شهدت الأيام القليلة الماضية حصول المرأة المصرية علي درجة لواء في الشرطة لأول مرة.. وكان هذا المنصب من نصيب السيدة عزة الجمل.. كما تم تعيين عزة أحمد شريف رئيساً لحي الدقي الأمر الذي رحبت به منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان. أشارت المنظمات إلي أن مثل هذه القرارات تعد نقلة للتمكين السياسي للمرأة وخطوة ايجابية لابد من الثناء عليها.. مؤكدة أن الطريق لا يزال طويلاً أمام حصول المرأة علي كافة حقوقها السياسية والاجتماعية. تقول الدكتورة آمال عبدالهادي رئيس مؤسسة المرأة الجديدة: المرأة في مصرتشكل نصف المجتمع بنسبة 8.48% وفقاً لآخر تعداد سكاني ومن ثم فهي شريك أساسي في تحقيق التنمية من خلال مشاركتها في مختلف المجالات مشيرة إلي أن المرأة تمثل 30% من اجمالي العلماء في مصر كما أن نسبة النساء العاملات في قطاع التعليم تبلغ 41.2% من اجمالي العاملين به وقطاع الصحة 49% وفي القطاع الزراعي 9.4% وفي قطاع الصناعة 6.9%. تطالب متخذي القرار في مصر والمهتمين بشأن المرأة بضرورة تحقيق مشاركة أكبر في إدارة شئون مجتمعها وتولي المزيد من المناصب القيادية ومشاركتها في مراكز صنع القرار وضمان تحقيق المساواة الاجتماعية والسياسية وذلك من خلال تعيينها في مناصب المحافظ ورئاسة الوزراء ومنصب النائب العام ونائب رئيس الجمهورية. أضافت أن الأمل في الدستور الجديد الذي نأمل أن ينص صراحة علي عدم التمييز ويحمي المرأة من العنف ويحقق طموحاتها في تولي المناصب القيادية بلا استثناء. تري الدكتورة زينب شاهين خبيرة التنمية وشئون قضايا المرأة واستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية أن تقلد المرأة المصرية مناصب قيادية جديدة كل يوم يعد مكسباً خاصة بعد ثورة 30 يونيو المجيدة التي حمت الشعب من طيور الظلام ولكن مازالت المرأة المصرية تطمع في تحقيق المزيد. تقول الدكتورة عواطف سراج الدين رئيس جمعية المرأة للتنمية الإنسانية والخبيرة التربوية: إن نصيب المرأة من الوظائف القيادية العليا ضئيل جداً ولا يزال متواضعاً وفقاً للأرقام المتاحة.. وهو أمر لا يليق خاصة بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو حيث مازال الفكر الذكوري هو الذي يسيطر علي المجتمع. أضافت: في الوقت الذي تحتل فيه المرأة علي مستوي العالم مناصب قيادية منها المحافظ ورئيسة وزراء وزراء ونائب رئيس جمهورية نجد الجدل مازال يدور حتي الآن في منصر حول كيفية دخولها الحياة السياسية. أكدت علي ضرورة تخصيص كوتة المرأة في البرلمان حتي تساهم في صنع القرار السياسي لأن نزول الانتخابات علي النظام الفردي سيمنع المرأة من الحصول علي أي مقاعد نظراً لطبيعة الدوائر الانتخابية. تري الدكتورة أحلام حنفي مقررة المجلس القومي للمرأة بالقاهرة: أن الترقيات الأخيرة الخاصة بالمرأة تعد خطوة ايجابية علي الطريق الصحيح من تمكين المرأة واعطائها الحقوق التي تستحقها. أشارت إلي أن مصر تحتاج في هذه الظروف الصعبة إلي سواعد الرجال والنساء علي السواء وعدم الاعتماد علي الرجال فقط حتي تحقق طموحاتنا في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وهي أهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو. تقول الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: آن الأوان لإعطاء الفرصة للمرأة لتولي المناصب القيادية مشيرة إلي أن المرأة كان لها دور عظيم في بورسعيد خلال حرب 1956 في تحقيق النصر وأن المرأة المصرية قادرة علي العطاء بقوة في كل القطاعات بشرط أن تعطي لها الفرصة حتي تحكم عليها بعد ذلك. المشاركة السياسية تؤكد عزة سليمان رئيسة مركز قضايا المرأة علي ضرورة السماح للمرأة بالمشاركة السياسية بشكل كبير حتي تشارك في صنع القرار السياسي مشيرة إلي أن المرأة المصرية كانت في مقدمة الصفوف خلال ثورة 25 يناير وعندما جاء الإخوان إلي الحكم لجأوا إلي تهميش دورها شاركوا في الدعوة إلي عودتها للمنزل لتربية أولادها. تتفق معها د. عزيزة الحمامصي رئيسة جمعيات خريجات الجامعة مؤكدة: أن المرأة التي شاركت بنجاح في ثورتي يناير ويونيو قادرة علي أن تحقق المعجزات في كل المواقع التي تتولاها مشيرة إلي أن تولي المرأة لمنصب رئيس حي الدقي لا يحقق كل طموحاتها. أضافت أنها تنتظر من لجنة الخمسين الكثير من أجل النهوض بالمرأة المصرية وهي تنطلق إلي آفاق كبيرة لأن من غير المعقول أن تحقق المرأة في دول أقل منا بكثير مكاسب أكثر من التي حققتها المرأة المصرية. مع السيدات التقينا مع عدد من السيدات.. تقول هند سلطان محاسبة بإحدي شركات القطاع الخاص: إن صعود المرأة وتقلدها للوظائف والمناصب القيادية حق من حقوقها الأساسية في المجتمع.. وعليها واجب تقوم بأدائه علي أكمل وجه.. في نفس الوقت الذي تقع فيه تحت طائلة المحاسبة في حالة تقصيرها لأداء عملها. ليلي محمود موظفة بالشهر العقاري تقول: لا توجد مساواة بين الرجل والمرأة.. وهذه ثقافة راسخة.. ولابد من تغييرها.. لأن هناك غيرة في العمل تجدها واضحة وضوح الشمس من المحيطين بنا وهذه العقيدة ممتدة علي كل المستويات.. والتجارب أثبتت تفوق المرأة في مجالات عديدة.. جعل الرجل ينتابه الخوف من هذا التفوق. تري نبيلة عبدالعظيم رئيس مجلس إدارة احدي الجمعيات الحقوقية أن ما يحدث الآن من تقلد حواء لبعض المناصب القيادية في الدولة يعتبر خطوة للإمام.. ولكن هناك تخوفاً من تولي المرأة منصب "محافظ" لأنها أجدر للقيام به.. لقربها من المواطنين وقدرتها علي تحقيق انجازات كبيرة في هذا المجال.