* يسأل عدد كبير من القراء: ما حكم الشرع في القتال بين طائفتين من المسلمين؟! ** يجيب الدكتور كمال بربري حسين مدير عام مديرية أوقاف السويس: * قبل الحكم علي أي فئة نقرأ هذا الحديث.. عن أبي بكر رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : إذا توجه المسلمان بسيفيهما فقتل أحدهما صاحبه فالقاتل والمقتول في النار فقيل هذا القاتل فما بال المقتول قال: قد أراد قتل صاحبه" "متفق عليه" إن أحكام الشريعة الإسلامية قطعية في تحريم القتل. فقد جعلت قتل النفس عمداً سبب الخلود في جهنم وغضب الله تعالي. وجعلت قتل النفس بصفة عامة من الكبائر. فاقتتال أي فئتين من المسلمين يعني سفك دماء حرمها الله تعالي : وقد قال الله تعالي في كتابه الكريم: "ومَا كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطأ" "النساء: 92" ثم قال تعالي في الآية التي بعدها: "ومَنْ يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً" "النساء: 93" لقد بيَّن العلماء أن القتال بين طائفتين من المسلمين فيه انقسام. وتشتت فضلاً عن إراقة دم المسلمين. وهو لا يجوز شرعاً. والأولي بالمصريين أن يتوحدوا ولا يثيروا فتنة. فإن حدث بغي فيجب الإصلاح والأخذ علي يد الظالم. وانصاف المظلوم. ويجب أن ينظر للموضوع من خلال هدفين: هدف بعيد. وهدف قريب فالبعيد هو الانقسامات. والتشتت وأما الاحتجاج علي أمر معين فيكون بطرقه المشروعة وليس بالاقتتال. لأن هذا يشتت الأمة ويضعفها بل ويدمرها. و أما الهدف القريب فيكون في الحفاظ علي ثروات بلادنا وخيراتها. والهوية العربية الإسلامية وكل هذا يكون في إطار الدولة الأم.. فإذا ما حدث قتال بين الفريقين وهو لا يجوز شرعاً يجب أن يتم الصلح بينهما. قال تعالي: "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما علي الأخري فقاتلوا التي تبغي حتي تفيء إلي أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون" "سورة الحجرات: 9 و10" الأصل في الموضوع أنه إذا حدث قتال بين طائفتين من المسلمين أن يصلح باقي المسلمين بينهما. حتي يعود الحق إلي نصابه. وترجع الطائفة الباغية إلي حدودها. لأن دم المسلم غال ولا يهدر في الإسلام. * يسأل محمد عبدالرحيم تاجر نظارات بمنطقة باب اللوق فيقول: ما حكم الصمت وقلة الكلام إلا فيما ينفع.. ومتي يكون الصمت لازماً؟! ** يجيب الشيخ عبدالعزيز عبدالرحيم حسن مدير إدارة أوقاف الهرم بالجيزة؟! إياك وارتفاع الصوت وكثرة الكلام في المجال. وإياك وتسيد المجالس وعليك بطيب الكلام ورقة العبارة "فالكلمة الطيبة صدقة" كما في الصحيحين. ولها تأثير عجيب في كسب القلوب والتأثير عليها حتي مع الأعداء فضلاً عن إخوانك وبني دينك. فهذه عائشة رضي الله عنها قال لليهود: "وعليكم السام واللعنة" فقال لها رسول الله صلي الله عليه وسلم : "مهلاً يا عائشة فإن الله يحب الرفق في الأمر كله" متفق عليه. وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "عليك بحسن الخلق وطول الصمت فوالذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما" أخرجه أبو يعلي والبزار وغيرهما. قد يخزن الورع التقي لسانه.. حذر الكلام وإنه لمفوه أما حسن الاستماع وأدب الإنصات: وعدم مقاطعة المتحدث فقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم لايقطع الحديث حتي يكون المتكلم هو الذي يقطعه. ومن جاهد نفسه علي هذا أحبه الناس واعجبوا به بعكس الآخر كثير الثرثرة والمقاطعة. واسمع لهذا الخلق العجيب عن عطاء قال: "إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أن يولد". * يسأل عابد إسماعيل خاطر من سوهاج: ما حكم إحسان الظن بالآخرين؟! ** إحسان الظن هو أفضل وأيسر الطرق للوصول إلي القلوب فأحسن الظن بمن حولك. وإياك وسوء الظن بهم. وأن تجعل عينيك مرصد لحركاتهم وسكناتهم. وعوَّد نفسك علي الاعتذار لإخوانك لأن المؤمن يطلب معاذير إخوانه. والمنافق يطلب عثراتهم. * يسأل سامي زين العابدين من طنطا يقول: هل في العقارات والسيارات زكاة؟ إن الزكاة لا تكون علي العقارات أو السيارات مهما كثرت عند مالكها وإنما تكون عن الناتج منها مالياً إذا حال عليهما الحول وبلغ نصاب الزكاة فيخرج منه ربع العشر. يصرف في المصارف التي نصت عليها الآية الكريمة: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل".