كان "أدهم وانلي" وأخوه "سيف" من أعلام فناني الاسكندرية خلال القرن الماضي. وقد ولد "أدهم" بالاسكندرية عام 1908 وتوفي بها عام 1959 كان مرسم الأخوين مزاراً للفنانين والمثقفين لأكثر من 40 عاماً. حتي بعد وفاة أدهم واستمرار سيف في مسيرته بقية عمره. وقد اشتهر بتسجيله لحياة المسرح والسيرك. وخاصة فرق الباليه والأوبرا التي قدمت عروضها في دار الأوبرا بالقاهرة ومسرح محمد علي بالإسكندرية.. وقد سجل أدهم في هذه اللوحات أضواء المسرح وحركات اللاعبين معبراً عن الخفة والرشاقة في تنوع. بالإضافة إلي موهبته في الكاريكاتير التي استخدمها في السخرية من نفسه ومن معاصريه. عمل أدهم مديراً لمخزن الكتب بالمنطقة التعليمية بالإسكندرية. وظل في هذا العمل حتي حصل علي التفرغ "هو وأخوه" للإنتاج الفني مدي الحياة عام 1959 قبل وفاته بشهور . قد زار القاهرة لأول مرة زيارة قصيرة عام 1926 لمشاهدة معرض جماعة الخيال التي أسهها المثال محمود مختار بمرسم "بريفال". التقي بالفنان الإيطالي "اتورينوبيكي" عام 1928. وعندما افتتح بيكي مرسمه في العام التالي انضم أدهم وسيف لمرسمه وظلا يترددان عليه حتي رحل عام 1934 إلي بلاده . ثم أقام أدهم مرسماً خاصاً له ولأخيه سيف ومحمد بيومي وهو أحد رواد السيرالية في مصر عام .1935 كان مولعا برسم الكاريكاتير. ونشر الكثير من رسومه في مجلة "روز اليوسف" وعرض أعماله لأول مرة عام 1938 مع زملائه في أتيليه الإسكندرية الذي كان يشرف عليه الفنان الرائد محمد ناجي. ثم عرضوا لوحاتهم خلال الحرب العالمية الثانية وفي أعقابها بمعاونة الدكتور حسين فوزي بالقاهرة لأول مرة عام 1950 ثم بدأ يشارك في المعارض الخارجية ابتداء من عام .1956 اهتم أدهم أيضاً بعروض السيرك من عام 1946 وسجل أبطاله خلال التدريبات الشاقة بالنهار وأثناء العروض أمام الجمهور.. وقد زار إيطاليا خلال افتتاح بينالي فينسيا عام 1956. وزار منطقة النوبة في رحلة جماعية علي ظهر باخرة نيلية لتسجيل معالمها. وطبعت بعض رسومه ورسوم سيف في برنامج الدعوة لانقاذ آثار النوبة قبل أن تغمرها مياه بحيرة ناصر. وعند إنشاء كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1957 عمل ضمن هيئة التدريس بها حتي وفاته. أقام متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية في 30 مارس 1961 معرضاً شاملاً لإنتاجه فيما بين عامي 1930.1959. وفي سنة 1963 افتتح متحف أدهم وانلي وأطلق اسمه علي الشارع المجاور لمرسمه لكن حدث أن تهدم المبني الذي كان يضم المتحف وتفرقت اللواحات في المجموعات الخاصة. توجد نماذج من أعماله في متحف الفن المصري الحديث بالقاهرة ومتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية وفي مكاتب وزارة الخارجية وسفارات مصر والمجموعات الخاصة. صدر عام 1984 كتاب عن حياته ضمن سلسلة "وصف مصر المعاصرة من خلال الفنون التشكيلية" التي كانت تصدرها الهيئة العامة للاستعلامات بقلم الناقد الفنان "رشدي إسكندر" ويضم صور 40 لوحة ملونة صورها فوتوغرافيا صبحي الشاروني.. كما أصدرت الهيئة العامة للكتاب في نفس العام كتاباً عن "الأخوين سيف وأدهم وانلي" بقلم: كمال الملاخ وصبحي الشاروني ويضم صور 104 لوحات نصفها مطبوع بالألوان.