أولت الأوساط السياسية والإعلامية بتركيا اهتماما بالغا تجاه إعلان رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان عن حزمة الإصلاحات الديمقراطية التي أكد أنها ستعزز المصالح الداخلية والخارجية والوحدة الوطنية واستقلال الجمهورية وأنها لن تكون الأخيرة. أفردت الصحف الإسلامية والموالية لحكومة العدالة والتنمية اهتماما كبيرا علي صفحاتها الأولي للحزمة حيث نشرت صحيفة صباح عنوان "20 خطوة ديمقراطية لصالح تركيا". وصحيفة يني شفق "بطل الديمقراطية". وصحيفة ستار "تركيا الجديدة". وصحيفة زمان "مرحلة جديدة للديمقراطية". وصحيفة يني عقد "أهلا وسهلا بالحرية". وصحيفة يني آسيا "معايير عالمية للديمقراطية".. وأكدت الصحف الموالية للحزب الحاكم أن الحزمة جاءت بعد مناقشة وتبادل للآراء حول عدد من الملفات المهمة, ومنها القضية الكردية. وصياغة دستور جديد. وأوضاع الطائفة العلوية والأقليات الدينية في ضوء نتائج ورشات عمل ومؤتمرات شملت مواضيع عديدة فيإطار التحول الديمقراطي وهي ثمرة جهود حكومة العدالة والتنمية لإحدي عشر عاما. مشيرةإلي أن الحكومة التركية استفادت في صياغة الحزمة الديمقراطية من تقارير لجنة الحكماء التي كانت بمثابة حلقة وصل بين الدولة ومختلف مكونات المجتمع. أما الصحف العلمانية المناهضة لسياسة حكومة العدالة والتنمية فقد عارضت الحزمة. نشرت صحيفة جمهوريت عنوان "خطوة جديدة في المراوغة". وصحيفة راديكال "عدم الاهتمام بمدرسة الرهبان وأماكن عبادة العلويين". وصحيفة يني تشاغ "حزمة ضد مبادئ الجمهورية العلمانية". وقالت صحيفة إيدنلك اليسارية تحت عنوان "حزمة الاستسلام لشروط منظمة حزب العمال الكردستاني" إن أغلبية مواد الحزمة جاءت وفقا لمطالب المنظمة الانفصالية وكانت بمثابة إعلان الحرب علي الجمهورية العلمانية من خلال رفع الحظر المفروض علي الحجاب بالمؤسسات الحكومية وإلغاء شعار "الإخلاص للدولة" الذي يتلوه طلبة المدارس بالإضافة إلي تمهيد الطريق للتعليم باللغة الكردية. وعقد قياديو حزب الشعب الجمهوري المعارض اجتماعات لتقييم حزمة الإصلاحات الديمقراطية المعلنة من قبل أردوغان وسيعلن زعيم الحزب كمال كليجدار أوغلو الموقف الرسمي لحزبه تجاه الحزمة. ومن جانبهم انتقد قياديو وكبار مسئولو حزب الشعب الجمهوري الحزمة حيث وصفها مساعد رئيس الحزب كورسل تكين بأنها "فارغة المضمون علي عكس الحملة الإعلامية التي شنها أردوغان قبل عدة أيام". مضيفا أنها "تحوي مواد ضعيفة لا يمكن أن تلبي مطالب المجتمع". وقال نائب عن الحب إن "الحزمة تشبه مواصفات أردوغان. فهي مبنية علي الكذب والمرواغة".. وصفها بأنها "حزمة خيانة البلاد بعد أن استسلم رئيس الوزراء لمطالب التعليم باللغة الكردية.