* يسأل أحمد عبدالحي عرفان "محاسب" بمدينة بلطيم بكفر الشيخ: عن النية في الدخول في العبادات من الصلاة وغيرها.. هل تفتقر إلي نطق اللسان.. أم لا؟! ** يجيب الشيخ محسن أحمد عبدالظاهر مدير إدارة الهرم بأوقاف الجيزة: نية الطهارة من وضوء أو غسل أو تيمم. والصلاة والصيام والحج والزكاة والكفارات وغير ذلك من العبادات لا تفتقر إلي نطق اللسان باتفاق أئمة الإسلام. بل النية محلها القلب دون اللسان باتفاقهم. فلو لفظ بلسانه غلطا بخلاف ما نوي في قلبه كان الاعتبار بما نوي لا بما لفظ. ولم يذكر أحد في ذلك خلافا. وقال طائفة من أصحاب أبي حنيفة والشافعي وأحمد: يستحب التلفظ بها.. وقالت طائفة من أصحاب مالك وأحمد وغيرهما: لا يستحب التلفظ بها. لأن ذلك لم ينقل عن الرسول ولا عن أصحابه ولا أمر النبي أحدا من أمته أن يتلفظ بالنية وقد اتفق الائمة علي أن الجهر بالنية وتكرارها ليس بمشروع لأنه لا يجب ان يؤذي الناس برفع صوته لحديث رسول الله: "أيها الناس كلكم يناجي ربه فلا يجهرن بعضكم علي بعض بالقراءة". * يسأل محمد أحمد عبدالسلام من المطرية دقهلية: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "الجنة تحت أقدام الأمهات" فهل كل أم الجنة تحت قدميها. ** يجيب الشيخ اسماعيل نور الدين من علماء الأزهر: أن حق الوالدين علي الابناء هو أجل الحقوق وأعظمها بعد حق الله سبحانه وتعالي لأن الله سبحانه إذا كان هو الخالق الحقيقي فإن الوالدين هما سبب هذا الخلق ولأن الوالدين بذلا من التضحيات والجهود من أجل تربية الأولاد وإعدادهم للحياة ما يستحقان المكافأة عليه وأما الحقوق الواجبة علي الأولاد لآبائهم تتمثل في بر الآباء والأمهات والإحسان إليهم والأدب معهم وطاعتهم في المعروف وقد جاء الإسلام داعيا الأولاد إلي النهوض بهذه الحقوق نحو آبائهم من البر بهم فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلي الله عليه وسلم أي الاعمال أحب إلي الله تعالي؟ قال الصلاة علي وقتها قلت ثم أي؟ قال بر الوالدين قلت ثم أي؟ قال الجهاد في سبيل الله. ويقول الله سبحانه "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا" سورة الإسراء 23. .24 وقد قرن الله طاعتهما بعبادته ونهي عن نهرهما بغلظة وزجرهما بخشونة فعلي الأبناء أن يتخيروا في مخاطبة آبائهم بلطف وأن يقولوا قولا كريماً لا يصحبه شيء من العنف. وأما ما ورد في السؤال عن معني "الجنة تحت أقدام الأمهات" فهذا الحديث مروي عن أنس.. ومعني الحديث دعوة إلي التواضع للوالدين وخاصة الأم فإن الترضية سبب لدخول الجنة. وقال العامري "المراد انه يكون في برها وخدمتها كالتراب تحت قدميها وتقديم هواها علي هواه مؤثرا برها علي بر كل عباد الله لتحملها شدائد حمله ورضاعه وتربيته. وبعد أن ذكر سبحانه وصيته بالوالدين وأكد حقهما ووجوب طاعتهما استثني من ذلك حقوقه سبحانه وتعالي فإنه لا يجب طاعتهما فيما يغضبه فقال تعالي: "وإن جاهداك علي أن تشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما" وبهذا فإن طاعة الأم المسلمة تقود إلي الجنة.