام سائقو النصف نقل من المناطق الواقعة بأطراف الإسكندرية كأبيس وغرب الثغر بتحميل النساء والأطفال للمشاركة في احتفالات سيدي جابر وهم يحملون الميكروفونات لترديد أغنية "تسلم الأيادي". وبمنطقة مسجد القائد إبراهيم تجمعت العائلات بالحديقة القريبة من المسجد للاحتفال بمفردهم بأعياد ستة أكتوبر حاملين الميكروفونات لإذاعة الأغاني الوطنية والأعلام حيث انتشر الباعة الجائلون بالمنطقة لبيع صور الفريق السيسي والتي بلغت 5 جنيهات والعلم ثلاثة جنيهات. وحرصت القوات البحرية علي تقديم استعراض بالميناء الشرقية بالمراكب المطاطية والزوارق السريعة مطلقين صفارات البحرية المعتادة وتجمع المواطنون بالأعلام لتحيتها طوال فترة الاحتفال. أما الطائرات الهليوكوبتر والنفاثة فقدمت عروضا استعراضية طوال اليوم حاملة علم مصر لتجوب شوارع الإسكندرية وقامت بإلقاء كوبونات الهدايا العينية من بوتاجازات وثلاجات وسخانات وغيرها علي المواطنين بمنطقة مصر وسيدي جابر كما قامت بإلقاء الأعلام والتي شيرتات أيضا علي المواطنين طوال اليوم. وقام حزب الوفد ومعه مجموعة من القوي الشبابية بتصدر مسيرة احتفالية من مقر الحزب بالنبي دانيال حتي النصب التذكاري بميدان محطة مصر رافعين صور الفريق السيسي والرئيسين الراحلين عبدالناصر والسادات وأعلام وشعار حزب الوفد. حرصت أقسام الشرطة علي المشاركة في احتفالات ستة أكتوبر بإذاعة الأغاني الوطنية ووضع الاضاءة الملونة والأعلام المصرية وهو ما شجع الأطفال علي التقاط الصور التذكارية مع الدبابات التي تقف أمام الأقسام لتأمينها وقام الأهالي بتوزيع الورود علي الشرطة والقوات المسلحة المشاركة في تأمين الأقسام. حرصت أيضا كنائس الأسكندرية علي دق أجراسها في الساعة الثانية ظهرا وهي ساعة الصفر لبداية حرب أكتوبر منذ أربعين عاماً كمشاركة في الاحتفالات. أما منطقة سيدي جابر فكانت هي الفائزة بالجزء الأكبر من الاحتفالات حيث حرص اللواء طارق المهدي محافظ الأسكندرية علي المشاركة ومعه قائد المنطقة الشمالية في تكريم قدامي المحاربين في حفل خاص أقليم بنادي سموحة الرياضي وشاركت فيه مديرية الشباب والرياضة وتفقد المحافظ الاحتفالية المقامة بميدان فكتورعمانويل بسموحة وشاركت فيه فرقة الشرطة الموسيقية النحاسية واستعراضات لشرطة الخيالة بالاضافة إلي فرق الفنون الشعبية والتنورة التابعة لمراكز الشباب. وبمنطقة سيدي جابر أو ميدان الثورة كما يطلق عليه تجمع الآلاف من أبناء الأسكندرية من جميع المناطق للاحتفال بذكري أكتوبر حيث التفوا أمام المنصة التي أذاعت الأغاني الوطنية طوال اليوم ثم بدأت الفقرات الفنية التي نظمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة من استعراضات فنون شعبية وتنورة وموسيقي عربية كما قدم الأطفال من متحدي الاعاقة فقرة فنية غنائية شارك فيها "22 طفلاً" بالغناء وسط تشجيع الحضور. وقامت القوات المسلحة بتوزيع العصائر والمياه المعدنية علي الأسر المتواجدة طوال فترة الاحتفال. بينما انتشرت لأول مرة أعلام كل من السعودية والكويت والأمارات والبحرين والأردن علي جانبي الميدان كتحية لدور الدول العربية الداعم لمصر. قام الأهالي بوضع صورة كبيرة للفريق السيسي توسطت الميدان وأطلقوا حولها الشماريخ والصواريخ وسط هتافات تنادي "السيسي.. رئيسي". وانتشر هواة رسم الأعلام علي وجوه الفتيات والأطفال بسعر "خمسة جنيهات". أقامت جبهة مناهضة الاخونة معرضاً في منتصف ميدان سيدي جابر لانتصارات أكتوبر وأيضا رصد لم قام به الاخوان من اعتداء علي المواطنين وأفساد للممتلكات. الموسيقي العسكرية والشرطية جابت شوارع الأسكندرية وخلفها الأطفال مرددة الأغاني الوطنية. الاحتفالات استمرت بجميع شوارع الأسكندرية والمحال التجارية حتي موعد ساعات الحظر وسط تأمين مشدد من القوات المسلحة وقوات الشرطة وأطلاق الصواريخ الضوئية بسماء الأسكندرية بطول الكورنيش.