مع عودة الهدوء إلي ميدان التحرير ومغادرة المتظاهرين له أصبح الميدان مزاراً لمئات المواطنين من مختلف أنحاء الجمهورية الذين لم يشاركوا في الثورة. ميدان التحرير الذي أصبح عالمياً .. يزدحم ليل نهار بالمواطنين وأبنائهم لمشاهدة المكان الذي حرر مصر من الفساد والمفسدين .. وأيضاً لمشاهدة النصب التذكاري لشهداء ثورة 25 يناير الذين سقطوا برصاص حبيب العادلي وزير الداخلية السابق لقراءة الفاتحة لهم والترحم عليهم. المواطنون الذين يتوافدون علي الميدان قالوا إنهم يعيشون في حلم جميل لا يريدون الاستيقاظ منه.. هكذا بدأ عصام عبدالمحسن حسن مدرس جاء من محافظة دمياط حديثه مؤكداً انه فضل الحضور وأولاده ليشاهدوا علي الطبيعة ميدان التحرير الذي شهد ثورة تحرير مصر من الفساد مؤكداً انه يشارك في دهان الأرصفة ونظافة الميدان مستغلين ان اليوم إجازة وحتي نشعر جميعاً أننا قد شاركنا ولو بشيء بسيط في هذا الحدث العظيم حتي بعد انتهائه. يقول محمود خلف الله علي "موظف" من محافظة الغربية ووائل محمد عبدالمقصود "مهندس" من سوهاج: لقد انتهزنا فرصة إجازة المولد النبوي وحضرنا إلي القاهرة برفقة أبنائنا لرؤية النصب التذكاري للشهداء وقراءة الفاتحة علي أرواحهم. أضاف: نشكر كل من فكرو شارك في إقامة النصب التذكاري للشهداء ونطالب محافظة القاهرة الاهتمام بهذا النصب التذكاري وتجميله بالرخام لكي يكون شكله حضارياً أمام الزوار العرب والأجانب وحتي لا يندثر مع مر السنين .. ونتمني ان يلبي محافظ القاهرة مطلبنا. يؤكد خالد عبدالمنعم "محاسب" وهبة عطا الله "طبيبة": انهما حضرا لزيارة النصب التذكاري الذي أصبح يميز ميدان التحرير بعد ان كان يتميز بالمتحف المصري والمجمع الكبير والآن أصبح مميزاً بالنصب التذكاري والشهداء وثورة 25 يناير.. وهو ما سوف يضيفه إلي قائمة المزارات السياحية. أضافا: نطالب بسرعة تطوير وتحديث كل أرصفة وأسوار ميدان التحرير بما يتناسب مع الثورة التي كانت سبباً في القضاء علي الفساد وعودة الحرية للمواطن المصري. أثناء جولتنا بميدان التحرير رغم نظافته وشكله الذي أصبح نظيفاً إلا أننا شاهدنا ما لم نكن نشاهده من قبل وهو وجود بعض الباعة المتجولين يقومون ببيع السميط والبيض علي الرصيف المجاور للنصب التذكاري .. وآخرون يبيعون العلم المصري لزوار الميدان وعلي قائدي السيارات بكل أحجامه وكان هناك إقبال علي الشراء وأصبح كل زوار ميدان التحرير وكورنيش النيل يمسكون بعلم مصر الذي كنا لا نشاهده إلا في مباريات كرة القدم فقط. دهان الأرصفة وعلي امتداد ميدان التحرير يقوم الشباب بأعمال دهانات الأرصفة من اتجاه شارع القصر العيني وأمام مجلس الشوري وبجوار التليفزيون مع اختلاف أعمارهم ومؤهلاتهم فالكل يقف جنباً إلي جنب شباباً وفتيات وكباراً وشيوخاً لعودة الميدان والشوارع المحيطة به لشكله الحضاري. يقول حسن عبداللطيف "سياحة وفنادق" وإسراء عاطف وندا محمد فتحي بالمرحلة الثالثة بالثانوية العامة: لقد شاركنا في ثورة 25 يناير حتي آخر يوم والآن نقوم علي نظافة الميدان منذ أيام ولم نشاهد عمال النظافة حتي الآن بميدان التحرير.. وكل من معه المساحة والمقشة والكمامة وأكياس القمامة حتي يعود ميدان التحرير نظيفاً كما كان.. وحتي يتناسب مع كونه الآن مزاراً لكل المصريين الذين يتوافدون عليه ليل نهار لرؤية النصب التذكاري لشهداء الثورة. أما محمد ياسر زهدي "دبلوم صنايع" وأحمد عمرو "الفرقة الثالثة نظم ومعلومات وهيثم عبدالحميد "أكاديمية المستقبل" فقالوا: إنه بمجرد تخلي الرئيس حسني مبارك عن منصبه نزلنا جميعاً لميدان التحرير لدهان الأرصفة ونظافة المكان ليعود للميدان مظهره الجميل وشكله الحضاري. مزار يؤكد أحمد علي "ثالثة ثانوي" ومحمد عبدالعاطي محمد "دبلوم صنايع" ان ميدان التحرير أصبح مزاراً .. ومن هنا كان واجبنا العمل علي نظافته ورفع القمامة منه وتنظيم حركة المرور لأن رجال المرور مختفون حتي الآن وخاصة عند التليفزيون وموقف عبدالمنعم رياض وعند مدخل التحرير من الكورنيش. أما الطفلة نورهان عاطف عبدالله طالبة بالصف الثالث الإعدادي فقد جاءت ومعها مساحة مقشة لتشارك الشباب والفتيات في نظافة الميدان مؤكدة انها لأول مرة تشعر بالأمان.