البعض لا يريد لهذا الوطن أن يهدأ ويستقر بعد ثورته الرائعة لتبدأ مرحلة البناء والتنمية والعمل.. فالبعض يصر علي الخراب حتي وان لم يقصد ذلك لأن الانانية وضيق الأفق سيطرت عليهم وفقدوا الاحساس بأهم أهداف الثورة وهو التغيير من أجل الإصلاح ومحاربة الفساد وحرية التعبير فتجاوز البعض إلي مطامع شخصية أو تصفية حسابات كما يحدث الآن في اللجنة الاولمبية.. حيث لا يريد العاملون بها أن يهدأوا وهم الذين لم يكن لهم أي صوت في السابق. وبرغم أنهم حصلوا علي بعض الامتيازات المالية مؤخراً إلا أن الاطماع لا سقف لها وبعضهم يساوم علي التهديد بعدم الاستقرار والامتناع عن العمل.. وذلك لأنهم بالأصل اعتادوا علي حالة السكون وعدم التحرك إلا كلما اقتربت مشاركة مصرية في دورة رياضية ثم العودة لحالة السكون مرة أخري حتي ان مقر اللجنة الأوليمبية كان يوصف في عهد رئيسها السابق منير ثابت بالمغارة التي لا يعرف اسرارها أحد.. وهذه الأيام ظهر العاملون "صوتاً وصورة" ضمن توابع الاحداث الأخيرة وقاموا بثورتهم الخاصة ضد رئيسها الحالي والمنتخب محمود أحمد علي حتي وصل الأمر إلي محاولة منعه من دخول مكتبه والقيام بعمله التطوعي الذي لا يتقاضي عليه أجراً.. وكل ذنبه أنه أراد أن يقنن نفقات اللجنة وينظفها من فسادها المتغلغل فيها منذ سنوات ويوقف حنفية النفقات المفتوحة عن آخرها دون حسيب أو رقيب.. رغم أنه مال عام لابد أن يحاسب عليه كل مسئول سابق أو حالي. وفي شأن مماثل.. قرأت أن بعض الرياضيين ممن يرون في أنفسهم أنهم نجوم هذه الأيام يسعون إلي الاطاحة برئيس المجلس القومي للرياضة بدعوي محاربة الفساد.. وعلي رأس هؤلاء - كما قرأت - "أوسا" حارس مرمي الزمالك السابق والذي انتقل إلي "الجونة" بعد أن لفظته جماهير الزمالك "أوسا" وغيره من الرياضيين أو المحسوبين علي الرياضة يطالبون الآن برحيل "صقر" وهو موظف حكومي يمكن أن يرحل في أي لحظة.. ولكن السؤال: هل الفساد قد تجسد في صقر فجأة حتي يحاربوا شخصيته وهو موظف يمكن محاسبته علي كل صغيرة. وكبيرة.. هؤلاء الذين يقفزون علي الاحداث ويسعون إلي تصفية حسابات خاصة أو استهداف اشخاص آخرين.. ذلك أنه حسب علمي ان من سيطالبون اليوم وغداً برحيل صقر هم بالأصل يستهدفون مجلس إدارة اتحاد الكرة وبالتحديد سمير زاهر.. هذه اللعبة الخطيرة لابد ان تتوقف ذلك أن من يدعي سعيه لمحاربة الفساد والتطهير عليه أن يتوجه إلي مكتب النائب العام ويتقدم ببلاغه للمساءلة والتحقيق.. أما هذا التهييج فلن يستفيد منه إلا من لا يريد استقرارا ولا تقدماً للأمام.. ويجد في نفسه عجزاً فليلجأ إلي الصوت العالي وهذه ظاهرة أدانها المجتمع والعقلاء بعد الثورة الرائعة.