بعد 19 ساعة فقط أسدل رجال الشرطة الستار علي قصة اختطاف زينة عفت السادات "12 سنة" والتي تشبه كثيراً الروايات التي نشاهدها في الأفلام البوليسية حيث اختطفها تشكيل عصابي وطلبوا فدية من والدها قدرها خمسة ملايين جنيه وانخفظت بعد التفاوض إلي مليونين فقط ولأن المختطفين غير محترفين وفي "كي جي وان" إجرام فقد سقطوا سريعاً وتم ضبطهم وبحوزتهم مبلغ الفدية ناقصا 40 ألف جنيه لم يتم بعد التوصل لكيفية إنفاقها.. بالاضافة إلي الأسلحة النارية التي استخدموها. كان الاهتمام الإعلامي بحادث اختطاف نجلة عفت السادات كبيرا لعدة أسباب أهمها: انها بنت رجل أعمال وعضو مجلس شعب ورئيس لنادي الاتحاد السكندري سابقاً اضافة إلي المناخ العام الحالي الذي يستشعر فيه الكثيرون عدم الطمأنينة بعد انتشار أعمال البلطجة فكان الخبر علي والد الفتاة كالصاعقة ولم يكن أقل من ذلك علي المسئولين في وزارة الداخلية وبالتحديد قطاع الأمن العام بل كان هناك اهتمام شخصي من د. عصام شرف رئيس مجلس الوزراء ومنصور العيسوي وزير الداخلية والفريق سامي عنان هدفهم ليس فقط استعادة الفتاة وضبط الجناة ولكن الهدف هو إعادة الطمأنينة لنفوس المصريين جميعا ولما يمثله الحادث من تحد خطير لكافة أجهزة الدولة. هذا النجاح دفع اللواء محسن مراد مساعد أول الوزير لقطاع الأمن العام إلي عقد مؤتمر صحفي لإعلان تفاصيل الواقعة هادفا إلي طمأنة المواطنين وقد حرص د. عفت السادات علي حضور جانب من المؤتمر ليؤكد ذلك ويقدم الشكر إلي جهاز الشرطة. قال اللواء مراد إن المتهمين الستة الذين ارتكبوا الواقعة ليسوا من محترفي الإجرام وليست لهم سوابق تشير إلي ارتكابهم مثل هذه الجريمة وجميعهم من تلا بمحافظة المنوفية وأن المخطط للواقعة صاحب مزرعة دواجن ومصنع للأعلاف وحاصل علي بكالوريوس تجارة ويستعد لمناقشة الماجستير وانه كان يمر بضائقة مالية ناتجة عن الأحداث الأخيرة عرضته للإفلاس مشيراً إلي أن الاعدام ينتظر الجناة وفق للقانون. أضاف ان المتهمين اعترفوا انهم خططوا للواقعة وبدأوا مراقبتهم للفتاة منذ 4 أيام واستغلوا في ذلك علاقتهم بأحد العاملين عند د. عفت السادات والذي سبق أن عمل عند شقيقه عصمت وحصلوا منه علي كافة المعلومات التي تساعدهم علي ارتكاب جريمتهم دون أن يدري. قال اللواء مراد إنه في السابعة من صباح أول أمس حضر المتهمون إلي شارع بيروت حيث يقطن عفت السادات وانتظروا حتي ركبت الفتاة مع السائق في السيارة التي خصصها لها والدها لنقلها إلي المدرسة الأمريكية بالمعادي وقام مرتكبو الواقعة بتتبع السيارة وتعاملوا مع قائدها حتي أجبروه علي التوقف ثم هددوه بسلاح آلي وطبنجة خلال مطاردتهم له بسيارة نوبيرا سوداء وحينما وقف السائق قام أحد الجناة بقيادة السيارة ومعه آخران ووثقوا السائق بشريط لاصق وانطلقوا بالسيارة تجاه الطريق الزراعي وعند قليوب قاموا بانزال الفتاة ووضعوها في السيارة السوداء وسحبوا مفاتيح السيارة الأخري والهاتف المحمول للسائق حتي لا يستطيع الاتصال بأحد إذا ما نجح في فك قيده ثم توجهوا بالفتاة إلي المنوفية ثم بعد ذلك نقلوها إلي مزرعة دواجن بالبحيرة ووضعوا عليها حراسة. أضاف اللواء مراد انه في العاشرة صباحا تلقي د. عفت السادات مكالمة تليفونية من الخاطفين ومن ابنته أيضاً طمأنته فيها عليها وأكد له الخاطفون انها معهم ثم أغلقوا التليفون وفي هذه اللحظة أبلغنا الوالد المفزوع علي ابنته بالواقعة وبدأنا استعداداتنا إلا أنه طلب منا عدم التدخل والانتظار. قال اللواء مراد ان الجناة اتصلوا به مرة ثانية وطلبوا منه مبلغ خمسة ملايين جنيه كفدية ووافق لكنه طلب منهم منحه الفرصة لتجهيز نفسه وكان في تلك الأثناء قد نجح السائق من فك وثاقه وأبلغ عن مكان السيارة في قليوب وتوجهت أجهزة المعمل الجنائي إليها فورا لرفع البصمات وجمع أي أدلة تساعد في ضبط المتهمين. أضاف ان المختطفين قاموا بتحديد أكثر من مكان للمقابلة انتهت بتحديد طريق فرعي مظلم حتي لا يستطيع أحد تحديد هويتهم وأوهموا والدها ان معهم أكثر من سيارة وكان المكان الأول أمام مزارع دينا ثم راحة عمر ثم طريق وادي النطرون ثم عند كافتيريا ماستر ثم حددوا أحد "المدقات" مكانا وطلبوا منه ترك الحقيبتين بالمبلغ علي الطريق وقام الجناة بأخذ الحقيبتين وتوجه بهما إلي مزرعة دواجن وأفرغ المبلغ في شيكارة وكان معهما سيارتين "نوبيرا" و"هونداي" كحلي وقاموا بعدها بوضع الفتاة عند محطة تمويل سيارات في مكان قريب من كافتيريا ماستر وكان ذلك في الثانية عشرة بعد منتصف الليل. قال إن الجناه هم: أحمد ممدوح محمد وهو المدير المخطط للعملية وهو حاصل علي بكالوريوس تجارة ويستعد لمناقشة الماجستير ويمتلك شركة إعلان ومستأجر لمزرعة دواجن في بدر واعترف باقدامه علي الواقعة لمروره بضائقة مالية ولسابق علمه أن د.عفت السادات من الأثرياء لكونهما من منطقة تلا بالمنوفية واعترف المتهم بأنه متزوج وعنده ولد وبنت ومقيم في منطقة "طنوب" وانه استغل معرفته بأحد العاملين مع د.عفت للتوصل للمعلومات التي ساعدته وأكد ان الحالة غير المستقرة في البلاد هي التي شجعته للقيام وشركاه بارتكاب الواقعة في عز النهار..أضاف أن باقي المتهمين هم: محمد محمود عبدالرحيم "سائق" وحمد إسماعيل محمد كشك "عامل بالمزرعة" وأحمد رمضان أحمد سائق السيارة الهيونداي ومصطفي فتح الله حسن كشك. أما عفت السادات الذي حرص علي حضور المؤتمر الصحفي فقد أكد انه عاش لحظات عصيبة هو وزوجته وكانت هناك صعوبة شديدة في التعامل مع الخاطفين .