مسئولية شباب 25 يناير.. أن يتصدروا المشهد السياسي وينشروا ثقافة الانتخاب لم يعد مقبولاً أبداً أن يترك شباب 25 يناير ثورتهم نهباً للغير ليجعلوها معبراً لتحقيق أطماعهم ومصالحهم الخاصة أو مطية للابتزاز الرخيص وتصفية الحسابات. لابد أن يكون لهم موقف.. وموقف واضح وصريح من الطامعين والمصلحجية والمبتزين الذين يسيئون لثورتهم ويحاولون خطفها ويشوهون أهدافها النبيلة. *** أؤكد مجدداً.. أن هؤلاء الشباب عندما ثاروا سلمياً يوم 25 يناير كان لهم مطلبان أساسيان هما الحرية والعدالة الاجتماعية. ثم قادوا بثورتهم الشعب - كل الشعب - لتحقيق مطالب الجماهير سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. وإذا كان هؤلاء الشباب قد خططوا للثورة عبر الفيس بوك الذي جمعهم علي قلب رجل واحد.. فإن المسئولية تفرض عليهم ألا يتركوا ما تحقق من خلال دم الشهداء والمصابين ودموع الثكالي والأرامل نهباً للغير.. بل لابد من تفعيله وتوجيه المجتمع كله إلي أيسر وأسلم الطرق لتحقيقه. *** بعد إعلان نتيجة الاستفتاء علي التعديلات الدستورية والاستعداد لإجراء الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية.. أصبح لزاماً علي شباب الثورة من اليوم أن يكونوا متواجدين ومنتشرين في كافة ربوع مصر. المفروض أن يتصدروا المشهد السياسي.. في الندوات والاجتماعات والمنتديات.. بالمدن والقري والنجوع.. بالأندية والمصانع والمدارس والجامعات والمصالح الحكومية والخاصة والأحياء المختلفة. مسئوليتهم اليوم.. أن يضعوا مواصفات دقيقة ومحددة لنائب الشعب كما يجب أن يكون.. حتي لا يأتي لنا من جديد نائب مخدرات. أو نائب رصاص. أو نائب قمار. أو نائب سميحة. أو نائب تجنيد. أو نائب تزوير.. وحتي لا نجد مرة أخري مهندساً جديداً للعمليات القذرة علي غرار أحمد عز ينجح الساقطين ويسقط الناجحين ويخلي البرلمان من أي قوي سياسية أخري. مسئوليتهم اليوم.. تبصير الناخبين بما لهم وما عليهم. بحقوقهم وواجباتهم السياسية.. حتي يكونوا أول المبادرين بالوقوف في وجه البلطجة والابتزاز ومحاولات تقفيل اللجان الانتخابية مهما كانت الإغراءات المادية. مسئوليتهم اليوم.. نشر ثقافة الانتخاب الحر. وحرية الرأي والرأي الآخر. واحترام الغير مهما كانت درجة الاختلاف في التوجه معه. *** باختصار.. فإن مسئولية الشباب اليوم.. إعداد الشارع بكل طوائفه وطبقاته واتجاهاته إعداداً سليماً لأحداث تمر علي مصر لأول مرة بعد ثورة شعبية. وفي مقدمة هذه الأحداث وأهمها.. الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية حتي لو كان الشباب رافضاً للتعديلات الدستورية.. فقد أصبحت واقعاً ولابد من احترام نتيجة الاستفتاء.. هذه هي الديمقراطية. يا شباب مصر.. ادوا دوركم المنتظر منكم.. فنحن لا نريد برلماناً أحادي التوجه.. ولا نريد رئيساً يحوله الشعب إلي ديكتاتور. الكرة الآن.. في ملعبكم.. ملعب شباب 25 يناير العظيم.