* أنا زوجة رسمت عليها الظروف ملامحها التعيسة وربما ألقت سهامها لتمزق ما بقي لي من الحياة نفسها.. زوجة منذ 25 عاماً.. وعمري خمسون عاماً.. وأم لشاب عمره عشرون عاماً ولكنني زوجة علي الورق!! نعم سيدتي أنا كما قلت. خاصة بعد أن سافر زوجي بعد زفافنا بعامين ليعمل في الخارج في إحدي الدول التي تمدنا بالمال لكن قد تخرب بيوتنا وتفرق بين الأزواج. كان عليه أن يظل هناك لضيق ذات اليد وأن أبقي أنا بمصر ولا يزورني إلا كل عامين.. لا رابط بيننا إلا دقائق علي المحمول كل فترة.. ولأنني لا أملك إلا الفراغ وجدت ضالتي في شاب يصغرني ب 15 عاماً أحببته وارتبطنا بعلاقة آثمة. كان هو العين التي أبصر بها والكلمة الحنون في وحدتي.. وكنت دائماً خائفة أن يتركني ففكرت كيف اجعله ملكاً لي مدي حياتي لكنني لا أستطيع الانفصال للزواج به ولا أهله كانوا سيوافقون علي هذا. في ليلة زارني فيها الشيطان طلبت منه أن يكتب لي ورقة زواج عرفي وسألني كيف ذلك وأنا زوجة بالفعل.. فقلت له إن هذه الورقة تهددني أنا وليس أنت وبالتالي هي فقط حماية لي إذا ما هاجمني أحد من السكان في العمارة التي اشتريت فيها شقة بنقود زوجي لنلتقي. وافق وهو غامض العين وكنت قد كتبت في الورقة التي وقعها مؤخر صداق قيمته 250 ألف جنيه. وقع لي وفي المقابل كنت أنفق عليه ببذخ وكلما عاد زوجي وسألني عن الإنفاق الكثير أصرخ في وجهه قائلة له: إنها نفقات ابنك إلي أن جاء يوم وعبث بحقيبة مغلقة وفتحها عنوة وكنت خارج البيت وعثر علي الورقة العرفي لأنني كنت قد أخفيتها في منزلنا نحن خوفاً من أن يأخذها عشيقي من ورائي في أي مرة. عندما عدت وجدت ملابسي محشوة في شنطة خلف الباب وهكذا أخذمني زوجي كل شيء الذهب وأوراق الشقة الثانية التي أشتريتها لزوجي الثاني وجهز عقد بيع لها وقال لي إن لم توقعي سأقيم عليك دعوي زنا وأتهمك بتعدد الأزواج وسأشهِّر بك وسأخبر ابنك بكل شيء. وقَّعت علي الورق وأخذت شنطة ملابسي وخرجت من بيتي بعد 25 عاماً بحفنة من الملابس.. ليس هذا فقط بل طلقني وأخذ ابني وسافر بعد أن حكي له كل شيء وبالتالي رفض ابني أن يعرفني. سيدتي هذا كل شيء بلا مواربة وبكل ندم لا أكذبك القول هجرني عشيقي وقال لي إنني شيطانة تخفيت خلف جمال ملامحي ورشاقتي وسرقت شبابه وكنت سأضيع عمره ورفض الرد علي اتصالاتي وغيَّر رقم منزل أسرته وهاتفه المحمول. والآن أعيش وحيدة في منزل والدتي التي ترفض النظر في وجهي وتقول لي سأعتبر إنني أربي كلبة تأكل وتشرب وليس لك غير هذا. أرسل إليك لأنني نادمة وكنت قد ذهبت لمشيخة الأزهر ونصحوني بالتوبة وفعلت ولكنني أريد ابني أرجوك يا سيدتي. لقد بكيت ملء النهر وأنا أشاهد صور شهداء الثورة ومن رعبي كنت أفتش فيهم عن صورة ابني خوفاً عليه.. أريد أن أقبِّل قدميه ندماً وأطلب غفرانه فهل تساعديني؟.. هل تنصحين تائبة نادمة بأن تضم ابنها لحضنها ولو لمرة واحدة فقط وتموت بعدها؟! أم تعسة ** لأن الله غيب والمستقبل غيب والآخرة غيب ومن يموت لا يعود ويحكي عما رأي سادت الأفكار المادية وعبد الناس أنفسهم وشهواتهم وانكبوا علي الدنيا يتقاتلون علي منافعها. وأنت يا عزيزتي واحدة من هؤلاء.. ربما تكون توبتك نصوحاً.. وربما ليس أمامك خيار آخر غيرها. فالعشيق فر بعمره والزوج ألقي بك والابن هجرك وليس أمامك إلا التوبة. وما أتمناه أن يكون هذا سوء ظن مني وأن تكون توبتك حقيقية.. لأن كل ما ألقيت به في رسالتك من ظروف أدت بك إلي الخيانة ليس مبرراً لما قمت به.. كان من الممكن أن ترفضي سفر زوجك أو تجبريه بالإلحاح الذي لا تعدمه المرأة ولا تفتقر إليه إذا رغبت في شيء. بل كان في إمكانك الصراخ في وجهه. إما أن تبقي وإما الطلاق.. وهذا كان أشرف وأكرم لك من الخيانة.. لقد استفدت بسفره والدليل أنكما لم تكونا قصيري ذات اليد بل أنك قمت بشراء شقة تمليك من ماله دون أن يدري فكم كان يرسل لك إذن؟ لاتتذرعي بضيق ذات اليد!! عموماً في ظل توبتك التي لا نستطيع إلا تصديقك فيها لأن من يحاسبك عليها هو الله.. ولسنا نحن. ننصح أن تكوني ذات نفع لنفسك وللمجتمع فلا تكوني عبئاً عليه ولا علي من ينفقون عليك.. وفي تصوري أنه بعد الثورة المجيدة لا مجال لعاطل بيننا.. عليك بشق طريقك حتي وإن كنت في الخمسين من عمرك ابحثي عن عمل أو حرفة تستقطع جزءاً كبيراً من وقت فراغك وتكفرين بها عن جرمك.. فهناك شقان الأول عبادة والثاني عمل يفيدك ويفيد الناس من حولك وقد يشعر وقتها من حولك أنك بحق تائبة فيغفروا لك بعد أن غفر الله لك في حال توبتك النصوح. يبقي ابنك الذي تخشين أن يكون أحد شهداء التحرير. وهذا شرف له ولك ولنا.. ولم تخافي عليه مما عرف ومما عرضته له؟ عزيزتي: الزمن كفيل بأن يضمِّد جراح ابنك.. دعيه يعرف انك نادمة تائبة.. اعتذري لطليقك ولا تبحثي عن عودة إليه فلن يفعل.. ولكن فقط أطلبي منه ألا يحرمك من ابنك وألا يشجعه علي هجرك رفقاً بالابن علي الأقل. وتأكدي أنه بعد 25 يناير أن هناك أشياء كثيرة تغيرت وسيتغير الكثير بما فيها سلوك البشر. فلا تتخلفي عنهم فإن الله لا يغيِّر ما بقوم حتي يغيِّروا ما بأنفسهم.