سيدنا يوسف الصديق.. أول وزير اقتصاد ومالية في العالم تولي خزائن الأرض.. كشف الله له من خلال رؤيا قصها عليه أحد السجناء الذين كانوا معه فوضع خطة اقتصادية محكمة لمدة 15 عاما تقي العباد شر المجاعة والجدب ويصل بهم إلي بر الأمان.. هذه الرؤيا نزلت في الكتاب الكريم "القرآن الكريم" قال تعالي: "يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلي الناس لعلهم يعلمون. قال تزرعون سبع سنين دأباً فما حصدتم فذروه في سنبله الا قليلا مما تأكلون ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتهم لهن إلا قليلاً مما تحصنون. ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون". والمتبع للآيات الكريمات يري أن هناك سبع سنوات خير ومثلهن فيها فقر وشدة علي الناس ويأتي العام الخامس عشر الذي يغاث فيه الناس.. ماذا وضع وزير الاقتصاد الرباني.. وضع خطة اقتصادية طويلة الأجل للسنوات السبع الأولي بترك السنابل في الحقول ويأخذ الناس ما يحتاجون فقط وبقدر لا إسراف فيه ولا تعجل ولماذا يتركه في سنابله؟! هذه هي البصيرة التي أبصرها الله لوزير الاقتصاد حتي لا يتعرض الحب للسوس فيهلك المحصول.. ثم جاءت السنوات السبع الأخري والتي جادت السماء بحرارتها وبخلت بمائها حتي يبست الأرض فبدأوا يأخذون قوتهم علي قدر لمدة سبع سنوات حتي عبر بهم إلي بر الأمان.. ثم جاءت السنة الحاسمة الخامسة عشرة فجادت السماء بالماء والأرض بالنبات حتي إن مصر أنبتت جميعها وصارت الحبوب في كل مكان وعجزت الخزائن والأرض ان تسع كل الخيرات فقام الفلاحون بعصر الحبوب فنمت الماشية وصار الخير في كل مكان.. ولنا هنا وقفة بسيطة وتأمل الملك ما سمعه عن سيدنا يوسف من أحد السجناء الذين تم الافراج عنهم فطلبه بالاسم. "وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال انك اليوم لدينا مكين أمين". كان لسيدنا يوسف طلب ومقصد.. قال للملك "قال اجعلني علي خزائن الأرض إني حفيظ عليم". الملك اختاره وترك له الحرية في القرار.. وهنا ثقة متبادلة بين الرئيس والمرءوس فكان عند حسن الظن وعبر بمصر الي بر الأمان. لماذا نجح سيدنا يوسف في ادارة الأزمة؟! لأن قلبه كان صافيا لله ولديه ثقة في نصر الله وليست هناك وقفات احتجاجية أو قطاع طريق حيث ترك القمح في سنابله ولم يخرج أحد من مواطني مصر وأحرق النبات أو سرقه ولم يذهب مواطن إلي قصر الفرعون ويقول لقد جوعتنا وسنينك زي الزفت ولكن كل واحد عرف طريقه وأدي واجبه ولم يخرج أحد من مواطني مصر طالبا للحكم أو يريد تنحي الملك بحجة انه فاشل أو انه من بني اسرائيل أو انه اختار درويشاً ليكون علي خزائن مصر كل واحد عرف ما عليه.. ويا ليتنا نحن في هذا الوقت العصيب يعرف كل واحد منا ما له وما عليه ويترك الحاكم يعمل من أجل الوطن وان تصمت المعارضة قليلا لكي يعبر بمصر إلي بر الأمان.. ونجعل مقصدنا لله الواحد القهار.. ونعلم تماما أن رزقنا علي الله تعالي ليس علي رئيس.. ولكن علينا ايضا الأخذ بالأسباب والأسباب هي ان نعمل ونعمل وكل واحد يحافظ علي ما لديه.. الفلاح في حقله والعامل في مصنعه وان يدرك كل فرد انه سوف يسأل عن عمله يوم القيامة.. وليعلم الجميع والمنادون بالحرية انهم لم يهبوا لنا الحرية.. الله هو الذي أعطاها لنا.. ولا يستطيع احد ان يأخذها منا والحريات ليست كما يصورها لنا الغرب وأتباعه وانما هي في كتاب الله تعالي وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم وهي الملاذ لنا وصدق أمير الشعراء حين قال: "هل في القوم يوسف.. يتقيها ويحسب لها حسابا".