السيدة زينب عقيلة بن هاشم ومعني عقيلة هي السيدة الكريمة علي قدمها العزيزة في بيتها.. ظلت صابرة مؤمنة لفراق أمها السيدة الجليلة فاطمة الزهراء. لكنها وضعت وصية أمها نصب عينيها. وتتمثل هذه الوصية التي أصدرتها الأم الفاضلة وهي علي فراش الموت. في ان تظل في صحبة أخويها العزيزين الحسن والحسين رضي الله عنهما وان تكون في رعايتهما بصفة دائمة ولعل الأم السيدة فاطمة الزهراء ارادت ان تؤهل ابنتها علي تحمل المسئولية في المستقبل رغم انها اصغر من اخويها السبطين فاصبح البيت عامراً بالكريمة زينب واخويها وشقيقتهم. هذه الوصية من الأم قبل رحيلها عن هذه الدنيا ألقت كثيراً من الاعباء علي الابنة زينب خاصة في تلك السن المبكرة فكانت علي مستوي هذه الامانة والتي وضعتها الأم علي كاهلها. فاصبحت هي بمثابة ربة هذا البيت السعيد مما ساهم ان تكون أكثر وعياً وادراكاً لتلك المهام المتعددة والاعباء ومع مرور الأيام واجتياز الكثير من العقبات التي صادفتها في هذه المسيرة المباركة من حياتها. كل ذلك جعلها ذات مكانة في هذا المجال مما ساعد ان تكون خير خلف لخير سلف هي أمها الحبيبة بنت الحبيب صلي الله عليه وسلم واستطاعت بهذا النشاط وتلك الحيوية ان تكون بمثابة الأم الحنون للسبطين الكريمين الحسن والحسين وشقيقتهما أم كلثوم ورقية. تحوطهم برعايتها وحنانها فكانت بمثابة الأم لهذه الأسرة الكريمة وذلك كما اشار إلي ذلك الاستاذ علي أحمد شلبي في كتابه الذي تضمن سيرة عقيلة بني هشام رضي الله عنها. هذه التجربة في حياة السيدة زينب رغم حداثة سنها قد اصقلتها فاضافت عليها الكثير من الحنان والايثار. تقدم لاخويها واختيها كل الرعاية وتؤثرهما علي نفسها فكانت بمثابة الأم الحنون رغم حداثة سنها ونقص الخبرة وقد استمرت تزاول هذه المهام دون أي يأس أو ملل. وتبذل قصاري جهدها في رعاية بيت الامام علي رضي الله عنه. مضت الأيام سريعاً وتجاوزت الابنة العزيزة مرحلة الطفولة ودخلت مرحلة الشباب فهي ذات الوجه المشرق الملامح آل بيت النبوة تبدو عليها وكانت في منتهي الطهر والعفاف معتحمل مسئولية الأسرة لم تضعف يوماً وقد اثارت هذه الصفات التي تميزها عن سائر اقرانها. فأقبل علي خطبتها الكثير من الشباب من افضل بيوت الاقارب والصحابة وكان بين هؤلاء المتقدمين شاب من الأسرة الهاشمية هو عبدالله بن جعفر بن أبي طالب وبعد مشاورة وافق الامام عليَْ علي خطبة الابنة العزيزة لابن اخيه جعفر ابن أبي طالب خاصة انه من السابقين إلي الإسلام والذي قال فيه أبوهريرة رضي الله عنه "ما احتذي النعال ولا ركب المطايا ولا وطيء التراب بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم أفضل من جعفر بن أبي طالب" وقد كان جعفر يجالس المساكين ويسعي لخدمتهم ولذلك كان الرسول صلي الله عليه وسلم قد اطلق عليه لقب "أبو المساكين" ولشدة حبه لجعفر قال عنه: اشبهت خلقي وخلقي بضم القاف وفتحها. وقد تم الزواج وقد جمع بينهما وبين عبدالله الذي كان يتمتع بحب الرسول وعطفه وقد فازت السيدة أسماء والدة عبدالله هي وقفت بجوار السيدة زينب ليلة زفافها.. تلبي كل طلباتها مثل الأم.. وعندما رآها النبي صلي الله عليه وسلم وهي تنهض بهذه المهمة قال صلي الله عليه وسلم "فإني اسأل الله ان يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم" يكفي هذه الأم شرفا بهذا الدعاء من الرسول صلي الله عليه وسلم وقد كان عبدالله سخيا كريما في معاملته لعقيلة بني هاشم وقد رفرفت السعادة علي بيت ابن جعفر فلا غرور فإنه من آل بيت النبي صلي الله عليه وسلم من سيرة طيبة وسوف نستكملها مع مرور الأيام ولله الأمر من قبل ومن بعد.