تنازل أيمن أنور متري المدرس بمدرسة قنا الثانوية الزخرفية والمجني عليه في حادث قطع الأذن عن البلاغ المقدم ضد 8 متهمين لقيامهم بقطع أذنه وإحراق شقته وسيارته. وتم تحرير محضر صلح بين المتهمين علاء عبدالستار علي وكمال الحسني مبارك والمجني عليه في البلاغ رقم 993 لسنة 2011 إداري بندر قنا وذلك بعد ان نفي المجني عليه قيام المذكورين بإرتكاب الواقعة حيث قال انه لحظة قطع أذنه كان هناك عدد كبير ولم يتمكن من تحديد هوية مرتكب الواقعة بالاسم. جاء ذلك علي خلفية الصلح. الذي عقد بين المجني عليه والمتهمين في حضور عدد من القساوسة والمشايخ بقنا منهم الشيخ محمد خليل. رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية والقس موسي والقس هدرا في حضور المقدم احمد عبدالسلام نائب الحاكم العسكري بقنا والعميد جمال النجار عضو مجلس الشعب السابق. كانت "المساء" قد التقت المجني عليه داخل شقته بناحية المنشية بمركز قنا وحكي تفاصيل الواقعة منذ بدايتها وحتي اتمام الصلح. قال " أيمن أنور" الذي يعمل مدرسا بمدرسة قنا الثانوية الزخرفية. انه كان بعد انتهاء العمل بالمدرسة يعمل سمسار عقارات حتي يحسن من دخله في ظل تدني المرتبات كما انه يمتلك شقة بالدور الخامس بالعمارة رقم 20 بالمساكن أمام مبني جامعة جنوبالوادي. وفي ذات يوم حضرت اليه فتاة من أسوان تدعي "صابرين" وادعت انها تعمل عاملة نظافة بمستشفي قنا العام وبرفقتها شقيقتها التي كانت تعمل باحد المحلات التجارية وشقيقهما البالغ من العمر 15 عاما. وطلبت استئجار الشقة لكي تقيم بها مع أخويها. وبناء علي ذلك تحرر عقد إيجار لمدة عام. وأضاف قائلا: حينما سألت الفتاة عن الظروف التي جعلتها تترك أسوان وتأتي الي قنا قالت ان والديها منفصلان ووالدها متزوج من أخري. وانها نجحت في الحصول علي عمل داخل المستشفي بقنا حتي تساعد والدتها وأشقاءها. ومضت الايام وبعد مرور نحو خمسة أشهر جاء بعض الجيران واشتكوا من سلوك الفتاة وزعموا انها تستغل الشقة استغلالا سيئا وطلبوا مني أن أقوم بطردها من الشقة حفاظا علي سمعة العمارة والجيران من تصرفات الفتاة. استكمل قائلا: وأنا بدوري خشيت علي سمعتي وعلي سمعة الجيران حيث اننا أهل أقباطا ومسلمين. فقلت لهم نعمل معا لكي نطردها وأنا معكم . فقمت بإختلاق المشكلات معها حتي تترك الشقة. الا أنها رفضت الخروج وقالت إنها تمتلك عقد ايجار لمدة عام ولم ينته بعد. وبعدها تلقيت تهديدات من أشخاص مجهولين بتعريض حياتي للخطر إذا أجبرتها علي مغادرة الشقة. فلم يكن مني سوي الصمت وإبلاغ الاهالي بذلك وأنا اخشي علي حياتي وعلي تشريد أسرتي. استطرد في حديثه: وبعد مرور الايام أخبرني الجيران هناك بقيام أشخاص بمحاولة حرق الشقة وبالفعل وجدت الباب به آثار حرق. وبعد مرور وقت جاءني شخص يدعي "علاء" يمتلك مكتباً للسمسرة وهو من أقوي المنافسين لي وتحدث معي حول طرد الفتاة وأخويها من الشقة ولما قلت له انني تلقيت تهديدات من قبل قال لي نحن معك لطردهم. وبعد ذلك اتصلت بي الفتاة من نفسها وقالت انها تركت الشقة ولكن ما زالت بعض المتعلقات موجودة بها وستعود في وقت آخر للحصول عليها فقمت بإغلاق الشقة "بقفل" "وهي لها" "بابان" احدهما خشب والآخر حديد من الخارج. وأضاف: في يوم الواقعة اتصل بي أحد الاصدقاء من المقيمين بالقرب من الشقة في الرابعة فجرا وأخبرني بإحتراق شقتي. فطلبت منه التأكد ولما أكد لي الواقعة أخذت سيارتي وذهبت مهرولا لكي أحاول إنقاذها ومحتوياتها ولما ذهبت وجدت ان إدارة المطافيء قد حضرت وقامت بإطفاء الحريق بعد كسر الباب الحديد واحتراق الباب الخشب وحررت المطافي محضرا يفيد كسرها لباب الشقة التي كانت مغلقة وخالية من السكان وأضطررت للمبيت في الشقة لحراستها حتي الصباح. قال في صباح اليوم التالي حضر اليّ السمسار الذي يدعي "علاء" وهو شخص ملتح وطلب مني أن اذهب معه الي مكتب السمسرة الذي يمتلكه ولما ذهبت معه وبمجرد الجلوس أمسك بكوب شاي فارغ وقام بضربي فأصابني في