ودعت الحياة الفنانة الكبيرة الدكتورة رتيبة الحفني مطربة الأوبرا وعميدة المعهد العالي للموسيقي العربية ثم مديرة للأوبرا.. وكانت تقدم كل أسبوع بعد أحمد شفيق أبو عوف الموسيقي العربية وخرجت من المعهد عشرات المطربين والمطربات منهم: محمد الحلو وهشام يحيي وسعيد بحيري ود. سوزان عطية التي اعتزلت الغناء وتقول إن الغناء حرام مع أن زوجها الدكتور هشام العربي لا يزال مدرسا في المعهد ولم يقل مثلها إن الفن حرام. ورتيبة الحفني أمها ألمانية وغنت أول أوبرا معربة "الأرملة الطروب" وكان الذي عرب هذه الأوبرا هو الاستاذ الدكتور أحمد رفعت حفيد الشاعر المبدع إسماعيل رفعت وكانت رتيبة تحب مصر جدا وكما كانت تقول لي دائما: ماحدش يقول عني انني ألمانية.. لانني بنت مصر.. خاصة انني ابنة د. محمود أحمد الحفني الذي أدخل التعليم الموسيقي في مصر وكان سكرتيرا لأول مؤتمر عربي للموسيقي أقيم في مصر عام ..1932 وأدخل التعليم في نادي الموسيقي الشرقية وادخل فيه مدارس الفنان العربي والعزف العربي أيضا.. وكان يقضي معظم وقته في مقهي الحرية بباب اللوق. اهتمت رتيبة الحفني بالموشحات الاندلسية التي تحولت إلي العربية والأدوار والمونولوجات والطقاطيق.. خاصة الطقاطيق الاول التي لحنها صغر بك علي مثل: رنة قبقابي يأما وأنا نازله املا البلاص.. الكل قال اسم الله.. حتي العزول القاسي.. وياريت زماني وزمانك يرجع من تاني.. ومنديلي يا أمة يانينا وقع في الحارة. وهكذا فقدت مصر فنانة مصرية عظيمة وكانت قد تزوجت من المايسترو أحمد عبيد وانجبا ابنة وكانت لها شقيقة هي الدكتورة انيسة الحفني مدير مستشفي أبو الريش للاطفال سابقا وكانت تعشق الموسيقي وتعزف علي آلة العود وتحدثت ابنة رتيبة في الاذاعة عن والدتها وخالتها ووالدها وقالت انني ولدت في بيئة موسيقية لكن والدتي منعتني من احتراف.