فقدت الرياضة المصرية عامة والملاكمة خاصة واحداً من ألمع أبطال اللعبة .. هو الملاكم الفذ عبدالمنعم الجندي. والجندي هو أول ملاكم مصري يحصل علي ميدالية أوليمبية عندما أحرز الميدالية البرونزية في دورة روما سنة 1960 هذا فضلاً عن بطولاته المحلية والعسكرية. كان الراحل الكريم واحداً من جيل العمالقة من أبناء سلاح البحرية والنادي الأوليمبي وكان مثالاً للالتزام سواء في عمله كضابط في قواتنا البحرية أو كملاكم لا يشق له غبار .. وإذا ما حاولنا معرفة تاريخه في اللعبة سنجد سجلاً رائعاً بدأ في بلده الإسكندرية سنة 1953 حتي اعتزل سنة 1963 كان هو البطل منذ لعب في الدرجة الثالثة مروراً علي الدرجة الثانية ثم بطلاً للجمهورية للدرجة الأولي في المنتخب القومي وحصل علي بطولات كثيرة باسم مصر منها بطولة العالم العسكري 4 سنوات أولها سنة 1958 وآخرها سنة 1961 .. كما حصل علي المركز الثالث في بطولتي البحر الأبيض المتوسط في سنتي 1959 و1960 وبطولة افريقيا التي فاز بها وبأحسن ملاكم في الدورة .. والشيء الذي يذكر ان الراحل الجندي لم يهزم طوال حياته في الملاعب واعتزل سنة 18963 وهو في قمة مجده .. فكان ان كرمته مدينته الإسكندرية فأطلقت اسمه علي المركز الأوليمبي في الثغر. كانت بداية ملاكمنا العملية .. موظفاً في مطبعة قواتنا البحرية وترقي في المناصب حتي وصل إلي رتبة ضابط في نفس الوقت كانت هناك مطبعة خاصة يملكها هو وأسرته كما تكفل بتربية اخوته ومنهم عبدالفتاح الذي ورث عنه عشقه للملاكمة وزاول اللعبة هو الآخر بعد اعتزال الراحل وحصل علي عدة بطولات ومثل النادي الأوليمبي تماماً مثل شقيقه وتولي تدريبه نفس المدرب وهو إبراهيم عفيفي.. وتتكون أسرة عبدالمنعم من زوجة وولدين وست اخوات بقي ان تعلم ان بطلنا غادر الحياة وهو في سن تقرب من ال 75 سنة ومن مواليد ديسمبر سنة 1936 بحي باكوس التي كان دائماً ما يعتز به. وزامل في اللعبة فطاحلها أمثال مرسي الجليدي وإدوارد حنا وسيد النحاس وسند وحسين توفيق وفتحي عبدالرحمن وصلاح شقوير ويزيد النحاس والطحاوي ولحق به كل من محمد مهران وأحمد حرفوش وسيد شعبان وإبراهيم حمودة وعلي شطا ومحسن الرزان وغيرهم. كان الجندي رحمه الله يملك كل مقومات الرجل الرياضي الكامل تصرفاً وخلقاً وكان جم التواضع وكنت التقيس به كلما ذهبت إلي عاصمة مصر الثانية فأجد فيه نعم الأخ الرياضي العاشق للعبة رحمه الله وعوض أسرته وزملاءه وعارفي فضله في فقده الصبر والسلوان.