أكد د. محمد أبوشادي وزير التموين والتجارة الداخلية انه رغم العجز الكبير في الموازنة العامة للدولة والذي تجاوز ال200 مليار جنيه فان الحكومة حريصة علي عدم المساس بالدعم المخصص للسلع الغذائية لتوفير احتياجات المواطنين وخاصة محدودي الدخل بأسعار محققة وجودة عالية وعدم الخضوع لشروط واملاءات من أحد. جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها مؤسسة دار التحرير بحضور د. مصطفي هديب رئيس مجلس الإدارة حول "الأمن الغذائي والمخزون الاستراتيجي للسلع الرئيسية" أكد د. أبوشادي أن المهمة الأساسية لوزارة التموين هي تحقيق الأمن الغذائي للمواطن المصري مشيراً إلي أن الأمن الغذائي مقدم علي الأمن الجنائي مصداقاً لقوله تعالي "فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف". أشار إلي أن الحكومة خصصت 8 مليارات جنيه لتوفير السلع التموينية لحوالي 68 مليون مصري من محدودي الدخل من خلال البطاقات التموينية مؤكدا أنه يسعي لتحقيق نظام توزيع عادل يكفل حق المواطن في الحصول علي احتياجاته بسهولة ويسر وخير دليل علي ذلك وثيقة التفاهم بين وزارتي التموين والبترول لتوصيل اسطوانة البوتاجاز للمنازل مع بداية الشهر القادم علي الخط الساخن .19492 أضاف أبوشادي ان الوزارة تراعي في الأمن الغذائي الاشتراطات الصحية والجودة وأن يكون في متناول المواطن بالسعر الملائم مشيرا إلي أن الحكومة اتخذت خطوات جريئة لمساعدة الفلاح ودعم المحاصيل الزراعية حيث تم توجيه 70% من القروض للتمويل الزراعي ورفع سعر شراء المحاصيل وعلي رأسها القمح. وحول عمليات تخرين السلع الغذائية كشف الوزير عن انه بسبب سوء التخزين نفقد 80% من انتاج الخضر والفاكهة منها 30% في مرحلة الزراعة و50% في مرحلتي القطف والتداول مشيرا إلي أنه مع غياب الارشاد الزراعي يضيع علم حفظ التقاوي والمحاصيل بشكل سليم ويتم الزراعة في أوقات غير ملائمة واحيانا في تربة غير مناسبة. واختتم الوزير حديثه بالتأكيد علي أن مخزوننا من السلع الاساسية في حدود الأمان وهو ما حرصت عليه الحكومة الحالية منذ اليوم الأول. وتحدث د. مصطفي هديب رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار التحرير محذرا من خطورة بناء سد النهضة الاثيوبي علي الأمن الغذائي في مصر موضحاً أن تخزين حوالي 72 مليار متر مكعب خلفه خلال فترة 6 سنوات ستؤدي إلي تخفيض حصة مصر من المياه من 55 مليار متر مكتب إلي 43.5 مليار متر مكعب وانخفاض مخزون بحيرة ناصر مما سيؤثر علي توفير المياه اللازمة لزراعة الاراضي الزراعية. أكد د. هديب انه يمكن الاستفادة من هطول الامطار علي هضبة الحبشة والتي تبلغ حوالي 1600 مليار متر مكعب لتعويض الانخفاض في كميات المياه الواردة لمصر. أوضح د. هديب ان معاناة المصريين تتزايد كل عام بسبب الزيادة السكانية التي تبلغ 1.5 مليون نسمة سنويا بينما نستورد 70% من احتياجاتنا الغذائية من الخارج ولا نسعي للتوسع في زراعة الاراضي والبحث عن موارد مائية جديدة. واشاد رئيس مجلس إدارة "دار التحرير" باقتراحات خبراء الزراعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال النهوض بالكفاءة الزراعية من خلال التوسع الرأسي لزيادة انتاج المحاصيل وتطوير التركيب المحصولي للقمح علي حساب زراعة البرسيم وتساءل عن امكانية اقامة مشروع قومي للأمن الغذائي تتبناه الحكومة من خلال الاكتتاب العام مشيرا إلي أننا نعيش فقط علي 5% من مساحة مصر وانه يمكن التوسع في زراعة الاراضي لتحقيق الاكتفاء الذاتي أو استصلاح اراضي في دول أخري والحصول علي انتاجها مثلما تفعل الاردن والامارات واليابان وفرنسا. اشار د. هديب إلي أنه كان في اوغندا مؤخرا حيث أخبره المسئولون الاوغنديون انهم علي استعداد لتقديم تسهيلات كبيرة في حالة اقدام مصرعلي استصلاح آلاف الافدنة من أخصب الأراضي الاوغندية.