اختارت حكومة قطر أن تأخذ موقفًا عدائيًا من الشعب المصري.. سواء ما صدر عن مسئوليها من تصريحات. أو من خلال ما تبثه قناتها "الجزيرة" من أكاذيب وضلالات.. وليتها كانت لديها من المكر والدهاء ما تستطيع به أن تقنع مشاهديها بصحة ما تقول.. ولكنها كانت من السذاجة بقدر ما يعري موقفها وما يفضح ضلالاتها. أتساءل بيني وبين نفسي عن الحكمة أو عن المكاسب التي ستجنيها قطر من عدائها لبلد في حجم مصر؟ وهذ هذا يصب في مصلحتها علي المدي البعيد؟ ولماذا اختارت أن تعادي مصر في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك ثم بعد قيام ثورة 30 يونيو 2013؟! وأتساءل أيضًا: هل هذا الموقف العدائي نابع من قناعة للحكومة القطرية بانتهاج هذه السياسة؟! أم أن قطر تقوم بدور لخدمة السياسة والاستراتيجية الأمريكية في المنطقة؟ ولماذا اختارت أمريكا قطر بالذات؟! أعتقد أن أمريكا تسيطر علي قطر بطريقة تجعلها لعبة في ايديها.. وأعتقد أيضًا أن لأمريكا دورا رئيسيا وفعالا وحاسما في خلع أميرها الأسبق الشيخ خليفة بن حمد آل ثان بانقلاب دراماتيكي من ابنه الخليفة السابق الشيخ حمد بن خليفة لأنها رأت أن الابن في إمكانه أن يقوم بدور فعال لصالحها أكثر من أبيه الذي كان رجلا مسالما طيبا.. وقد زرعت له رجلا لعوبا ليكون البوصلة التي توجهه إلي الطريق المرسوم له هو رئيس وزرائه ووزير خارجيته الشيخ حمد بن جاسم. وعندما رأت أمريكا أن دور الشيخ حمد ورئيس وزرائه قد انتهي ويجب أن يختفيا من الصورة أرغمته علي التخلي طواعية عن الحكم لابنه وولي عهده الشيخ تميم. هكذا أمريكا تفعل بقطر ما تشاء.. ولكن يبقي السؤال: لماذا قطر وليس أية دولة خليجية أخري؟! والرد: لأن قطر ليست دولة بالمعني المفهوم للدولة.. فاعتقادي ان سكانها الأصليين لا يتعدون نصف مليون نسمة.. ثم انها دولة غنية بما حباها الله من كميات هائلة من الغاز وتستطيع أن تمول بسخاء كل مشاريع السياسة الأمريكية القذرة في المنطقة.. وهذا ما تفعله حاليًا بالنسبة لتمويل جماعة الإخوان التي انهالت عليها الأموال بغزارة من جهات متعددة. ولعلنا نتساءل: ما الذي يحرك هذه الجموع التي تحشدها جماعة الإخوان في الشوارع والميادين؟! لو دققت النظر في وجوه المتظاهرين ستعلم يقينا ان 90 في المائة منهم مأجورون ويتم الإنفاق عليهم بسخاء. وتسألني: كيف؟! فأجيب أنه يوجد للجماعة مندوب أو عدة مندوبين في كل حي وكل منطقة يتم تسليمهم الأموال ليجمعوا بها المتظاهرين. وكلهم من العاطلين وبعضهم من الصبية وكثير منهم من غير الأسوياء. ولا شك أن دولة قطر كما سبق أن قلت في مقدمة الممولين للجماعة إضافة إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية وتركيا. ثم التنظيم الدولي للإخوان. الشعب القطري وهو محدود العدد كما قلت مغلوب علي أمره ليس له صوت أصلاً فيما يجري من أحداث فضلاً عن أن يكون صوته مسموعًا.. الأمر كله بيد الأمير وحاشيته ظاهرًا وبيد الولاياتالمتحدة باطنًا.. خاصة أن لها قاعدة حربية من أكبر قواعدها في العالم. مجمل القول أن قطر وقفت في الجانب المعادي للشعب المصري وهو أكبر شعب عربي وأكبر شعب في المنطقة.. وهو موقف ليس باختيارها.. وستظل تقف في هذا الجانب طالما كانت هذه إرادة أمريكا وطالما هي تملك من الأموال البترولية ما تبعثره يمينًا وشمالاً دون حساب. وإذا كانت قطر ومعها أمريكا والغرب يظنون أن مصر يمكن إثارة الاضطرابات فيها كما يحدث في سوريا.. فهذا تفكير ساذج.. فمصر كانت عصية دائمًا علي كل من أرادها بسوء وستظل كذلك.. وستظل قناة الجزيرة صوتًا نشاذًا محتقرًا من الجميع.