عفواً عزيزي القارئ.. لم اعتد في حياتي أن أمسك بالعصا من المنتصف.. تعودت أن أقول رأيي بكل صراحة ووضوح وما أحوجنا اليوم إلي الصراحة والوضوح فما يحدث في مصر حالياً هو إرهاب من جماعة الإخوان للشعب المصري.. إرهاب بكل ما تحمله الكلمة من معني بل لقد تعدي هذا الإرهاب مرحلة العقل والمنطق قد نقول عزيزي القارئ وهل للإرهاب عقل ومنطق.. أرد عليك بأن الإنسان يري أحياناً عمليات إرهابية لها مطلب معين مثل فدية من المال أو الإفراج عن عدد من المسجونين أو المعتقلين.. ولكن أن يصل الإرهاب إلي حد إما اختطاف بلد أو إحراقه.. هذا ما لم يشاهده المواطن في أي مكان. إن عمليات الترويع التي يقوم بها أنصار الرئيس المخلوع وأهله وعشيرته فاقت الحد ويدفع ثمنها المواطن المصري وتدفع ثمنها مصر التي قال الله عز وجل في كتابه الكريم عنها "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".. إن المتابع لعمليات حرق وتدمير المنشآت العامة والخاصة يتساءل هل هؤلاء مصريون حقاً.. هل هؤلاء مواطنون ينتمون لهذا البلد. لقد كنت للأسف واحداً من الذين انتخبوا محمد مرسي رئيساً وكتبت وقتها إنني انتخبته مجبراً أخاك لا بطل.. انتخبته من أجل عدم إعادة إنتاج النظام القديم وذلك بعدما انتخبت في المرحلة الأولي حمدين صباحي ووجدت نفسي في المرحلة الثانية مجبراً علي الاختيار بين شخصين لا ثالث لهما.. انتخبت مرسي وكتبت وقلت إنني أتمني ألا تخذلني وتخذل المصريين لأنني أعلم بحكم الخبرة والمعلومات والتاريخ أن الإخوان لا أمان لهم وقلت إنني أراهن علي أن تكون قد استوعبت الدروس والعظة وأن تحكم مصر بالعدل وتؤمن أن مصر للمصريين.. وراهنت علي إمكانية وجود ذرة عقل وحكمة لدي الرجل والجماعة ولكن للأسف خاب الرهان وأراد مرسي وأهله وعشيرته اختطاف مصر وأخونة الدولة وهو الأمر الذي رفضته ورفضه أغلبية الشعب المصري العظيم.. وللأسف بدلاً من أن يتعلم الإخوان الدرس ويعيدوا التفكير ويراجعوا أنفسهم ويكونوا شجعان مع أنفسهم ويعترفوا بالخطأ إذا بهم يفتحون النار علي المصريين في الداخل ويستعدون عليهم الخارج ويتصرفون بمنطق "نيرون" الذي حرق روما.. و"شمون" الذي هدم المعبد.. وليتهم يتذكرون اليوم أن نيرون ذهب وبقيت روما.. وأن أبرهة الحبشي عندما أراد هدم الكعبة.. أخذه الله أخذ عزيز مقتدر وبقيت الكعبة.. وهكذا ستظل مصر إن شاء الله. *** المستشار عدلي منصور بقيت كلمة أخيرة أوجهها إلي المستشار عدلي منصور الرئيس المؤقت الذي تحمل المسئولية كاملة وأثبت بحق أن هناك فرقاً بين رجل حملته الأقدار مسئولية بلد فتحملها بكل شجاعة وثبات وبين آخر سعي للمنصب وحاول بكل الطرق الوصول إليه وهو غير أهل لذلك ورغم أن الجميع وافق عليه علي مضض فإذا به يخيب الآمال ويعود لأصله.. حقاً هناك فرق بين رجل يديه صلبة وآخر مرتعش الأيادي.. تحية تقدير واحترام وحب للمستشار عدلي منصور. حمي الله مصر وحفظها من كل سوء