فرضت الاحداث السياسية التي تشهدها مصر نفسها علي الساحة الاعلامية في جميع القنوات سواء المصرية أو العربية أو الاجنبية وكان لكل من هذه القنوات التغطية المناسبة لتوجهاتها السياسية المختلفة. حيث نجحت الشاشات المصرية الخاصة والحكومية في خطف عين المشاهد طوال الايام الماضية لما تقدمه له من متابعات حية علي مدار الساعة من مختلف المواقع الساخنة في ربوع مصر حسبما أكد خبراء الاعلام وفنانو مصر المتابعون للاحداث أولاً بأول. استطلعت "المساء" آراءهم حول التغطية التي قامت بها القنوات المصرية الحكومية والخاصة والقنوات الاجنبية والعربية الاخري. قال الخبير الاعلامي صفوت العالم: التغطية الاعلامية للاحداث الجارية كان بها توجهات عديدة وللأسف مشكلات العنف اثرت علي الاعلاميين الذين قاموا بتغطية الاحداث الميدانية وذلك من خلال التصريحات المتباينة عن طرف من الاطراف. أضاف ان التليفزيون المصري نجح ان يكون مصدراً رئيسياً لكثير من القنوات المصرية الخاصة واستطاع ان يحقق الفارق بالمقارنة بتغطياته السابقة. وهذا بخلاف ما حدث بقناة الجزيرة التي اظهرت انحيازها وعدم مهنيتها ودقتها في التغطية وعرض جانب واحد من الاحداث وذلك من خلال اختيار الضيوف. والمبالغة في عدد القتلي والجرحي والتأكيد علي ان فض الاعتصام جاء مفاجأة ولم تسبقه خطوات انذار. اشار العالم إلي ان ما حدث الايام السابقة في التغطية الاعلامية للقنوات سيكون دروسا مستفادة لكثير من الاعلاميين الاخرين . قال دكتور محمود علم الدين استاذ الصحافة بكلية الاعلام جامعة القاهرة ان التغطية الاعلامية للقنوات ابرزت صورة الحدث سواء كانت هذه القنوات المصرية خاصة أو حكومية حيث لعبت دورا محترما من خلال المتابعات والتقارير التي قدمتها للمشاهد. أما بخصوص القنوات الخارجية مثل "الجزيرة" فانها حسمت امرها واختارت ان تعمل لاجندة حكوماتهم ولم تعنهم المهنية وايضا قناة "bbc" العربي كانت تأتي بمشاهد مكررة من مناوشات وثورات سابقة مما يؤدي إلي انخداع المشاهد. لذلك ما حققته هذه القنوات العربية الخارجية من نجاح في سنوات فقدته في أيام بافتقاداها المهنية في التغطية. أضاف: اعتبر بالفعل ان القنوات الخاصة المصرية أثناء تغطيتها للاحداث كانت وطنية من الدرجة الاولي وأحيي كل من عمل بها. حيث خلقت نوعاً من التنافس بين القنوات لتقديم الافضل وبالتالي جاء ذلك في مصلحة المشاهد. قال دكتور حسن عماد مكاوي عميد كلية الاعلام جامعة القاهرة: القنوات الخاصة المصرية واكبت الاحداث بطريقة كبيرة في التغطية حيث كانت تمد المشاهد بالاخبار والمعلومات الدقيقة أولاً بأول ومنذ الصباح الباكر بوقت فض الاعتصام وبالنسبة للقنوات الخارجية هناك تحيزات واضحة تماما تجاه الموقف المصري وأخبار مضللة كثيرة وغير حقيقية. علق مكاوي علي تغطية قناة "الجزيرة" قائلا: لا اتابع هذه القناة اطلاقا لانها قناة تدعو للفتن وأجندتها وضحت تماما أمام الجميع. حيث كانت تنقل تصريحات قيادات الاخوان المسلمين فقط ولا تتحري أي دقة في أخبارها. لذلك أري ان أفضل تغطية في هذه الاحداث كان لاعلامنا المصري المتميز الغيور علي وطنه. عبر الفنان أشرف زكي عن رأيه تجاه التغطية الاعلامية للاحداث قائلا "القنوات المصرية كانت هايلة جدا وتعمل بمنتهي المهنية أثناء عرض الاحداث وخاصة التليفزيون المصري فكنت أغلب الاوقات اشاهده لانني رأيت ان كثيراً من القنوات الخاصة تنقل من خلاله بعض الاحداث والاشتباكات". أضاف: بالنسبة لتعليقي علي قناة "الجزيرة" نحن نقول من زمان اننا لايجب ان نشاهدها وانها تبحث عن مصالحها الخاصة ولكن لم يصدقنا أحداً. ففي هذه الاحداث كانوا يعلنون عن شهداء بميدان رابعة العدوية قبل وصول الجيش والشرطة إلي هناك. قالت الفنانة رانيا محمود ياسين: بصراحة اتابع كل القنوات سواء كانت المصرية الخاصة أو الخارجية لكي أعرف مجريات الاحداث وموقف كل قناة. ولفت انتباهي تغطية التليفزيون المصري وخاصة النيل الاخبارية التي كانت تتابع الاحداث بمصداقية شديدة فمن الواضح ان وزيرة الاعلام الجديدة أحدثت نقلة في تاريخ التليفزيون المصري. أضاف ان هناك قنوات عربية خارجية تميزت بموقفها المحايد وعدم انتمائها لاي طرف من الاطراف ومنها قناة "العربية". أما بالنسبة لقناة "الجزيرة" فهي أصبحت غير مهنية اطلاقا واساءت لنفسها ككقناة إخبارية من المفترض ان تنقل الاحداث بحيادية. أشارت ياسين إلي ان هذه القنوات تفسد الاعلام بشكل عام ويعملون علي قلب الحقائق حيث قالت: قناة "الجزيرة" أثرت سلبا علي جميع القنوات المصرية الخاصة في تغطيتها لاعتصامات رابعة وجعلتهم ينفرون من التغطية نظرا لاتباع "الجزيرة" الرأي الاوحد وهو رأي قيادات وجماعة الاخوان المسلمين. وبالتالي علي القنوات الخاصة ان تأتي بالرأي الاخر لكن يكون هناك قناة تعرض الرأي والقناة الاخري تعرض الرأي المخالف. شن الفنان عزت العلايلي هجوماً عنيفاً علي قناة الجزيرة القطرية قائلاً "حسبي الله ونعم الوكيل في قناة الجزيرة الفاجرة" متعجباً من عجز الحكومة أمام هذه القناة وتركها تبث موادها حتي الآن. لافتاً إلي أنها قناة إسرائيلية تدعم مخططاً لبث الفتنة وتدمير مصر مختتماً حديثه "مصر ستظل آمنة ضد هؤلاء الكفرة". كما عبر العلايلي عن فخره بالفريق عبدالفتاح السيسي. وبالشرطة المصرية. وعن ثقته أيضاً في المواطن المصري الذي نزل إلي الميدان سابقاً للوقوف ضد هذه الجماعة.