بعد معاناة مع المرض رحل الفنان رأفت فهيم عن عالمنا في صمت دون ضجيج أو اهتمام إعلامي كما يحدث مع بعض زملاء مهنته.. عاش رأفت فهيم مولده وطفولته وصباه بشارع مسرة بشبرا ومارس هواية التمثيل بفرقة الهواة والساحات الشعبية وتقدم للاذاعة للامتحان كممثل عام 1961 وبدأ المشاركة بالتمثيل في أدوار صغيرة والإذاعة هي التي لفتت الأنظار وشدت الانتباه إليه وأدخلته ببرامجها عالم النجومية عندما شارك بتمثيل دور الموظف الروتيني وكان أول اختياره لأداء هذا الدور المخرج الاذاعي حسني عبدالعزيز الذي بدأ به برنامج "همسة عتاب" بإذاعة البرنامج العام ليصبح دوره "الحشري" البيروقراطي الروتيني علامة لدي المستمعين يتابعونه يوميا عبر الميكروفون ورغم ان الدور يخالف طبيعة الانسان المصري السوي إلا ان المستمعين أحبوه وتعلقوا به ثم استعانت به الاذاعية الراحلة صفية المهندس التي كانت أول صوت نسائي نطق عبر الميكرفون ب "هنا القاهرة" ليشكل ثنائيا ببرنامجها الشهير الذي مازالت اذاعة البرنامج العام تقدمه ويتناوب إخراجه وتقديم فقراته العديد من أبناء الاذاعة الأم "البرنامج العام" والثنائي بينه وبين الراحلة علاقة الأداء الدرامي ونجمة المسرح القومي ملك الجمل حيث أدي رأفت فهيم حلقات البرنامج الممتدة دور أبو سيد زوج خالتي بمبة ملك الجمل لامتاع ملايين المستمعين بالديالوجات اليومية بين أبو سيد وزوجته خالتي بمبة وكان الاثنان علامة مضيئة تعلق بها وأحبها ملايين المستمعين ثم تنقل رأفت فهيم بين البرامج الدرامية وتمثيلياتها ومسلسلاتها بمختلف الإذاعات وكنت تراه يوميا بين طرقات ومداخل استديوهي "37" و"38" للتسجيلات الدرامية ومن خالتي بمبة وأبو سيد امتد نشاطه الدرامي لبرنامج من الحياة لتنتقل شهرته ونجوميته من الإذاعة للدراما التليفزيونية وبعض الأفلام السينمائية بقي أن تعرف ان رأفت فهيم شارك في النشاط السياسي بمنطقتي شبرا وروض الفرج منذ الاتحاد الاشتراكي ثم هيئة التحرير ووصل من خلالها لمكانة قيادية لكنه آثر الابتعاد والتفرغ لمشواره الفني بعد انتقال مسكنه لحي المهندسين وقد أنجب ابنتين إحداهما طبيبة.