المعدن الأصيل يظهر في الشدائد وهذا هو المواطن المصري فقد شعرت بالفخر عندما سمعت والد أحد الجنود المخطوفين يؤكد في حديثه علي الفضائيات أنه من الأفضل أن يستلم ابنه جثة هامدة ولا يتم أي تفاوض مع الخاطفين واعتبرهم من المجرمين والإرهابيين فكيف يتم التفاوض مع أمثال هؤلاء الخونة الذين يدافعون عن باطل ويريدون أن يفرضوا سيطرتهم أو أوامرهم علي دولة. لقد سمعنا آراء عديدة منذ اختطاف الجنود المصريين في العريش وتحليلات عدة من السياسيين وغيرهم لكن لم يعجبني أسلوب التفاوض مع المجرمين السفلة. الشعب المصري مر بأزمات وشدائد أكبر من ذلك بكثير ولم تكن هذه الشدائد مع مجموعة من المجرمين بل كانت بين العدو الصهيوني في حرب أكتوبر وقد وافقنا علي قرار إبادة الجيش الإسرائيلي في موقعة الثغرة رغم أن هناك مئات من الجنود المصريين سوف يكونون ضحايا هذا القرار لكن لأن دم الجندي المصري غال فتم استغلال الثغرة في فرض مطالبنا علي إسرائيل وانسحابها من سيناء. فإذا كنا قد وافقنا علي التضحية بمئات الجنود في الثغرة من أجل كرامتنا وهيبتنا فكيف اليوم نخضع لمجموعة إرهابية ونوافق علي شروطهم أو مطالبهم أبداً إن الشعب المصري لن يخضع لأحد مهما كانت التضحيات وأن قواتنا المسلحة قادرة علي ردع من تسول له نفسه المساس بكرامة أي مصري أو أراضيه. لقد خضعت جيوش الصهاينة للجيش المصري وحققنا نصراً غالياً في حرب أكتوبر وبإذن الله سوف نقلع جذور الإرهاب من علي أرض سيناء الغالية التي شهدت نضال الأنبياء علي ترابها وكلنا نؤيد الجيش المصري في اتخاذ أي قرار حاسم مع أمثال هؤلاء المجرمين مهما كانت التضحيات فقد ضحينا من قبل بآلاف الجنود في حرب أكتوبر والاستنزاف وحررنا العديد من الدول العربية من الاستعمار الغاشم فكيف لا نحرر أرض سيناء من أمثال هؤلاء الخاطفين الذين لا يحق لهم أن يعيشوا علي أرض مصر الطاهرة. فإذا كان انتماؤهم إلي جماعة التكفيريين أو الإرهابيين فلا يحق لهم أن يعيشوا في وطننا حتي ولو لم يرتكبوا جريمة خطف أو غيرها فإن مثل هذه الجماعات لابد أن تتم إبادتها لأنها تنشر سمومها في أرض الكنانة ولا يستحق لهم أن يعيشوا عليها.