أذني اليسري بإصابات خفيفة. وقد أصبت بالذهول من هذا التصرف غير المبرر والمفاجئ في الوقت نفسه. ثم قام هو وبعض الاشخاص الملتحين بإصطحابي الي شقتي ولما دخلت الي الشقة وجدت ما يقرب من 12 شخصا جميعهم ملتحيين وطلبوا مني أن اتصل بالفتاة التي كانت تستأجر الشقة حتي تحصل علي بقية متعلقاتها. وأخبروني ان أقول لها انني في الشقة مع زوجتي. ولما اتصلت بالفتاة لم ترد علي لانها عذبتني قبل ذلك وفي محاولة أخري قامت بالرد علي وحضرت بالفعل وانا كنت أنتظرها في "البلكونة" والاخرين كانوا يجلسون في "الصالة" في حالة ترقب للحظة وصول الفتاة. استكمل قائلا: بعد ان حضرت الفتاة انهالوا علينا نحن الاثنين بالضرب وأجبروا الفتاة علي الاعتراف بإقامة علاقة آثمة بيننا علي غير الحقيقة وبعد ان حدث ذلك قاموا بإحاطتي ثم قام احدهم بإستخدام سلاح أبيض "كتر" بإصابتي في رقبتي من الخلف جعلني احصل علي 21 غرزة وكذلك إصابتي بقطع آخر في يدي اليمني وبعدها قاموا بقطع أذني وهم يريدون قتلي لدرجة انني فقدت كمية دم كبيرة تصل الي نحو 3 كيلو ثم اتصلوا بالشرطة وقالوا "نحن أخذنا حقنا الشرعي تعالوا أنتوا خذوا حقكم القانوني" وذلك بعد إجبار الفتاة علي اعترافات ليست لها أساس من الصحة لكي يثبتوا أنهم ضبطونا في حالة تلبس. ولما حضرت الشرطة أخذوني الي قسم الشرطة وأدليت هناك بأقوالي ثم تم نقلي للمستشفي في الوقت الذي قام فيه ما يقرب من 300 شخص ملتح كانوا متجمهرين أسفل العمارة بحرق سيارتي لانني ذهبت الي القسم في سيارة الشرطة. أشار قائلا كنت لاول مرة أعرف سبب فرار الفتاة من بلدتها بأسوان وحضورها الي قنا حينما إعترفت في تحقيقات المباحث والنايبة انها هاربة من تنفيذ حكم بالحبس لمدة عام في قضية مخدرات وانها كانت تخدعني بأقاويلها التي أدلت بها حينما طلب استئجار الشقة. قال: الحمد لله محضر ادارة المطافي الذي حرر بشأن كسر باب الشقة أنقذني من التهمة التي كادت تلتصق بي حيث أنهم زعموا أنهم وجدنا في حالة تلبس بينما محضر المطافي يظهر براءتي من هذا الاتهام أمام الله وأمام الجميع. مشيرا الي أن بعض وسائل الاعلام تناولت القضية بشكل غير موضوعي وحادت عن النزاهة وصورتني بصورة سيئة للغاية "فربنا يسامحهم". عن سبب قيامه بالتنازل عن البلاغ قال انه تنازل عن بلاغه في الواقعة بسبب الصورة التي بدأت وسائل الاعلام تتناول الموضوع بها مما يشير الي أنها تحاول سكب البنزين علي النار وتشعل الفتنة الطائفية مستغلة للموقف. إلا أنني قتلت هذه المحاولات في مهدها وقمت بالتنازل عن بلاغي دون ان أتلقي اي تهديدات أو ضغوط من احد لانني اؤمن أننا مسلمين وأقباط لا تفرقنا الاحداث الفردية. والدليل ان أطراف الصلح كانوا من الجانبين المسلم والقبطي علي قلب رجل واحد وهي عدم إعطاء الفرصة لاصحاب القلوب الضعيفة لاشعال الفتنة. وأنا اشكر الجهود التي قام بها العميد جمال النجار عضو مجلس الشعب السابق لانهاء الموضوع بشكل سلمي وأشكر الشيخ محمد خليل والقمص هيدرا راعي كنيسة السيدة العذراء والقمص موسي راعي كنيسة دندرة والقمص انجليوس راعي كنيسة مار جرجس والقمص امونتيوس راعي كنيسة العذراء علي جهودهم لتوحيد الصف وإنهاء الموضوع قبل أن يتفاقم. من ناحية أخري التقت "المساء" ببعض الجيران من المقيمين بالعمارة التي يقطن بها المجني عليه "أيمن انور متري" وأيضا داخل العمارة التي شهدت الواقعة. الا أنهم رفضوا جميعا ذكر أسمائهم. حيث أكد جيران أيمن علي انه إنسان هادئ ودائما يعرف بالسمعة الطيبة ولم يصدق أحد أنه يستغل شقته للاعمال المنافية للآداب فهو دائما علي خلق ويساعد الآخرين. بينما أكد جيران الشقة التي أثيرت حولها الاقاويل أن الفتاة التي كانت تستأجرها كانت تظهر بسلوك سيئ وانها كنت تستضيف فيها غرباء. واستنكر الجميع الواقعة وقيام عدد من المواطنين الملتحيين بقطع أذنه قائلين انه كان من الافضل ان يتم إبلاغ الشرطة وإذا ثبت صدق الاقاويل فيتم ضبط الفتاة لتأخذ عقابها الذي تستحقه من القانون.