أعجبني شجاعة وصدق د. ماجد عثمان وزير الاتصالات في أول لقاء له مع الصحفيين الخميس الماضي.. حيث اعترف وبرأ د. طارق كامل ومسئولي القطاع جميعاً في مسئوليتهم بالموافقة علي قطع الإنترنت عن مصر أيام الثورة فجاء ليؤكد عدم موافقتهم بالاجماع علي هذا القرار ورفضهم له لاستيعابهم مدي الضرر الذي سيقع علي البلد عموما وقطاع الاتصالات خاصة من هذا الإجراء أمام العالم كله. لكن الجهات الأمنية التي لم يكن لها هم سوي وأد الثورة والقضاء عليها دون مراعاة أبعاد أخري اتخذت القرار مستغلة مادة بقانون الاتصالات فضفاضة تسمح لهم بذلك.. وكانت بمثابة حق أريد به باطل.. وأكد الوزير ان تلك المادة سيتم تغييرها خلال فترة قصيرة لضمان عدم استخدامها مرة أخري .ما أريد اليوم أن أقوله إن د. طارق كامل.. طوال فترة توليه تلك الوزارة.. كان حريصا علي هذا القطاع وإنجاحه ليس لغرض شخصي أو تسجيل إنجازات باسمه وإنما لهدف أسمي بكثير هو اسم مصر.. رافقناه كثيرا سواء داخل أو خارج مصر فكان بوجه واحد.. متحمسا بكل قوة لهذا البلد ورافضا التحدث عنه إلا من منطلق قوة أمام قيادات علي مستوي العالم حكومية وشركات عالمية. انه نموذج لا يتكرر كثيرا.. لذا كان قدره أن يبتليه الله في أصعب أيام حياته ولم يكتف القدر بتركه موقعه وزيراًً.. لكنه ابتلاه بابتلاء أعظم بكثير.. أثق في انه سيتغلب عليه إن شاء الله.. وادعوا معي له أن ينجيه الله منه. ** عجبت لأحوال أبناء بلدنا.. الأسابيع الماضية كتبت وقلت إن البريد المصري والعاملين به حظهم "كويس" لتولي شخصية مثل شخصية المهندس هاني محمود قيادته.. وبالفعل فوجئوا باستجابات سريعة منه لحقوقهم الضائعة منذ سنوات طويلة اتخذ قراراته لصالحهم بسرعة وبدون تردد. لكن الطلبات الشخصية استمرت كل يوم من فئة وبصورة قميئة مرة بالتعدي علي الموظفين والسرقة وكافة التجاوزات.. مما دفع الرجل لتقديم استقالته وقبلت منذ 3 أيام. المضحك في ذلك انه ستقوم اليوم مظاهرة تنادي بعودته مرة أخري.. فإلي متي نبقي شعبا يستعذب البكاء علي ما مضي.. ولا يعرف قيمته إلا بعد فوات الأوان. *** الحرية والديمقراطية "حلوة ياولاد".. ما شاهدته أمس بعيني في شوارع مصر وعلي شاشات التليفزيون.. اقبال غير مسبوق من الجميع علي الاستفتاء.. الكل شعر بمسئوليته وحقه في هذا .. وخاصة الجنس الناعم. *** بدأت بالفعل العجلة تدور في قطاع الاتصالات ظهرت في زيارات مسئولين واستحواذات من شركات كبري انتل وفرانس تيليكوم.. وإن شاء الله تعود كما كانت وأفضل بكثير.