صدر عن مكتبة الإسكندرية العدد الرابع عشر من مجلة ذاكرة مصر. المجلة الربع سنوية الصادرة عن مشروع ذاكرة مصر المعاصرة. وهي مجلة ثقافية تعني بتاريخ مصر الحديث والمعاصر. تستكتب شباب الباحثين والمؤرخين وتعرض لوجهات نظر مختلفة ومتنوعة. وثقت المجلة في العدد الجديد من مجلة ذاكرة مصر الصادر هذا الشهر. لواحدة من اطرف الجمعيات الاهلية التي عرفتها مصر. وهي جمعية "الحمير المصرية" التي اسسها الأديب والمسرحي والمخرج زكي طليمات. وتحوي الجمعية 30 ألف عضو من المصريين يحملون القابا عدة. فعند انضمام العضو للجمعية يلقب بالحرحور أي الجحش الصغير. ثم يحصل علي رتبة أعلي حسب مجهوده. وقد يظل العضو 20 عاما دون ان يحصل علي اللقب وهو "حامل البردعة" أي "حمار كبير". ولم يحصل علي هذا اللقب سوي ثلاثة أعضاء من الجمعية هم زكي طليمات وشكري راغب والمرسي خفاجي رئيس الجمعية الحالي. ترجع بداية تكوين هذه الجمعية إلي إنشاء معهد الفنون المسرحية العام 1930 علي يد زكي طليمات. وقد أنشأه طليمات بهدف تمصير المسرح. والخروج به بعيدا عن الارتجال إلي الدراسات العلمية. وبعد مرور عامين أوعز الانجليز إلي الملك فؤاد أن المعهد يمثل خطرا علي حكمه. لأنه عندما يتعلم المصريون كتابة المسرح سيخرجون إلي الناس بمسرحيات تشير إلي الفساد. واقتنع الملك فأصدر قرارا بإغلاق المعهد ورغم المحاولات المضنية من جانب زكي طليمات لإعادة فتح المعهد. إلا أنه فشل. وبعد زواجه من روز اليوسف قاد عبر مجلتها حملة لإعادة فتح المعهد. فهداه تفكيره إلي تأسيس "جمعية للحمير" لما يتميز به الحمار من صبر وطول بال وقوة علي التحمل وكان الغرض إعادة فتح المعهد. وانضم معه لتأسيس الجمعية شكري راغب مدير دار الأوبرا المصرية آنذاك. وبفضل جهود أعضاء الجمعية أعيد فتح المعهد. وانضم للجمعية عدد من أبرز المفكرين والأدباء والفنانين المصريين. من أبرزهم طه حسين وعباس العقاد ونادية لطفي وأحمد رجب وعند وفاة السيد بدير. آخر الأعضاء المؤسسين للجمعية عام 1986. كادت الجمعية أن تغلق. لولا ان أحياها الدكتور محمود محفوظ وزير الصحة المصري الاسبق ورئيسها الحالي المرسي خفاجي. واجهت الجمعية منذ تأسيسها مشكلة رئيسية وأساسية. وهي عدم اعتراف الحكومة المصرية بها بسبب اسمها. الذي اعتبرته "غير لائق" ولا يوافق التقاليد. وأصاب الإحباط أعضاء الجمعية بسبب هذا الموقف. وفقدوا أهم صفات الحمير وهي الصبر والتحمل. وقرروا تغيير اسم الجمعية ليتسني إشهارها. ولكن وزارة الشئون الاجتماعية تماطل وتسوف في إشهار الجمعية وتقدم الجمعية خدمات مختلفة للمجتمع منها محو الأمية. وتشجير الاحياء. وإنشاء الحدائق. واستصلاح الأراضي لتمليكها للشباب. وتنظيم الرحلات الداخلية والخارجية. ورعاية المرضي من خلال عيادات الاطباء الذين انضموا للجمعية. وتقدم الاجهزة الطبية الحديثة كهدايا للمستشفيات الحكومية. جدير بالذكر أن مجلة ذاكرة مصر الصادرة عن مكتبة الإسكندرية. رئيس تحريرها الدكتور خالد عزب وسكرتيرة التحرير سوزان عابد والتصميم والإخراج الفني لريم نعمان.