لو صح ما نشرته "الأهرام المسائي" حول محمد البرادعي أمس فإننا نكون أمام كارثة بحق.. ولذا فإنني أعتبر الموضوع المنشور بمثابة بلاغ للنائب العام يجب التحقيق فيه.. وفورا. الموضوع باختصار شديد واستنادا إلي مصدر أمني رفيع المستوي كما وصفته الجريدة ينقسم إلي شقين يكملان بعضهما: الأول.. وهو الأهم والأخطر يكشف قيام البرادعي بقيادة اجتماع مع أعضاء التنظيم الدولي للاخوان في إحدي الدول الأوروبية منتصف سبتمبر الحالي انتهي إلي التخطيط لتعطيل لجنة الخمسين بهدف عرقلة خارطة المستقبل وافشالها وأن يتولي بنك "التقوي" الذي يرأسه يوسف ندا عضو التنظيم الدولي مسئولية التمويل..!!! أما الشق الثاني.. فهو عن قيام قناة "الخنزيرة" القطرية بتوصيل رسائل القيادات الاخوانية الهاربة مثل العريان وعزت إلي قواعد الاخوان لنشر الفوضي في الشوارع ومؤسسات الدولة وهو أمر غير مهم لأننا جميعا نعرف الدور القذر الذي تقوم به تلك القناة الصهيونية جيدا. نعود للشق الأول والأهم والأخطر.. وأقول انني كنت ومازلت وسأبقي بقية عمري ضد البرادعي وعندي تحفظات كثيرة عليه وعلي دوره وأدائه قبل وأثناء وبعد ثورتي يناير ويونيه.. لكن.. وبمنتهي الصراحة فإن تحفظاتي عليه لا تتعدي انه تابع لأمريكا ومنفذ لتوجهاتها مثله مثل كل الطابور الخامس الموجود بمصر واعتبرهم من الأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا.. اما ان يكون خائنا فهذا ما كان بعيدا تماما عن مخيلتي حتي في أشد الفترات ظلاما وشكا حينما استقال يوم فض اعتصامي رابعة والنهضة الاجراميين في موقف غريب ومريب. يجب ألا نستهتر بالموضوع.. انه أمر جلل ويحتاج اما إلي أن يقدم البرادعي بلاغا لتبرئة نفسه من تهمة الخيانة وأي تأخير في ذلك تحت أي حجة غير مقبول أو يفتح النائب العام نفسه تحقيقا فيما نشر وعلي الجريدة أن تقدم أدلتها ومستنداتها. الموضوع المنشور لا يخص البرادعي والأهرام المسائي فقط.. بل كل شعب مصر الذي خرج عن بكرة أبيه في 25 يناير ثم 30 يونيه وما بينهما وبعدهما وسقط منه ومن أبنائه بالجيش والشرطة الكثير من الشهداء والمصابين والمعاقين ولا يمكن أن تكون أرواحهم ودماؤهم وأعضاء أجسادهم ثمنا للخيانة إذا صح الاتهام.. وأتمني بحق ألا يكون صحيحا. البرادعي والطابور الخامس وجماعة الاخوان التي استردت لقب "المحظورة" من جديد واخواتها في كافة مكونات التيار المتأسلم وغير ذلك هو جانب مهم في المشهد المصري.. لكن في رأيي فإن الجانب الأهم هو ضرورة أن تنجز الدولة خارطة المستقبل بأقصي سرعة. نريد دستورا يشرف ثورة يونيه قبل انتهاء المدة المقررة لإنجازه.. نريد انتخابات برلمانية ثم رئاسية في أقصر فترة ممكنة.. نريد ترتيب البيت المصري كله من القمة إلي القاعدة بأسلوب سليم وسريع حتي نحبط كل المخططات والمؤامرات الإجرامية ضدنا.. وساعتها لن يفلح المجرمون.. وساعتها أيضا ستهدأ أرواح الشهداء. أدعو أجهزة الدولة أن يكون أداؤها بنفس سرعة وكفاءة وإيجابية شعب وجيش وشرطة مصر في 30 يونيه وما بعدها وأطالب غير القادرين علي مواكبة ذلك أن يتركوا أماكنهم للقادرين. حمي الله مصر وشعبها وجيشها من كيد الكائدين وخيانة الخائنين وعمالة العملاء المأجورين.